الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد نور الدين يقرأ تجربة حبيب الصايغ الشعرية بعيداً عن المصطلحات والنظرية الأدبية

محمد نور الدين يقرأ تجربة حبيب الصايغ الشعرية بعيداً عن المصطلحات والنظرية الأدبية
6 ابريل 2013 23:05
سلمان كاصد (أبوظبي) - يستعد الشاعر والناقد الإماراتي محمد عبدالله نور الدين لإصدار كتاب جديد يحمل عنوان «تجربة حبيب الصايغ الشعرية.. دراسة تحليلية لديوان رسم بياني لأسراب الزرافات»، وسوف يكون هذا الكتاب بين يدي القارئ قريباً وربما يصادف إصداره انطلاقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الرابع والعشرين من ابريل الجاري . ومحمد عبدالله نور الدين، له تجربة مهمة في حقل النقد من خلال كتابين سبق له أن أصدرهما وهما «دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد» و«دروس في أوزان الشعر الشعبي»، كما أنه أصدر كتابين الأول بعنوان «أبو قفل في عش الزوجية» والثاني «مفتاح شاعر الأطفال»، وهما يمثلان تجربة مهمة في الكتابة المختلفة الموجهة لمستويات متعددة وشرائح ذات فئات سنية مختلفة. ومن أجل تسليط الضوء على تجربة تتناول الشعر الحديث وبخاصة قصيدة حبيب الصايغ التي تمتلك خصائصها المميزة وشكلها الفني الحداثي وغموضها ورمزيتها، وكيفية الاشتغال على هذه العناصر من قبل الناقد، قال نور الدين: «اشتغلت على النص الشعري لحبيب الصايغ وفق عاملين أو مؤثرين مهمين وهما أولاً الابتعاد عن القوانين الصارمة للنقد والتي اطلعنا عليها، حيث تمثلها المدارس النقدية والمناهج الفاحصة للنص الأدبي أولاً، وثانياً الابتعاد عن استخدام المصطلح النقدي الذي يتحكم في آلية ايصال المعلومة النقدية، متوخين أن يكون النص النقدي مضيئاً بالاشتغال على معنى القصيدة أو على تذوق القصيدة تحديداً». وأضاف: «كانت الدراسات النقدية موجهة للمختصين والعارفين بأسرار وأدوات النقد، أما هذا الكتاب، فله رؤى مختلفة إذ أنه يتوجه إلى مختلف الشرائح التي تتناول النص الشعري بغض النظر عن استقبالها الايجابي للنص أو الوقوف سلباً إزاءه». وقال: «حاولت أن أقسم الكتاب إلى عدد من المفاصل الرئيسية أولها المكان ثم الزمان والموت وعوالم الشاعر، وفي كل حقل من هذه الموضوعات حاولت أن أجد نقاط اتصال تربط القارئ بالشاعر في سبيل تذوق النص الأدبي واكتشاف ما فيه من عوالم ربما لا يجد فيها القارئ البسيط إلا بؤرا معتمة وهنا يصبح تسليط الضوء عليها ضرورة لكي تتوضح خصائصها وملامحها ويستطيع القارئ العادي أن يفهم ما في داخلها من بؤر مهمة». وقال نور الدين: «لم يكن غريباً أن أهتم بالقارئ العادي، إذ أشار عدد من الكتاب الغربيين من قبل الى أهمية هذا القارئ، وضرورة التواصل معه بأساليب مختلفة، وعليه كان لي حق أن أجد أسلوبي - في التوجه إليه من خلال نص حبيب الصايغ الشعري وتقديمه له بطريقة بسيطة وغير معقدة بعيداً عن الجذور الاصطلاحية والنظرية للنقد العالمي والعربي». وحول سبب اختيار محمد نور الدين لقصيدة حبيب الصايغ لتكون نموذجه في كتابه النقدي هذا قال: «اخترت التجربة الشعرية للشاعر حبيب الصايغ كونها تجربة متقدمة في قصيدة الشعر الحديث، وأن القارئ العادي، كما هو موقفه من الشعر الحديث تراه مبتعداً عن نمط هذه الكتابة بوصفها كتابة مختلفة عن السائد والتقليدي، لذا حاولت أن أقترب من أوضح الأساليب لتقديم نص حبيب الصايغ الشعري لتحريك ذائقة المتلقي لاستقبال هذه النصوص». وبالرغم من ذلك، فإن محمد نور الدين يلزم نفسه بطريقة منهجية، وهي تقسيم الكتاب إلى زمان ومكان وموت وموضوعة عوالم القصيدة، فانه يتحرر من القالب في تناوله للشعر وبذلك اختار شكلاً نظرياً غير تقليدي، وعليه يقول «نعم هذا صحيح إلا أنني استخدمت ظلال النظرية وحتى ظلال المصطلح وظلال العملية النقدية ولم أستخدم النظرية أو المصطلح بصورة مباشرة إذ لم أرجع إلى مفاهيم المكان ولا إلى مفاهيم الزمان، بل أردت أن أتناول كيف تمثل الزمان والمكان في قصيدة الصايغ». وقال: «إن سبب عدم استخدام النظريات والمناهج والمصطلحات هو لغرض عدم تشتيت القارئ العادي عن روح القصيدة أو روح الموضوع النقدي، وأعتقد أنها تجربة مهمة وخاضعة من قبل القارئ للفحص قبولاً ورفضاً. وهذا لا يعني أنها تجربة مكتملة، بل هي خوض في التجريب النقدي بلا معيارية وهذا هو ما يريده أساساً النقد الحديث». وحول ما يطمح له محمد نور الدين وما في ذهنه من مشاريع أدبية جديدة قال «أستعد لإنجاز دراسة عن الشعر الشعبي في الإمارات منذ نشأته إلى بداية القرن الحادي والعشرين وتناوله النقدي وفق تسلسله الزمني، على ضوء المدارس الشعرية المختلفة، وهذا الكتاب يختلف تماماً عن تجربة كتاب شعر حبيب الصايغ لأنه معني بمساحة واسعة من الشعر الإماراتي وتطوره. واستكشاف الظواهر الشعرية المختلفة التي مر بها الشعر الإماراتي ودرجة نضوجه وتكامله وتنوع أغراضه وعوالمه وأساليبه وأشكاله طيلة هذه الفترة من عمره الإبداعي على يد شعراء مهمين أسهموا في بناء هذا الصرح الأدبي الذي يحتاج إلى دراسات مطولة تتبناها مؤسسات ثقافية ومعرفية مهمة». وقال: «أحاول في هذا الكتاب أن أشتغل على أسس تهيئة أرضية مناسبة يستطيع الباحثون من خلالها تناول حركة الشعر هذه بصورة يمكن من خلالها الاستفادة منها في دراساتهم مستقبلا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©