الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على شُرفة الحياة

24 يوليو 2016 22:04
كعادته استلقى، ووضع رأسه ليرتاح بعد عناء يوم كامل. لسانٌ صامت.. عقلٌ صارخ.. فكرٌ مشوش.. وسيناريو طويل يمر أمام عينيه المغمضتين المحاطتين بالسواد، وخطوط رفيعة عميقة تحتهما، وأسنانٌ تقطع وتخشى سماع أنين صاحبها. دموعٌ منهمرة، وقلبٌ يعتصر الألم. وقع أسيراً في معركة الحياة، قضبان طولية تمنع انطلاقه، وهتافات خلف أسوار سجنه تنادي بما أوتيت من قوة، ولكن بالسلب للأسف. هتافات تنادي وتقول: لن تستطيع، لن تتمكن، لا تملك المطلوب، الزم مكانك، احكم على نفسك بالموت، لقد انتهيت، نعم انتهيت. أصغى لهم واقتنع بأوهام حساده، وأصبح هزيلاً، كان كالطائر مقصوص الجناح، ينظر للسماء ثم يطأطئ رأسه، والهزيمة في عينيه. ولكن!! صرخات عميقة قادمة من أعماق قلبه، وصفعة قوية من سنوات ضاعت من عمره هباءً، أفاقته وجعلته يقف على قدميه مجدداً رغم انكساره. وقف واضعاً يده على شرفة الحياة، رافعاً رأسه ناظراً يمنةً ويسرة لعله يقتنص مبتغاه. وفجأة شخص بصره نحو شعاع يلوح في سماء التفاؤل، وتعلق قلبه ببصيص أمل. وقف برجله المكسورة، وقف وقلبه يرتعش وبقوة خوفاً من السقوط مرة أخرى قبل أن يجبر كسر رجله، يخشى آلاماً مضاعفة قد تلحق به وينفطر فؤاده. عقد العزم على الوقوف رغم الكسر، متجاهلاً كل مخاوفه. قرر ألا يستسلم لأنه هو من أوقع بنفسه في وهم أوجده لاستماعه لكلام المحبطين من حوله، متناسياً ما يمتلكه من قوة حقيقية تمكنه من الانطلاق من جديد في سماء الإبداع والإنجاز. صوت عالٍ تكرر من جديد، ضغط بكل قوة على أذنيه دون جدوى، فهذه المرة الصوت قريبٌ جداً، وإذا به صوت المنبه ليستيقظ لصلاة الفجر، استيقظ وقلبه يرتعش بقوة ومسح وجهه بكفيه.. وقام من مرقده مردداً كابوس!! كابوس!! كابوس!! محبوبة عبدالرحمن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©