أعاد الوحدة والوصل جزءاً من بريقهما القديم، في مباراتهما أمس الأول، باستاد آل نهيان في أبوظبي في «الجولة المؤجلة» لبطولة دوري المحترفين لكرة القدم، والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، حيث أمتع الفريقان الجماهير بأداء جيد، واجتهاد ومثابرة من «البداية إلى النهاية»، وبالتالي يستحقان الإشادة على ما قدماه من مستوى، يؤكد أن «أصحاب السعادة» و«الإمبراطور» بدآ صحوة، وإن كانت متأخرة، إلا أنها تجعل أي منافس يواجه أحدهما سوف يعاني كثيراً في الفترة المقبلة.
ولعل أبرز ظاهرة في المباراة، هي ضياع الأهداف، خاصة من الجانب «العنابي» الذي تكفل القائم بإبعاد فرصة هدف محقق له، بجانب فرصة سعيد الكثيري، غير الكرات التي تألق الحارس ديدا في إبعادها، وفي الوقت نفسه، شكلت الهجمات المرتدة لـ «الفهود» خطورة كبيرة، لكن المدافع الأسترالي دينو، أثبت أنه صفقة متميزة لـ «العنابي»، كما تألق الحارس عادل الحوسني الذي تصدى بنجاح للعديد من محاولات هجوم الوصل «المرعب» ليستحق بذلك نجومية اللقاء، بجانب الحارس أحمد محمود ديدا والمدافع دينو.
ومن أبرز السلبيات التي ظهرت في الفريقين، غياب الانسجام بين مهاجمي الوحدة سعيد الكثيري ومارسلينهو، بجانب فقدانهما التركيز، فالأول لم يكن في يومه تماماً، وأضاع هدفاً لا يضيع، والثاني رغم إحرازه هدف التعادل، إلا أنه واصل الظهور بمستوى متواضع، وفي الوصل كان لتراجعه منذ وقت مبكر، واعتماده على الهجمات المرتدة أثر كبير في تقليل الفعالية الهجومية للفريق، ورغم ذلك واصل تقديم مستوى متميز، وبالتالي يستحق الإشادة مع الوحدة وتقاسم النقاط معه.
وأكد الكرواتي برانكو مدرب الوحدة أن توقعاته قبل المباراة بقوة المواجهة وصعوبتها لم تخب، حيث حدث ما انتظره من الوصل تماماً، مشيراً إلى أن «العنابي» أضاع فرصاً مؤكدة للتسجيل بنسبة مليون في المائة، والجيد له أن فريقه لم يعاقب باستقبال هدف ثانٍ لإضاعته هذا العدد الكبير من الفرص خلال المباراة.
وقال برانكو: «إضاعة الفرص جعلت لاعبينا يصابون بالتوتر، ونتج عن ذلك أن الوصل وجد الفرص، ولكنه لم يوفق فيها أيضاً، وأعتقد أن الفريقين قدما مباراة رائعة، وكنا نتطلع إلى الفوز، ولكن النقطة أفضل من الخسارة، وهذا هو حال كرة القدم، علينا تقبله، والعمل على العودة للانتصارات في الفترة المقبلة، والغريب أننا أمام دبا الفجيرة، ومن قبله بني ياس لم نصنع هذا العدد من الفرص، حيث تعادلنا مع الثاني، وفزنا على الأول، وفي مباراة أمس الأول أهدرنا عدداً كبيراً من الأهداف».
وأضاف: «كان الفوز مطلوباً بالنسبة لنا، حتى نتمكن من الوصول إلى فرق المقدمة في ترتيب الدوري، وأعتقد أن الفريق رغم التعادل قدم مباراة متميزة ولم يتأثر بغياب لاعبين مهمين».
وعن الإصرار على الدفع بسعيد الكثيري ومارسلينهو معاً في المباراة، قال برانكو: «السبب الأول هو عدم بداية بابا ويجو المباراة، لأن جاهزيته لم تكتمل عقب الجراحة التي أجراها في العين، ودفعنا به في الجزء الأخير في المباراة، وكذلك اللقاء السابق، والأمر الآخر الذي تجب الإشارة إليه، هو أن الفريق صنع فرصاً بالجملة، وهذا هو المهم، ولكن عدم استثمار الفرص شيء آخر، وفي مباراة الوصل أضاع مارسلينهو والكثيري وإسماعيل مطر الكثير من الفرص، وأعتقد أن عدم التوفيق لازمنا في اللقاء.
وأشار برانكو إلى أنه تأخيره في تغيير الكثيري يكمن في أن لديه فرصة واحدة للتغيير، ولم يشأ أن يخسرها، خاصة أن الإصابة بدأت تعاود سردان، ولكن عندما تأكد أنه قادر على إكمال المباراة قام بإجراء التغيير.
