الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية الصالحة «طوق نجاة» للأبناء.. والمناهج الدينية تتطلب التعديل

التربية الصالحة «طوق نجاة» للأبناء.. والمناهج الدينية تتطلب التعديل
17 ابريل 2014 21:12
حسام محمد (القاهرة) شاعت السلوكيات غير الأخلاقية بين شباب المجتمعات العربية والإسلامية مثل معاكسة النساء في الطرقات ومواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن مشاهدة المواقع الإباحية التي قالت دراسة غربية، إن الشباب العربي يحتلون قمة المتابعين لها حول العالم كله وإذا وجدت شبابا ابتعدوا عن تلك السلوكيات السلبية نجدهم ارتموا في أحضان التشدد والتطرف، وهكذا ضاعت هوية شبابنا بين الإفراط التام والتفريط التام. ويرى علماء الدين أن السبب في ذلك هو إهمالنا لمادة التربية الدينية في مدارسنا وجامعاتنا. أثبتت التجارب أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية، هذا ما أكدته الدكتورة وجيهة مكاوي، أستاذ اللغة العربية بجامعة قناة السويس المصرية، مشيرة إلى تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وتوصيتهم بذلك المربين والآباء، لأنها تُقوّم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة، والسعي لطلب الفضائل. وقالت: إننا مطالبون بتطوير منهج التربية الدينية بالمدارس وعودته كي يمثل حائط الصد أمام المخاطر الحقيقية والتحديات الجسيمة وفي مواجهة تحدي الهزيمة النفسية وهذا هو أخطر تحدياتنا المعاصرة، وأشارت إلى أن هويتنا هي الثقافة العربية الإسلامية، فالإسلام هو الذي طبع ثقافتنا بطابعه «صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون»، فهوية ثقافتنا هُوية إسلامية. مناهج التربية الدينية الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يرى أن هناك جهوداً جبارة تأتي ضمن المؤامرات على الإسلام ومنعه من الانتشار، خاصة في ظل التقارير التي تقول: إن المستقبل للدين الإسلامي لهذا تكون تيار شرس يحاول التخلص من الإسلام بكل الصور والأشكال، ومن أبرز السبل التي انتهجوها تقليص مناهج التربية الدينية للقضاء على الهوية العربية والإسلامية. ويضيف: والحل في تطوير نظم التعليم في عالمنا الإسلامي بحيث تعود مادة التربية الدينية للعب دورها في تثقيف وتعليم النشء والشباب المسلمين، وأن تتضافر الجهود من أجل محاربة البدع والخزعبلات أو الفكر الخرافي والأمية الدينية والأفكار العلمانية والرضوخ إلى الأقاويل والاتجاهات الانهزامية والاستسلامية المفروضة من جانب القوى الكارهة للإسلام، ولا بد من دعم مفكري الأمة بحيث يستفيد المسلمون من مفكريهم وبحيث توظف تلك الأفكار توظيفاً سليماً وتعالج قضايا حيوية ومصيرية لصالح الأمة بدلاً من أن تبدد في قضايا فرعية وهامشية. الفكر المتشدد أما الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، فقال: إن التصدي للفكر المتشدد والمتطرف مسؤولية الجميع، خاصة علماء الدين والدعاة والأئمة والخبراء في كل التخصصات، إلى جانب المؤسسات الدينية التي لا بد أن تكون لها الصدارة في اجتثاث تلك الأفكار الهدامة، مشيراً إلى أن تلك المسؤولية هي فرض عين على العلماء خاصة في المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن، التي ظهر فيها أناس يرتكبون جرائم آثمة من قتل وعنف، ولم يراعوا دينا ولا خلقاً ولا عرفاً ويوقعون الإرهاب هنا، وهناك مما يجعل الحياة كلها مآسي، ويتوجب على الدعاة وجميع الناس مواجهة أفكار الإرهاب. وأكد أنه إذا أردنا بداية حقيقية لتنقية الفكر من التشدد والتطرف فعلينا أن نبدأ بالمناهج الدراسية في المراحل الأساسية للتعليم، بحيث تكون مادة التربية الدينية أساسية وليست مادة ثانوية، بمعنى أن يكون فيها نجاح ورسوب، حتى يهتم بها التلاميذ والطلاب، مشدداً على ضرورة أن تشتمل تلك المناهج في جميع مراحل التعليم على كل ما يفيد المسلم من أمور العبادات والعقيدة والمعاملات، وتأكيد سماحة الإسلام ووسطيته، وشموليته. مواصفات خاصة وقال: يجب أن يقوم بوضع تلك المناهج، علماء الأزهر والمؤسسات الدينية الذين يتمتعون بأفق واسع ولديهم رؤية تتسم بفقه الواقع حتى يربط النشء بواقع حياتهم. ومن ناحية التدريس يجب على من يقوم بتدريس تلك المادة المهمة أن يكون ذا مواصفات خاصة ومؤهلاً تأهيلاً تربوياً وعلمياً شاملاً، وعلى دراية كاملة باللغة العربية وعلومها ومن قبل ذلك العلوم الشرعية وفروعها وملحقاتها وأيضاً يجب أن يكون قدوة في حركاته وسكناته وملبسه وأخلاقه وتعاملاته مع الآخرين، لأن التلاميذ في المراحل الأساسية للتعليم يكونون أكثر تقليداً لما يرونه من معلميهم سواء بالسلب أو الإيجاب. من جهته يقول الشيخ محمود عاشور- وكيل الأزهر الأسبق: إن عودة الهوية تبدأ بالمحافظة على نشر التعليم الديني الوسطي المستنير بكل الوسائل وفي كل المراحل بالحضانة والابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى إحياء الدور الدعوي والمجتمعي والتثقيفي للمساجد والابتعاد بها عن السياسة بمفهومها الحزبي الضيق، موضحاً أن إمام المسجد لا بد أن تكون لديه القدرة على التواصل مع الناس بمختلف أعمارهم، كما يجب الإكثار من الداعيات من خريجات الأزهر على أن يتم تدريبهن على أدوات وفنون الدعوة بطرق حديثة لجذب النساء بمختلف أعمارهن. ويضيف: حرص الإسلام كثيراً على صياغة منهج واضح ومحدّد في التربية الدينية، قوامه الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبكتبه ورسله وشرائعه، على عكس التصوّرات التربوية السطحية المتبعة في النظم الأخرى الموجودة في الساحة العالمية والتربية الدينية في النظام الإسلامي، ليست مجرّد تعليم أو تلقين ديني، وإنما هي دعامة أساسية وراسخة لتنشئة صالحة، مكتملة الجوانب، وبناء أجيال من المؤمنين الأقوياء. قواعد المجتمع المسلم أوضح الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية سابقا أنّ تربية الأجيال، يجب أن تخضع لقواعد العقيدة الإلهية الصحيحة التي تتحقق بها ذات المجتمع المسلم، وتتولد منها قدرات خلاقة على طريق التنمية والتطوير والبناء والأُمّة الإسلامية عندما تعيش تاريخها كله، على قاعدة أصيلة من الدِّين الإسلامي، ستحرص على أن يكون الدِّين هو الدرس الأوّل والأخير لأبنائها وأجيالها، انّه درس الحرِّية والعدالة الاجتماعية والحضارة المتزنة، لتتحقق الغاية في بناء الفرد والمجتمع فالدِّين الصحيح، يتضمن تفسيراً شاملاً للحياة، ولذا ينبغي تصحيح المناهج التربوية في العالم الإسلامي، لكي يتحرر فكر الأجيال المقبلة من النظرة الضيقة للدين، والتي كانت تحصره في نطاق التراث والعبادة فحسب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©