اتفاق «الأمتار الأخيرة» يحول دون توقف أعمال مؤسسات أميركية

واشنطن (د ب أ) - توصل الكونجرس الأميركي مساء أمس الأول إلى اتفاق إنفاق مؤقت في اللحظة الأخيرة لتفادي تعطيل أعمال الحكومة الفيدرالية. فقبل ساعة من منتصف ليل الجمعة، موعد اكتمال مدة العمل بالموازنة الحالية، قال رئيس مجلس النواب جون بوينر إن رفاقه الجمهوريين توصلوا لاتفاق مع الديمقراطيين منح كل الأطراف مهلة قصيرة الأجل، بالتوصل لخطة الإنفاق المقررة لعام 2011 خلال الأسبوع الحالي. كما تم التوصل لاتفاق بشأن الخطة طويلة الأجل التي تهدف إلى تقليص حجم الإنفاق بواقع 39 مليار دولار، غير أن الكونجرس يحتاج وقتاً لتمرير الاتفاق، ما يتطلب إجراء مؤقتاً للحيلولة دون تعطيل أعمال الحكومة. وقال بوينر وهاري ريد، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في بيان مشترك: “اتفقنا على خفض تاريخي لما تبقى من العام المالي الحالي، وكذلك مهلة قصيرة تمنحنا الوقت للحيلولة دون تعطيل الحكومة، لحين تمرير هذا الاتفاق عبر المجلسين (ومنهما) إلى الرئيس”. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان تليفزيوني، ظهر فيه نصب واشنطن التذكاري من نافذة البيت الأبيض، إن الاتفاق يعني بقاء هذا الموقع وباقي الحكومة الفيدرالية دون تعطيل. وأضاف “يتعلق هذا الاتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين نيابة عن كل الأميركيين بموازنة تستثمر في مستقبلنا، بطرحها أكبر خفض سنوي في حجم الإنفاق في تاريخنا”. وكان الديمقراطيون والجمهوريون عجزوا عن تحقيق انفراجة في النزاع بشأن الموازنة طوال أسابيع، ودعم أوباما وأتباعه من الديمقراطيين فكرة خفض متواضع للإنفاق للمساعدة في التغلب على مشكلة العجز التي تعاني منها الموازنة، لكنهم رفضوا مقترحات الجمهوريين بفرض تخفيضات أكبر. كانت وجهة نظر الديمقراطيين تتمثل في أن فرض خفض كبير على حجم الإنفاق قد يعرض التعافي الهش للاقتصاد الأميركي للخطر وان يؤثر سلباً على خدمات حيوية في قطاع الرعاية الصحية. وقال أوباما “لم أكن لأوافق على هذه الإجراءات لو كانت الظروف أفضل.. لكن البدء في التعود على الحياة في حدود إمكاناتنا..هو السبيل الوحيد لحماية تلك الاستثمارات التي ستساعد أميركا في سباق خلق وظائف جديدة، استثمارات في تعليم أبنائنا وقروض الطلاب (التعليمية) من أجل (أبحاث) الطاقة النظيفة والأبحاث الطبية التي تسعى لإنقاذ الأرواح، لقد حمينا الاستثمارات التي نحتاجها للفوز بالمستقبل”. وكان خطر تعطيل الحكومة ظل قائماً طوال أشهر مع فشل الكونجرس المتكرر في كسر جمود المأزق، واكتفى بالمصادقة على سلسلة من إجراءات وخطط الإنفاق المؤقتة التي تستمر ثلاثة إلى أربعة أسابيع لإتاحة الوقت لإجراء مزيد من المحادثات، بعد انتهى العمل بآخر موازنة سنوية كاملة في أكتوبر الماضي. وكان آخر تعطيل لأعمال الحكومة بسبب الفشل في التوصل لاتفاق على الموازنة قد حدث عام 1995 إبان رئاسة بيل كلينتون.