طهران تهدد بزيادة التخصيب إذا فشلت مفاوضات فيينا

حذرت إيران من أنها ستلجأ إلى وسائلها الخاصة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في حال فشل المفاوضات التي بدأت أمس في فيينا مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وفي حين أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تفاؤلها بالمحادثات، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على ضرورة بحث اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد طهران إذا عجزتا عن التوصل إلى حل دبلوماسي. وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي شيرزاديان قبيل الاجتماع بساعات إن إيران «ستواصل تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5%، لكن إذا لم تعط المفاوضات نتائج مناسبة فسنبدأ نشاطاتنا لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ولن نتخلى أبدا عن حقنا». وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن شيرزاديان «نفى بشكل قاطع» المعلومات التي أفادت أن إيران تقبل بالتخلي عن نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بمشاركتها في مفاوضات فيينا للحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20% لمفاعلها للأبحاث. وأضاف شيرزاديان أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هو الذي تقدم باقتراح تسليم يورانيوم مخصب بنسبة أقل من 5% إلى دولة ثالثة للحصول على يورانيوم مخصب بنسبة عشرين في المئة في المقابل. وتابع «بهذا الاقتراح لا تريد إيران سوى خفض التكاليف والبرهنة على إرادتها في التفاهم مع الدول الأخرى لكن هذا لا يعني وقف التخصيب في إيران أو نقل نشاطات التخصيب إلى خارج البلاد». وقال شيرزاديان إن بلاده لا تعتزم وقف التخصيب حتى وإن توافر لها وقود نووي من الخارج. وأضاف «شراء وقود نووي من الخارج لا يعني أن إيران ستوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد». وبدأت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة أمس محادثات مع إيران في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وافتتح مدير الوكالة الذرية محمد البرادعي الاجتماع الذي حضره أيضا خبراء من الوكالة الدولية لمناقشة اقتراح قيام روسيا وفرنسا بتخصيب الوقود النووي لاستخدامه في مفاعل ايراني. وقال البرادعي إن المحادثات شهدت «بداية جيدة وكانت بناءة». وأضاف بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات في مقر الوكالة الذرية «لقد كان لنا بعد الظهر اجتماع بناء إلى حد ما وشهدنا بداية جيدة، حيث تمت مناقشة غالبية المسائل التقنية». وأوضح أن المحادثات ستستأنف صباح اليوم الثلاثاء. ومثل الولايات المتحدة في المحادثات وفد رفيع المستوي برئاسة نائب وزير الطاقة دانيال بونيمان، بينما أرسلت إيران سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أصغر سلطانية. ورأس الوفدين الفرنسي والروسي مسؤولون رفيعو المستوى. ورفضت طهران إجراء محادثات مباشرة مع فرنسا أثناء الاجتماع. وذكرت قناة تلفزيون العالم نقلا عن مصدر مقرب من فريق المفاوضات الإيراني في فيينا قوله إن فرنسا «لم تف بالتزاماتها السابقة فيما يتعلق بالتعاون النووي مع إيران». من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريحات صحفية إن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على ضرورة بحث اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إيران إذا عجزتا عن التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي. وفشلت كلينتون في الحصول على وعد محدد من موسكو بفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران خلال زيارتها لروسيا الأسبوع الماضي لكنها قالت في المقابلة التي أجرتها معها الطبعة الروسية من مجلة نيوزويك ونشرتها صحيفة دي فيلت الألمانية إن هناك اتفاقا واسع النطاق مع الكرملين على طريقة التعامل مع هذه القضية. وأضافت كلينتون «اتفقنا على جعل الدبلوماسية أولوية مع إيران، لكن إذا لم ننجح فسوف نبحث خطوات أخرى». ووصفت محادثاتها مع الزعماء الروس بأنها «بناءة جدا». وأوضحت أن البلدين «على اتفاق كامل» فيما يخص طريقة التحرك قدما إزاء هذه القضية. وقالت أيضا إنها متأكدة من أن روسيا لم تنفذ خططا بتسليم صواريخ دفاع جوي إس 300 لإيران.