الاتحاد الأفريقي يعلق عضوية موريتانيا

علّق الاتحاد الأفريقي أمس عضوية موريتانيا التي شهدت انقلاباً عسكرياً الأربعاء الماضي أطاح الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبدالله ''إلى حين قيام حكومة دستورية''· في وقت أعلن فيه مبعوث الجامعة العربية إلى نواكشوط الأمين العام المساعد أحمد بن حلي عن تبلغه من رئيس المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب الجنرال محمد ولد عبدالعزيز حرصه على استكمال العملية الديمقراطية· وقال وزير الخارجية التنزاني برنار ميمبي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي إن الانقلاب شكل ضربة قاسية بالنسبة إلى الموريتانيين، لأنه سلب الشعب حقه الأساسي في انتخاب القادة الذين يريدهم بحرية· وأضاف في بيان أن تعليق عضوية موريتانيا يتفق وموجبات الوثيقة التاسيسية للاتحاد وإعلان لومي الصادر في يوليو 2000 والبروتوكول الخاص بإنشاء مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي حول التغييرات غير الدستورية في الحكم، والتي تنص على تعليق عضوية الدولة المعنية بأنشطة الاتحاد الأفريقي تلقائياً إلى حين عودة النظام الدستوري إليها· من جهته، قال ابن حلي للصحفيين ''إنه جاء إلى نواكشوط للحصول على ضمانات بخصوص المسيرة الديمقراطية، وان الجنرال ولد عبدالعزيز أبلغه حرصه التام على استكمال المسيرة الديمقراطية وتأكيده الإبقاء على المؤسسات الدستورية والعمل على تنظيم انتخابات رئاسية ضمن مهلة قصيرة''· وأشار ابن حلي إلى استفساره عن الوضع الصحي للرئيس المعتقل سيدي ولد الشيخ عبدالله وانه تم إبلاغه بأنه بخير ويعامل جيداً في ظروف جيدة· وقال إنه سيلتقي الأحزاب السياسية والنواب، بالإضافة إلى وفد الاتحاد الأفريقي المنتظر وصوله إلى نواكشوط من أجل تكوين فكرة نهائية عن الوضع· إلى ذلك، عقد المئات من مؤيدي الرئيس المخلوع بينهم وزراء ونواب تجمعاً في نواكشوط أمس للتعبير عن معارضتهم للانقلاب العسكري والمطالبة بعودته كرئيس شرعي وحيد· وكانت ''الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية'' التي شكلتها أربعة أحزاب رداً على الانقلاب، دعت إلى مؤتمر صحفي سرعان ما تحول إلى تجمع توالى عليه الخطباء الذين أكدوا أن سيدي ولد الشيخ عبدالله يبقى الرئيس الشرعي الوحيد وطالبوا العسكر بالعودة إلى ثكناتهم· وقال نائب رئيس التحالف الشعبي التقدمي الخليل ولد طيب ''سنواصل النضال حتى تحقيق هدفنا''، أي إعادة الرئيس ولد شيخ عبدالله إلى السلطة· وقال جميل ولد منصور رئيس التجمع الوطني للإصلاح والديمقراطية (إسلامي معتدل) ''كيف يمكننا أن نصدق العسكريين؟ وكيف يمكننا قبول انتخابات جديدة؟''· وأضاف ''ان الذين قاموا بأول عملية انتقالية ديمقراطية يدمرون اليوم النظام الدستوري''· وقال رئيس اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود ''لن نقبل بحوار بشأن انتخابات جديدة ولا للمشاركة في حكومة ولن نقبل بأي حوار إلا إذا كان يؤدي إلى إعادة الرئيس''· وقال مصدر أمني إن الرئيس المخلوع نقل من ثكنة الحرس الرئاسي إلى فيلا تخضع للمراقبة مع رئيس الوزراء وثلاثة مسؤولين آخرين وان لديه تلفزيون وراديو وغيرها من وسائل الراحة وان زوجته وأولاده الثلاثة تمكنوا من العودة إلى منزلهم· إلى ذلك، قال جيف بورتر المحلل في مجموعة يوراسيا إن الانقلاب الأخير الذي نفذه الجيش ربما يعزز من رد فعل الحكومة على التنظيمات الإرهابية المتشددة الوليدة في موريتانيا''· ورجح أن يقوم قائد الانقلاب بتهميش الإسلاميين المعتدلين الذين فازوا بمناصب في الحكومة الضعيفة للرئيس المخلوع·