الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة السينما البولندية: نجاح وفشل على شاشة واحدة

ندوة السينما البولندية: نجاح وفشل على شاشة واحدة
2 مايو 2018 22:39
إبراهيم الملا (أبوظبي) استضاف «مجلس حوار» في اليوم الختامي للدورة 28 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة بعنوان: «معنى التحوّل: السينما البولندية قبل العام 1989 وبعده» وتأتي الندوة التي أقيمت مساء أمس الأول في إطار الاحتفاء ببولندا كضيف شرف المعرض، بمشاركة الباحث والناقد السينمائي البولندي ماتيوس فيرنر، وقدم الندوة الدكتور صدّيق جوهر الذي أشار في مستهلها إلى أن السينما البولندية شهدت تحولات كبيرة تراوحت بين النجاح والانتكاسة بعد انهيار جدار برلين واختفاء الهيمنة الشيوعية على بلد ظل لزمن طويل محكوماً بأيديولوجيا ثابتة وعقيدة سياسية ذات ملامح صارمة. وأشار الباحث ماتيوس فيرنر في بداية مداخلته إلى أن العام 1989 كان عاماً محورياً بالنسبة للشعب البولندي، لأنه شهد انحسار ما تراكم خلال 45 عاماً من القبضة الشيوعية القوية والضاغطة بأفكارها وآلياتها الموجهة، مضيفاً أن السينما البولندية في الفترة السابقة لسقوط جدار برلين كانت أسيرة لمنظومة ثقافية تحدد اتجاهاتها من خلال الرقابة الشديدة، ووضع ضوابط وخطوط لا يجوز تخطيها فيما يتعلق بسيناريوهات وقصص ومواضيع الأفلام، مشيراً إلى أن النظام الحاكم في تلك الحقبة كان الممول الرئيس للأفلام، وبالتالي كان هو المراقب والمشرف عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم يكن الشكل التجاري أو النمط الترفيهي الصرف هو الهدف من صناعة الأفلام، بل كان الهدف نشر بروباغندا تخدم النظام وتعزز طريقة وطبيعة إدارته للبلد، غير أن مجموعة من المخرجين الموهوبين استطاعت التحايل على هذه القيود وقدمت أفلاماً عميقة. واستطرد فيرنر قائلاً: «لكن هذا التحول السياسي ورغم الانتعاش الذي حققه على مستوى الحريات الشخصية وظهور مفهوم السوق الحرة، إلاّ أن أثره كان سلبياً جداً على السينما البولندية لانقطاع التمويل الرسمي وشح الميزانيات المخصصة لإنتاج الأفلام، وظهور موجة بائسة من الأفلام التجارية والدعائية، البعيدة عن لغة الفن الرفيع، فرغم الهيمنة الفكرية والرقابية في الحقبة الشيوعية، إلا أن المخرجين في تلك الفترة ورغم القبضة الحديدية للنظام قدموا أفلاماً احتوت على لغة رمزية عالية ومعالجات متفردة وكان الجمهور يحضر بكثافة لمشاهدة الأفلام». وقال فيرنر، إن السينما البولندية حظيت بالشهرة والحضور الدولي على أيدي مخرجين كبار استفادوا من المدارس السينمائية الرصينة، مثل الواقعية الجديدة وسينما المؤلف والسينما الشعرية، وكان لهم صوتهم الخاص ورؤيتهم المستقلة رغم الضغوط التي واجهوها، وذكر منهم أندريه فايدا، ورومان بولانسكي، وكريستوف كيزلوفيسكي، وكريستوف زانوسي وغيرهم، والذين حازت أفلامهم على جوائز عالمية مثل جوائز الأوسكار، وعلى إشادات نقدية ومراكز متقدمة في مهرجانات عريقة، مثل كان وبرلين وفينيسيا وتورينتو، موضحاً أن هؤلاء المخرجين الكبار قدموا أفلاماً متميزة قبل وبعد التحول السياسي في بولندا، وكانت معظم أفلامهم ناجحة على المستويين الفني والجماهيري في كلتا الحقبتين، مضيفاً: «قد يبدو أن هناك تناقضاً في ما نطرحه حول تأثير الانعطافة السياسية والاجتماعية على السينما، ولكن ما أود التركيز عليه هو هذا الفراغ الثقافي، وتشوش الهوية، وفوضى الإنتاج، التي شهدتها السينما البولندية مباشرة بعد سقوط جدار برلين والذي لم تتعاف منه إلا بعد سنوات طويلة». ونوّه إلى أن هذه الفترة الضبابية أدت لظهور أفلام الإثارة والغرائز والمطاردات والكوميديا الرخيصة، ما ساهم في تراجع السينما البولندية، التي سرعان ما تجاوزت نكبتها وقدمت أعمالاً قوية، خصوصاً في العام 2005 وما بعده، عندما تم تأسيس المعهد السينمائي البولندي، مشيراً إلى أن المعهد أُسس بوحي من النظام المعمول به في فرنسا، حيث تساهم الأطراف الثقافية الفاعلة في رفد ميزانية المعهد بنسبة 1,5 في المئة من عائداتها، وفي كل سنة يتمتع المعهد بميزانية قدرها 35 مليوناً إلى 40 مليون يورو يستثمرها في صنع أفلام، وتحديث القاعات السينمائية، فضلاً عن تشجيع السينمائيين الشباب، حيث موّل المعهد منذ تأسيسه وحتى الآن أكثر من 130 فيلماً لمخرجين مبتدئين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©