الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرحية الأطفال سقوط القلعة: العقل ينتصر على القوة ويهزم الظلم

مسرحية الأطفال سقوط القلعة: العقل ينتصر على القوة ويهزم الظلم
14 أغسطس 2008 00:08
صدرت حديثاً عن مركز أوغاريت الثقافي في رام الله، مسرحية جديدة للأطفال، للكاتب محمد كمال جبر حملت اسم ''سقوط القلعة''· جاءت المسرحية في اثني عشر مشهداً، تدور فكرتها حول أسد متهوّر مغرور، يريد أن يحكم الغابة ويسيطر عليها بالحديد والنار، معتمداً في ذلك على قوّته وجبروته، وظلمه وسطوته، إلا انه يواجه من قبل طفل ''الإنسان''، الذي يستطيع أن يتغلّب عليه في نهاية المسرحية، في قالب درامي سلسٍ وجميل، غرس قيمة الفكر في ذهن الأطفال، وأعلى من شأن العقل الذي تفوّق على منطق القوة المربوطة بالغباء والعنجهية والغطرسة وحب السيطرة والهيمنة، مسقطاً ذلك كلّه على الاحتلال، وإن لم يعلن ذلك صراحة، إلا أن السياق الدلالي يشير إلى ذلك· الأمر الذي اكسب المسرحية قوةً فنية، برأيي فاقت كل تصريح وتوضيح· يحاول الكاتب محمد كمال جبر الذي كتب للأطفال أكثر من عمل أدبي، أن يوصل للأطفال أكثر من هدف وأكثر من فكرة، لتحقيق الآمال عبر الفطنة والذكاء واستخدام الحيلة، خاصة حين يكون الخصم شرساً قوياً عنيداً، وهو ما حصل مع الطفل (الإنسان) حين تغلّب على الأسد (الحيوان) مرتين، كسر شوكته في الأولى، وقضى عليه في الثانية، بفضل تعاون الأصدقاء والأصحاب أيضاً، في عمل مشترك جعله يكسب كلّ جولات الحرب وأهمها الجولة الأخيرة· المسرحية عملت على أنسنة الحيوانات، وذكّرتنا بقصة حي بن يقظان لابن طفيل، وفيها جنوح نحو البشرية رغم طابع ''الحيونة''· وفيها انقسمت الحيوانات إلى معسكرين، معسكر الأسد الذي ضمّ: الضبع، الذي يرمز للجاسوسية والعمالة، والذئب ثم الفار الذي أصبح رمزاً للبطولة، حين عمل على إنقاذ الأسد في الجولة الأولى، حين قضم الحبل الذي شدّ الطفل به وثاقه، وربطه فيه إلى جذع شجرة· أما معسكر الطفل فقد ضم خمسة حيوانات وهي: القرد والغزال والثعلب والحمار والكلب، هذا المعسكر استطاع بفضل خطة عسكرية محكمة وضعها الطفل ونفّذها الجميع، بتحدٍ وإصرار، أن ينهي غطرسة الأسد وهيمنته، وتمكنوا من إسقاط قلعته والإيقاع به، وقد أخرج الكاتب في هذه المسرحية شخصية الثعلب من الإرث الذي لازمها حيث عُرف عنه المكر والخداع، لنجده صادقاً مخلصاً متعاوناً على غير ما عُهد عنه· واستطاعت المسرحية عبر أسلوبها الشائق وفكرتها الجميلة ومضامينها الواسعة، أن تقنع الطفل أن في الاتحاد قوّة وأنّ من جدّ وجد، وأن منطق القوة والهيمنة والاستقواء والتسلّط، لن يصمد أمام قوّة المنطق، وانّ مقاومة الغاصب والمحتل تتطلب الحكمة والذكاء والدهاء والقوة بشكل متكامل ومتناغم قادر على النجاح وتحقيق النصر والفوز· يشار إلى أن المسرحية زُيّنت برسومات توضيحية، لم يُذكر اسم رسّامها، وجاءت في نحو سبعين صفحة من القطع الصغير العرضي دون ترقيم الصفحات أيضاً وخلت من الأخطاء الإملائية والنحوية·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©