الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرقاش: الوساطة حالياً لن تؤدي إلى نتيجة وعلى قطر الالتزام بقواعد استقرار الخليج

قرقاش: الوساطة حالياً لن تؤدي إلى نتيجة وعلى قطر الالتزام بقواعد استقرار الخليج
8 يونيو 2017 02:53
أبوظبي، برلين (وكالات) دعا معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس دولة قطر، إلى الالتزام بأمن واستقرار الخليج، مشيرا إلى أن قطع العلاقات مع الدوحة حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات القطرية التخريبية ودعم المنظمات المتطرفة والإرهابية. وقال في تصريح «إن قطر جارة وعليها أن تلتزم بقواعد أمن واستقرار الخليج، وعليها التوقف عن لعب دور المروج الرئيس للتطرف والإرهاب في المنطقة». وأضاف «الأزمة كبرت..ونحن بلغنا طريقا مسدودا في مساعي إقناع قطر بتغيير مسارها». وحدد قرقاش سلسلة خطوات على الدوحة القيام بها لإعادة العلاقات معها، أولها وقف دعم التطرف والإرهاب. مؤكدا الحاجة إلى انخراط سياسي واضح يعكس تغييرا في مسار السياسات القطرية. وقال «إن الدوحة تحاول الإيحاء بأن الدول الخليجية والعربية المقاطعة لها تسعى إلى اختطاف سياستها الخارجية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح». وشدد على وجوب أن تكون هناك خريطة طريق واضحة لتنفيذ خطوات تم الاتفاق عليها خلال أزمة مشابهة عام 2014 شهدت أيضا قطع علاقات مع الدوحة. منوها بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تعهد حينها أن تنفذ بلاده هذه الخطوات لكنها لم تف بتعهداتها. وقال قرقاش في إشارة إلى قناة «الجزيرة» الفضائية «إن على قطر وقف استخدام الإعلام من أجل الترويج لأجندة متطرفة». وطالب الدوحة بأن تتحرك في مواجهة العديد من الأفراد الذين فرضت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة عليهم عقوبات، ويقيمون حاليا في قطر وبينهم من يسهم في تمويل تنظيم «القاعدة». وأشار إلى عناصر في جماعة «الإخوان المسلمين» الذين ينشرون التعصب في المنطقة ولا يجب أن يكون لهم ملجأ في قطر. كما تحدث عن مسألة وجود قادة من «حماس» في قطر ودعم قطر لقيادة الحركة التي تمثل مشكلة للمنطقة. وأكد قرقاش في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن الإمارات والسعودية تدفعان نحو تغيير سياسة قطر لا نظامها، وقال «هذا ليس مسعى لتغيير النظام..انه مسعى لتغيير سياسة ولتغيير مقاربة». ورأى أن الوساطة في الوقت الحالي لن تؤدي إلى نتيجة، معتبرا أن الوساطة تأتي مع بدء تنفيذ الشروط. وواصفا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بأنه أحد أبرز قادة المنطقة ونحن نكن له كل الاحترام». ولم يستبعد قرقاش احتمال فرض مزيد من الإجراءات العقابية بما في ذلك قيود جديدة على الشركات والمعاملات التجارية وفرض حظر على قطر. وقال في مقابلة مع «رويترز» إن تفكيك التشابكات التجارية المتنوعة للغاية بين قطر وجيرانها سيكون مهمة معقدة جدا لكنه أشار إلى أن ذلك قد يكون ضروريا، وأضاف «لا يمكن استبعاد اتخاذ المزيد من الإجراءات، لكن نأمل أن يسود الهدوء والتروي وأن تسود الحكمة وألا نصل إلى ذلك». وقال قرقاش «علاقات قطر بالإمارات والسعودية والبحرين متنوعة للغاية، وسيكون فكها أمرا معقدا للغاية لكن لا يسعنا سوى أن نقول إننا لا يمكننا العودة للوضع الذي كان قائما»، وأضاف «لكن إذا اضطررنا لذلك فهذه هي التعقيدات التي سنتعامل معها مع تطور الأزمة، ونسعى لإيجاد حلول لها، وسيكون ذلك مسارا مؤسفا للغاية يتعين علينا أن نسلكه لكنني آمل أن يسود الهدوء والتروي في قطر». وتابع أن على قطر أن تعلن التزامها الكامل بتغيير سياساتها قبل بدء أي محادثات لحل الأزمة، وما نأمل فيه هو أن يؤدي ما اتخذناه من إجراءات إلى إضفاء بعض التعقل على صانعي القرار في قطر عندما يرون أن مصلحتهم ليست في تقويض مصالح جيرانهم». وحذر قرقاش من أن إيران تسعى لاستغلال الخلاف لتوسعة الشقاق بين دول الخليج العربية، وقال «لن يكون من الحكمة على الإطلاق أن تسمح قطر لإيران بالقيام بدور أكبر عن طريق التصعيد، أفضل أن أرى القطريين يتعاملون مع الأمر بالعقل والحكمة». وأضاف إن إيران المستفيدة من الأزمة، فهي تستفيد من أي أزمة بين جيرانها، وأن علاقات قطر مع إيران جيدة وهما تتشاركان حقلا للغاز. موضحا أن قطر تريد أن تبقي على كل خياراتها مفتوحة. وقال ردا على سؤال «إنه لا علاقة للأزمة الحالية بقاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر فهذه ليست مسالة تعنينا». وفي برلين، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه لا يوجد محفز محدد لقرار قطع العلاقات مع قطر لكن هناك قائمة طويلة من الشكاوى. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني سيغمار غابريال «إن قطر دولة شقيقة وأن الإجراءات العقابية اتخذت ضدها لوقف دعمها للتطرف، وأضاف أنه شرح لنظيره الألماني أسباب اتخاذ السعودية وعدد من الدول إجراءات ضد قطر، مضيفا أنه يأمل في أن تستجيب دولة قطر الشقيقة لدعوة أشقائها بأن تنهي دعمها للمنظمات المتطرفة وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وأن تصبح جارا وشريكا». وأضاف «لكن يجب أن نكون قادرين على أن تقول لصديقك أو شقيقك متى يفعل الخطأ ومتى يفعل الصواب». وقال الجبير «على مدى سنوات عديدة اتخذت قطر خطوات لدعم منظمات معينة..وقد تمت إدانة ذلك في السابق، ولكن وللأسف لم نحصل على التعاون اللازم بهذا الشأن، ولهذا السبب اتخذت هذه الإجراءات»، وأضاف «لقد اتخذنا هذه الخطوات لمصلحة قطر وأمن واستقرار المنطقة، ونأمل في أن يتخذ أشقاؤنا القطريون الآن الخطوات الصائبة لإنهاء هذه الأزمة». من جهته، قال وزير الخارجية الألماني إن بلاده قلقة من التبعات المحتملة وزيادة التصعيد بعد الإجراءات المشددة جدا التي اتخذت ضد قطر. وأكد أن برلين ترغب بشكل أساسي في نزع فتيل الخلاف وإعادة بناء التعاون بين دول الخليج، وقال «نحتاج إلى هذا التعاون في الحلف ضد تنظيم داعش، وإننا مقتنعون أن أي خصام بين الشركاء والجيران لا يعمل في النهاية سوى على تقوية الأطراف الخطأ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©