«دول التعاون» تستأنف مفاوضات التجارة الحرة مع الهند

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات أن المفاوضات بين دول مجلس التعاون والهند حول إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين مستمرة وتتقدم على نحو ملحوظ. وقال معالي الشيخ نهيان خلال مشاركته في ملتقى الأعمال الهندي الذي عقد بمركز دبي للمعارض والمؤتمرات أمس إن المفاوضات تتضمن العديد من النقاط المهمة والتفاصيل التي يجري الاتفاق مشيرا إلى صعوبة التنبؤ بموعد التنبؤ إلى الموعد النهائي لتوقيع الاتفاقية. وكان مجلس التعاون قد وقع اتفاقية للتعاون الاقتصادي مع الهند في أغسطس 2004 كما خاض الطرفان جولتين تفاوضيتين لإقامة منطقة تجارة حرة بينهما، الأولى في مارس 2006 والثانية في سبتمبر 2008 حيث وضع الإطار العام للاتفاقية وتحديد آليات التفاوض وتتعلق الجولة الثالثة من المفاوضات الجارية حاليا بالاتفاق على القضايا النهائية مثل التجارة في السلع وقواعد المنشأ والتجارة في الخدمات والاستثمار وتسوية المنازعات وتهدف الاتفاقية الى تعزيز العلاقات التجارية الثنائية بين مجلس التعاون والهند. وأشار معالي الشيخ نهيان إلى أن العلاقات بين الإمارات والهند تشهد تحسنا مستمرا انطلاقا من المشتركات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تجمع الشعبين مؤكدا أن تعزيز العلاقات بين الإمارات والهند يحظى بعد غير محدود من القيادة السياسية في البلدين. وقال إن اختيار دبي لعقد المعرض الهندي وقمة الأعمال الهندية يؤكد المكانة المتميزة التي تحظى بها الإمارات لدى مجتمع المال والأعمال الهندي الذي يدرك جيدا الدور الاقتصادي المحوري التي تتمتع به الإمارات كمركز للمال والسياحة والتجارة. وأكد أن العلاقات التجارية بين البلدين قوية وراسخة حيث إن الإمارات تعد ثالث اكبر شريك تجاري للهند كما أنها تعد اكبر سوق لإعادة تصدير المنتجات الهندية في المنطقة مؤكدا انه رغم تميز هذه العلاقات إلا أن فرص التعاون لا تزال كبيرة، خاصة في مجالات التعليم والتكنولوجيا والتصنيع والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية. ودعا معالي الشيخ نهيان إلى الاستفادة من فرص التعاون بين البلدين في قطاع التعليم وخدمات تقنية المعلومات خاصة إن المستثمرين الهنود لديهم فرصا واسعة للاستثمار في الخدمات القائمة على المعرفة والمهارات في دول المجلس. ومن جانبه قال أناند شارما وزير التجارة والصناعة الهندي في كلمته خلال قمة الأعمال الهندية إن الناتج الإجمالي المحلى للهند زاد بنسبة 100% خلال الخمس سنوات الماضية ليصل الى 1.3 تريليون دولار. وأضاف شارما أن الاقتصاد الهندي تأثر بتداعيات الأزمة المالية العالمية خلال العامين الماضيين إلا أن الاقتصاد الهندي كان الأسرع في التعافي مقارنة بالاقتصاديات الأخرى مشيرا إلى أن البنك الدولي توقع نمو الاقتصاد الهندي بنسبة 8.8% خلال العام الجاري إلا أن الهند تتوقع نمو اقتصادها بنسبة تزيد على 10% خلال الأربع سنوات المقبلة. وتعد الإمارات أكبر وجهة لصادرات الهند في المنطقة حيث بلغت 25 مليار دولار في عام 2009 وازدادت واردات الهند من الإمارات بنسبة 76% لتصل إلى 24 مليار دولار، لتصبح ثاني أكبر مركز لإعادة تصدير المنتجات الهندية في العالم. وأكد شارما أن التطورات الاقتصادية التي شهدتها الدولتان خلال الفترة الأخيرة خلقت فرصا استثمارية مميزة ومتنوعة يمكن للشركات الإماراتية والهندية الاستفادة منها في إقامة مشاريع استثمارية تساهم في تعزيز التعاون التجاري المشترك وتعزز القدرات التنموية في البلدين الصديقين . وتندرج قمة الأعمال الهندية المنظمة من قبل الاتحاد الصناعي الهندي ومجلس الأعمال الهندي ضمن فعاليات المعرض الهندي الذي بدأ فعالياته في دبي أمس الأول وتركز القمة على الهند كوجهة استثمارية في مجال البنية التحتية والقطاع الخدمي. ومن جانه قال ساكثفل، رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية خلال قمة الأعمال الهندية إن علاقات الهند مع الإمارات وطيدة وتنطلق من روابط تاريخية وثقافية مضيفا أن حوالي 1,7 مليون هندي يعيشون في الإمارات يرون فيها بيئة مشجعة على الاستثمار الأمن والابتكار غير المحدود . وأضاف: هناك مجال ممتاز لتطوير المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند والإمارات، حيث إن كلا منهما لديه وجهات نظر متماثلة تجاه العديد من القضايا الدولية ويضعان جهودنا المخلصة لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات. وقال إن دولة الإمارات تعتبر مركزا تجاريا مهما للوطن العربي، وبرزت كثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم بعد سنغافورة وهونغ كونغ وهكذا فإن السوق الإماراتية مهمة بالنسبة لنا لأنها توفر فرصا كمركز لأسواق مهمة مثل إيران والعراق وأفريقيا ودول الكومنولث المستقلة وغيرها. وقال إن معرض "صنع في الهند" الذي عقد دورته الأولى في لإمارات سوف يعقد بشكل سنوي في بلدان أخرى مهمة خلال السنوات المقبلة مشيرا الى أن نحو من 250 شركة صغيرة ومتوسطة متخصصة في: المنتجات المنزلية؛ الهدايا؛ اكسسوارات الأزياء، الملابس والمنسوجات، المواد الغذائية، المواد الهندسة، المواد الهيدروكربونية ، قطع غيار السيارات ، تكنولوجيا المعلومات وغيرها شاركت في الدورة الأولى للمعرض التي بدأت في دبي أمس الأول ضمن فعاليات المعرض الهندي . وتوقع ساكثفل أن يصل زوار المعرض بنهاية اليوم الثاني الى نحو 15 ألف زائر من المشترين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا وغيرها حيث في تعرض الشركات الهندية منتجات يدوية الصنع، وسجاد ومعادن بالإضافة الى اخر مبتكرات الهند في العديد من المجالات منها: النفط والغاز والهندسة وتكنولوجيا المعلومات. وأكدت دراسة حديثة أصدرتها غرفة تجارة وصناعة دبي مؤخرا وجود مقومات مشتركة تعزز التكامل الاقتصادي بين الهند ودول مجلس التعاون مشيرة إلى إن تغير الأوضاع بعد الأزمة الاقتصادية يفتح فرصاً هائلة بين الهند ودول مجلس التعاون يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين . وتجاوزت قيمة إجمالي التجارة، التي تشمل الصادرات والواردات بين الهند ودول مجلس التعاون 91 مليار دولار في 2008 وسجلت نمواً بمعدلٍ سنوي قدره 50% بين العامين 2004 و2008 وبالنسبة للهند تعتبر دول المجلس أكبر مصدر للواردات وثاني أكبر وجهة للصادرات كما ارتفعت حصة دول المجلس في تجارة الهند من 8.6% في 2004 إلى 18.7% في 2008 .