واعتبر برانكو أن دفاع الوحدة أدى مباراة جيدة، وقال: «الدفاع الحالي يعتبر جديداً تماماً في الفترة الأخيرة، والثابت الوحيد فيه هو عيسى سانتو، ومع ذلك قام بدوره كما ينبغي، ومهمة الدفاع لا تقوم عليه فقط، بل على الفريق كمجموعة، كما أنه واجه ثلاثيا أجنبيا على مستوى عالٍ في الوصل، وفي ظل تقدم لاعبي الوسط المدافع إلى الأمام، تكون هناك مساحات يستغلها هجوم الوصل، لكن مع النوعية المتميزة لمهاجمي المنافس، والمساحات، فإن الدفاع نجح في الحد من خطورتهم في أغلب الأحيان، وبالتأكيد لا يمكن مهما كنت في قمة التركيز، أن توقف تماماً لاعبين بهذه القيمة الفنية العالية، ويضاف إلى ذلك أننا نلعب على أرضنا، لذلك كانت رغبتنا في الهجوم أكبر، ومن الطبيعي عندما تهاجم أن تترك مساحات في الملعب، وعندما تلعب أمام الوصل وتخرج بالتعادل يجب أن تكون راضياً، رغم أن ما عملنا من أجل الفوز».
وفي رده على سؤال حول مدى صحة رحيل حمدان الكمالي إلى الأهلي في الموسم المقبل، قال برانكو: «للمرة الأولى أسمع هذا الكلام، وحمدان كان يتعالج في دبي من إصابة، وتدرب أمس الأول في النادي، وأمامه أسبوعان ليعود إلى التشكيلة هذا ما في الأمر، أما الانتقال فهذا أمر يخص النادي واللاعب نفسه، وليس المدرب، وفي كل الأحوال حمدان لاعب دولي صاحب إمكانيات كبيرة، وأي نادٍ كبير يرغب فيه، وبالنسبة لي كمدرب من الجيد وجود لاعب بقيمة حمدان في الفريق».
من ناحية أخرى، أكد إسماعيل مطر قائد الوحدة أن فريقه أهدر فرصاً سهلة جعلته يخسر نقطتين في سباق التقدم في جدول الترتيب، معتبراً أن المباراة جاءت قوية من الفريقين اللذين قدما مستوى جيداً، حيث هاجم الوحدة بضراوة، فيما اعتمد الوصل على الهجمات المرتدة،عن طريق جوسي وإيمانا وألفارو الخطيرين.
وقال: «لقد كان بالإمكان أفضل مما كان، حيث أضعنا فرصاً بالجملة، وعلينا أن نعمل فيما تبقى من مباريات الدوري على جمع أكبر عدد من النقاط، حتى نصل إلى مركز متقدم في البطولة». وعن الفرصة الضائعة التي صنعها للكثيري، ولماذا لم يسددها؟ قال مطر: «لو كان الفريق متقدماً في النتيجة لفكرت في المحاولة، لذلك هيأت الكرة للكثيري الذي كان في وضع أفضل للتسجيل، لكن التوفيق لم يحالفه.
أكد أن إخلاص اللاعبين سر تحول «الفهود»
باروت: أسعى لترك بصمة ولا يشغلني البقاء في الوصل
أبوظبي (الاتحاد) ـ أبدى عيد باروت مدرب الوصل سعادته الكبيرة، بالمستوى الذي قدمه «الفهود»، مؤكداً أن النتيجة التي انتهت إليها المباراة تعتبر عادلة للفريقين، اللذين قدما مباراة كبيرة وقوية وحافلة بالفرص الضائعة، وأنه أكثر سعادة بحفاظ «الأصفر» على المستوى المتميز في المباراة، مشيراً إلى أن الحصول على أربع نقاط خارج زعبيل، ومن فريقين بقيمة الجزيرة والوحدة أمر جيد، والدليل على ذلك أن الوصل يسير في الطريق الصحيح.
ورداً على رغبة النادي في استمراره مع الفريق في الموسم المقبل، قال عيد باروت: «ما يشغلني حالياً هو أن أترك بصمة مع الفريق، وأن يعود الوصل صاحب الجمهور الجميل إلى سابق عهده، وليس استمراري أو رحيلي عن تدريب الفريق الذي أتطلع معه لتحقيق نتائج مقرونة بالمستويات الجيدة، فيما تبقى من مباريات الموسم، وأنا سعيد بالعمل الذي يقدمه اللاعبون المواطنون والأجانب، وعلينا أن نطور الفريق أكثر وأن نمضي للوصول إلى مستوى أكثر تميزاً».
وأشاد باروت بالكاميروني إيمانا، كما أثنى على المردود الذي قدمه اللاعب الشاب علي سالمين، وقال: «سالمين من مواليد 1995، ولاعب منتخب الشباب، ودفعت به في توقيت الضغوط الكبيرة أثناء المباراة، لكنه أدى بمسؤولية وقدم مستوى جيداً وأنا سعيد بأدائه».
وعن المباراة نفسها، قال باروت: «بدأنا بشكل جيد، لكن بعد أن تقدمنا بالهدف، حدث تراجع غير مبرر من لاعبينا، وهذا جعل الوحدة يسيطر على وسط الملعب، واستغل المساحات، ولنا ضربة جزاء لم تحتسب، وأعتقد أن أخطاء التحكيم جزء من اللعبة، وأريد أن أشدد على أن الحكام «منا وفينا»، ونقف بجانبهم في كل الأحوال حتى وإن وضعوا السيف على رقابنا، لكن مع ذلك فإن ضربة الجزاء صحيحة لكنها لم تحتسب».
