الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلم «الخارق»

الحلم «الخارق»
18 أكتوبر 2009 22:20
سؤال: هل حقا يملك بعض الأشخاص القدرة على قراءة المستقبل في أحلامهم؟. بالنسبة لي تبدو الإجابة محسومة، «يصعب علي تصديق ذلك، لا أتصور أن تكون لخبطات وشخبطات الأحلام، وأحداثها غير المترابطة أحيانا، وغير المنطقية غالبا، رسالة من المستقبل للكشف عن أحداث سوف تقع، وأمور سوف تمر بنا حتما». هذا ما أعتقده وأؤمن به، ورغم ذلك فقد توقفت طويلا أمام هذه الواقعة الموثقة في مراجع غرائب الأحلام، غير قادر على مقاومة إحساسي بالذهول. تعالوا نطالع معاً التفاصيل ثم نفكر سويا في التفسير. بطل هذا الحلم «الخارق» هو صحفي أميركي يدعى إدوارد سامسون، حدث ذلك في العام 1883، عندما اضطر سامسون ذات يوم إلى العمل من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، في مكتبه بالجريدة، وعندما تملكه التعب تمدد على «كنبة» في المكتب ليحصل على غفوة، وغلبه النوم ودخل في مرحلة ارتعاش الأجفان واهتزاز العيون، مرحلة النوم العميق والحلم، فرأي فيما يرى النائم «ثورة بركان مروع في جزيرة قريبة، وسقوط آلاف الضحايا، واحتراق عشرات السفن الواقفة في مرفأ الجزيرة، فيما كانت السماء زرقاء زرقة غير طبيعية» بدا المشهد في الحلم عبثيا مروعا، كان كابوسا مخيفا أيقظ سامسون من نومه فزعا، ولفظاعة «الكابوس»، كتب سامسون تفاصيله في ورقة صغيرة لكي يبحث عمن يفسره له فيما بعد، وقرر الانصراف إلى بيته لعدم قدرته على مواصلة العمل. أحد الصحفيين في الجريدة رأي ــ مصادفة ــ الورقة المكتوب عليها تفاصيل الحلم، تصور أنها قصة خبرية كتبها سامسون، فقام بتحريرها ونشرها، ليفاجأ قراء الجريدة في اليوم التالي بقصة خبريه عن ثورة بركان لم يثر، واحتراق جزيرة لم تحترق، وغرق سفن لم تغرق، وكانت فضيحة اضطرت الصحفي والجريدة إلى الاعتذار للقراء، وكتب سامسون افتتاحية أكد فيها أن كل ما جاء في القصة الخبرية المزعومة لم يكن سوى «أضغاث أحلام»، وأن الجزيرة بخير والبركان خامد، والسفن تستعد لتمخر عباب اليم في تيه وخيلاء». بعد يومين من هذه الواقعة، حدث ما لم يكن في الحسبان، ثار البركان واحترقت الجزيرة وازرقت السماء واشتعلت السفن، بنفس التفاصيل التي رآها سامسون في حلمه، ليسطر بذلك واحدة من أغرب ظواهر الأحلام، إن لم يكن أغربها على الإطلاق. كيف حدث ذلك ولماذا؟، حتى كتابة هذه السطور لا أحد يعرف، وليس هناك سوى تفسيرات هلامية تنتمي إلى عالم «ما وراء الطبيعة». صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©