أبوظبي تستعرض مبادرتها لبناء أول مدينة خضراء

استعرضت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” مبادرتها لبناء مدينة “مصدر” في أبوظبي بتكلفة 80.7 مليار درهم (22 مليار دولار) كأول مدينة خضراء في العالم وذلك أمام كبار المسؤولين الخليجيين والإيطاليين والإعلاميين الذي شاركوا في ندوة حول الطاقة المتجددة عقدت أمس الأول في إيطاليا. وعقدت الندوة ضمن فعاليات أيام مجلس التعاون الخليجي في روما والتي تختتم أعمالها اليوم. واطّلع كبار أعضاء الحكومة الإيطالية والبرلمان ورؤساء الاتحادات الصناعية والخبراء وممثلو وسائل الإعلام والوفود الخليجية المشاركة في الفعاليات على العرض الذي قدمته الدكتورة شهرزاد روحي خبيرة شؤون البيئة أمام ندوة اقتصادية في روما حول “مبادرة حكومة أبوظبي” لبناء مدينة “مصدر” التي يجري تشييدها حالياً على مقربة من مطار أبوظبي الدولي والتي ستحقق وفراً، قيمته مليارا دولار من النفط على مدى 25 عاماً و 70 ألف فرصة عمل. وأشاد المسؤولون الإيطاليون بهذه التجربة الرائدة التي وضعت الدولة على خريطة اقتصاد الطاقة النظيفة على المستوى العالمي وأجمعوا على أن أبوظبي شقت طريقها لتصبح مقصداً مهماً للطاقة النظيفة والطاقة المتجددة. وقالت الدكتورة شهرزاد روحي في المحاضرة التي شهدها كل من معالي عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومعالي كلاودبو سكايولة وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي و ايما مرشيجاليه رئيسة الاتحاد العام للصناعة الإيطالية إن دولة الإمارات نجحت في استضافة مقر “إيرينا” الذي يقام في مدينة “مصدر” الخضراء بإجماع دول العالم التي تحترم سياسة الدولة الهادفة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة. وأشارت إلى نجاح مصدر في استقطاب استثمارات قيمتها 15 مليار دولار كما نجحت منذ تأسيسها قبل عامين في استقطاب الشركات والكفاءات العلمية في ميدان الطاقة النظيفة للانطلاق بخطوات متسارعة تجاه تحقيق خططها الطموحة الرامية إلى جعل إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً لطاقة المستقبل بما فيها الطاقة الشمسية والهيدروجينية. وقالت إن شركة مصدر توفر حلولاً متكاملة لمطوري المشاريع وفق مبادئ “آلية التنمية النظيفة” بما في ذلك الاستثمار والمساعدة التقنية وإدارة المشاريع وتمويل الكربون. ولفتت الدكتورة شهرزاد إلى أن مصدر تعكف أيضاً على تطوير مشاريع بنية تحتية مستدامة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية إلى حد كبير مع التركيز بشكل خاص على التقاط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون حيث أعلنت “مصدر” في مارس 2008 عن مبادرة استراتيجية في أبوظبي لإنشاء شبكة وطنية لالتقاط وتخزين الكربون من أجل تعزيز كفاءة آبار النفط. وأضافت أن المبادرة أجرت دراسة جدوى شاملة في النصف الثاني من عام 2008 لتقييم الجوانب الاقتصادية والخيارات المتاحة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة في أبوظبي وضخها في آبار النفط لتعزيز الإنتاج. وأوضحت أن المبادرة وقعت أخيراً اتفاقية للتعاون مع بريتيش بتروليوم وريو تنو من أجل وضع تصاميم هندسية متكاملة لمحطة طاقة هيدروجينية على المستوى الصناعي مع نظام التقاط وتخزين الكربون وسيكون هذا المشروع الأكبر من نوعه على مستوى العالم حيث سيولد عند اكتماله 420 ميجاواط من الطاقة النظيفة. وقد حققت “مصدر” تطوراً كبيراً على صعيد تقنيات الطاقة الشمسية واستدرجت عروضاً لبناء وتملك وتشغيل مصنع للطاقة الشمسية المركزة بطاقة 100 ميجاواط في مدينة زايد بإمارة أبوظبي وسيكون هذا المصنع الأول ضمن سلسلة من المشاريع المشابهة في الإمارة ومختلف أنحاء الدولة والتي ستزود الشبكات القائمة حالياً بالطاقة وسوف يستخدم المصنع تكنولوجيا مرايا القطع المكافئ ومن المتوقع أن يصبح قيد التشغيل بنهاية العام 2010.