وأضاف: «إهدار الفرص بشكل عام في المباراة، يعود إلى غياب التركيز عن لاعبي الفريقين، لكن مشكلتنا في الوصل أننا نستقبل دائماً أهدافاً في الدقائق الأخيرة، وهو ما حدث في أكثر من مباراة، رغم المطالبة بالتركيز العالي في الدقائق الأولى والأخيرة من كل شوط، وهذا لم يحدث في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول والتي جاء فيها هدف التعادل للوحدة، لكن بشكل عام، فإن المباراة قوية وجيدة من الطرفين، والوحدة تحديداً عندما تلعب أمامه تستمتع باللعب، وأنا راضٍ عما قدمه فريق، وإن كنت أتطلع إلى الأفضل، والأكثر أهمية أننا لم نخسر، ويجب أن لا ننسى ما شاهدناه من الوحدة على الأقل في آخر مباراتين له، وأمام الجزيرة في نصف نهائي كأس المحترفين كان الطرف الأفضل في المباراة، وأمام دبا الفجيرة رغم النقص الكبير في صفوفه، لكنه فاز، لذلك فإن هذا التعادل عادل ومرضٍ في الوقت نفسه».
وعن توصيته باستمرار أجانب الوصل، قال باروت: الوقت ما زال مبكراً على الحديث عن ذلك، ولا شك أن الأجانب متميزون، لكن عليهم العمل بجد في الفترة المقبلة التي نسعى فيها لعمل أرضية صلبة وشخصية قوية لفريق الوصل».
عبد الله صالح: انتقال الكمالي «شائعة» و4 مواسم باقية على عقده
أبوظبي (الاتحاد) ـ نفي عبد الله صالح عضو مجلس إدارة شركة الوحدة لكرة القدم ومدير الفريق الأول الشائعة التي ترددت على مدى الأسبوعين الماضيين بشأن انتقال المدافع الدولي حمدان الكمال إلى الأهلي في الموسم الجديد، وعززها غياب اللاعب في الفترة الأخيرة، بسبب الإصابة، وخضع للعلاج بسببها في أحد المراكز المتخصصة في دبي.
وقال عبد الله صالح: «الكمالي وغيره من اللاعبين المطلوبين في سوق الانتقالات، لكننا في الوحدة لم نتلق أي طلب من الأهلي لشراء اللاعب، ونحن نراقب الشائعة منذ أسبوعين والكمالي لاعب الوحدة، ليس في الموسم المقبل فقط، بل في المواسم الأربعة المقبلة. حيث تم تجديد عقده قبل عام لمدة خمس سنوات».
وأكد عبد الله صالح أن الحديث عن رحيل المدرب برانكو سابق لأوانه، وما زالت هناك ست جولات في الدوري كما أن «العنابي» يملك حظوظا كبيرة في نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة.
وبارك مدير فريق الوحدة للوصل عودته القوية، مؤكداً أن العودة ثمرة للعمل الذي قام به عيد باروت الذي بدأت بصماته تظهر مع الفريق، كما قدم اعتذاره لجمهور الوحدة عن خسارة الوحدة لنقطتين في المباراة بالتعادل،
وقال: إن تضيع فرص تسجيل أمر وارد في كرة القدم، لكن إهدار أهداف مؤكدة بهذا العدد، فهذا أمر يجب التوقف عنده، لأنه إذا تواصل في الفترة المقبلة، فإن الوحدة لن يفوز بأي مباراة، والكثيري لم يكن في يومه، وأعتقد أننا أمام الوصل لم نخسر نقطتين فقط بل خسرنا ثلاث نقاط. وأضاف: «من المؤلم أن يكون الوحدة بعيداً عن المنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم، والتي أصبح فوز العين بها وشيكاً، لأنه من الصعب أن يتنازل عنها، بعد أن ابتعد المنافسون القريبون منه.
الزرعوني: باروت مخلص ويعمل بضمير مع «الإمبراطور»
أبوظبي (الاتحاد) ـ تمنى راشد عبد الكريم الزرعوني مدير فريق الوصل أن يستمر المدرب عيد باروت في الإشراف على الوصل في الموسم المقبل، مؤكداً أن الحديث عن ذلك ما زال مبكراً، لكنه يتمنى أن يكون باروت على رأس الإدارة الفنية للفريق، لأنه مدرب مخلص ومجتهد، ويعمل بضمير، وإمكانياته لا تقل عن الخبرات الأجنبية.
وقال: «المباراة شهدت أداءً طيباً من الفريقين، وأعتقد أن التعادل «نتيجة منصفة»، بعد المستوى الممتع الذي قدمه الفريقان اللذان أضاعا فرصاً «هنا وهناك»، والمباراة في مجملها قوية ورائعة، وأن المستوى والنتائج في آخر مباراتين ليسا نهاية المطاف للوصل الذي ينتظر منه أن يواصل الأداء المتطور في الفترة المقبلة».
عدد اليوم
