السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصينيون لا يرون حاجة للإصلاح!

الصينيون لا يرون حاجة للإصلاح!
11 أغسطس 2008 02:39
يبدو الشعب الصيني من بين أكثر الشعوب رضا على وجه البسيطة؛ ذلك أن أكثر من 80% من الصينيين أخبروا ''مركز بيو للبحوث'' أنهم راضون عن اقتصاد البلاد والاتجاه العام، كما أن 65% منهم يعتقدون أن الحكومة تبلي بلاء حسناً، و96% يتوقعون أن تكون الألعاب الأولمبية ناجحة، و93% يعتقدون أن الألعاب ستحسن صورة بلدهم· وإلى ذلك، يعتقد ثلاثة أرباع الصينيين أن بلادهم ستفوز بمعظم الميداليات الذهبية في هذه الأولمبياد· والواقع أنه حتى مع أخذ عمليات التحريف التي تحدث في الدول الشمولية بعين الاعتبار، فإن الأرقام تظل مذهلة: الصين تنضح تفاؤلاً· وعلاوة على ذلك، فإن كل ثلاثة من أصل أربعة صينيين يعتقدون أن العالم يحب الصين، بينما يعتقد واحد فقط من أصل عشرة صينيين أن الأجانب لا يحبون بلدهم· كما يعتقد أكثر من 80% أن الصين تأخذ مصالح البلدان الأخرى في الاعتبار أثناء صياغة سياستها الخارجية، بينما يعتقد 3% فقط أن للنمو الاقتصادي الذي تحققه الصين تأثيراً سلبياً على بلدان أخرى· لكن في المقابل، فإن الرأي العام الدولي تجاه الصين مختلف جداً عما يعتقده الصينيون، هذا ما أبرزته ''دراسة المواقف العالمية'' التي أنجزها مركز ''بيو'' في 24 بلداً، وصدرت نتائجها في يونيو الماضي· فباستثناء نتائج الاستطلاع في الصين، فإن شعبية هذه الأخيرة في الـ21 بلداً حيث تتوفر بيانات التتبع، لم تتجاوز نسبة 46%، كما أن معدل شعبيتها في 15 من هذه البلدان تراجع خلال الأشهر السابقة من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي· وإضافة إلى ذلك، فإن الناس الذين يعتقدون أن الصين تمارس تأثيراً سيئاً على بلدانهم في 15 بلداً، أكثر من أولئك الذين يعتقدون أنها تمارس تأثيراً جيداً· وبالنسبة لجميع البلدان التي شملها الاستطلاع، فإن 30% فقط يعتقدون أن الصين تأخذ مصالح البلدان الأخرى في الاعتبار· هذا وتكشف استطلاعات أخرى للرأي عن انفصام مماثل بين اعتقاد الصينيين حول نظرة العالم اليهم وبين الكيفية التي ينظر بها العالم إلى الصين بالفعل· فقد وجد استطلاع حديث للرأي أنجزته الـ''بي بي سي'' أن 90% من الصينيين يعتقدون أن تأثير الصين العالمي إيجابي، في حين أن متوسط الآراء في البلدان الثلاثة والعشرين، حيث تتوفر بيانات تتبع، هو 47%· يعتقد الصينيون أن الناس الذين يحبون بلدهم في العالم هم ضعف العدد الحقيقي! والواقع أن فقاعة المعلومات المحيطة بالشعب الصيني تفسر بعض المفارقات في هذا المجال؛ فلنتأمل رد الفعل الصيني على الاحتجاجات التي رافقت جولة الشعلة الأولمبية حول العالم قبل أشهر من الآن: الصدمة أكثر من الغضب· كان رد فعل الصينيين واضحاً وهم يستنكرون: كيف يمكن للأجانب أن يتصرفوا على هذا النحو السيئ تجاه بلد محبوب ومحترم كالصين؟ وقد قالت لي مسؤولة من وزارة الخارجية الصينية بعد احتجاجات لندن وباريس في ابريل الماضي: ''الصين تبتسم للعالم، لكن العالم لا يرد عليها بالابتسام''، مشيرة إلى مدى الجرح الذي شعر به الشعب الصيني جراء الاحتجاج ضد ممارسات بكين في مجال حقوق الإنسان وسياستها تجاه التبت· والحال أن استطلاع الرأي قبل الاحتجاجات وجد رفضاً واسعاً للسياسات الصينية تجاه التبت، وذلك في بلدان مختلفة مثل الهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وألمانيا· يعزى خلو أعداد كبيرة من غرف الفنادق في بكين والاهتمام الذي يقل عن المعتاد بالألعاب الأولمبية خارج الصين، إلى ما هو أكثر من الشروط الصارمة لمنح التأشيرة والإجراءات الأمنية التي لم تشجع على السفر إلى بكين· فقبل عام من اليوم، وجد استطلاع للرأي أنجزته ''إن بي سي نيوز'' و''وول ستريت جورنال'' أن ثلثي الأميركيين المستجوَبين غير مهتمين (كثيراً) بحضور الألعاب· ولما كانت صورة الصين تؤثر على حجم الجمهور التلفزيوني الدولي للألعاب، فالأرجح أن يعزف الناس في الدول المتقدمة، والذين يعتقدون أن قرار منح شرف تنظيم الأولمبياد لبكين لم يكن صائباً (43% من الأميركيين) عن مشاهدة الأولمبياد· والواقع أن حقيقة كون الصينيين يعتقدون أن العالم يحب الصين، تساعد على تفسير الصعوبة في إقناع بكين بضرورة معالجة مشكلة حقوق الإنسان وغيرها من المشكلات· فالشعب الصيني في النهاية لا يرى حاجة إلى التغيير والإصلاحات من أجل تحسين صورة البلد· وبالمقابل، تُظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين واعون بأن صورة الولايات المتحدة في الخارج قد تضررت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، ولذلك ثمة اتفاق واسع على ضرورة العمل على تحسين هذه الصورة· أما في الصين، فإن الحزب الشيوعي يسيطر على معظم المعلومات التي تصل للناس، وكلها معلومات لا تشمل المواد التي تُظهر مدى تردي شعبية الصين· وبالتالي، فإذا تمكن الصينيون من فهم النظرة التي يرى العالم بها بلدهم، فإنهم سيتساءلون حول أسباب تضرر صورته، ثم سيكتشفون أن ثمة قلقاً من النمو الاقتصادي للصين، ومن تأثيره على الدول الغربية وعلى البيئة، إضافة إلى القلق من نمو القوة العسكرية للصين· غير أن أكثر ما سيلفت نظر الصيني العادي هو الرأي المنتشر على نطاق واسع والذي يرى أن الحكومة الصينية لا تحترم الحريات الشخصية· فالأغلبية في 12 من أصل 23 بلداً تعتقد أن الحكومة الصينية لا تحترم الحقوق الفردية، كما أن الثلثين على الأقل في 10 بلدان يتبنيان هذا الرأي، بينما تعتقد الأغلبية في أربعة بلدان فقط أن الحكومة الصينية تحترم الحريات الشخصية· بيد أنه من غير المعروف ما إن كان الصينيون يعتقدون أن حكومتهم تحترم حقوق الإنسان، إذ لم يُسمح مطلقاً لمركز ''بيو'' بطرح هذا السؤال في الصين· جون كام المدير التنفيذي لمؤسسة هوي هوا لحقوق الإنسان في سان فرانسيسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©