الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرواية العربية·· قراءات من منظور التحليل النفسي جديد حسن المودن

الرواية العربية·· قراءات من منظور التحليل النفسي جديد حسن المودن
10 أغسطس 2008 00:56
أصدر الناقد المغربي الدكتور حسن المودن كتابه الجديد :''الرواية العربية: قراءات من منظور التحليل النفسي ويقع في 137 صفحة من القطع المتوسط '' وذلك ضمن إصدارات مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع المغربية· يضم هذا الكتاب محاولات تطبيقية ونظرية وما يجمع بين هذه المحاولات ''أنها تقارب الكتابة الأدبية، والروائية خاصة، من منظور نفساني معاصر· وغايتها ليست الكشف عن أمراض الكتاب وعقدهم، بل غايتها جميعا مقاربة هذه العلائق والروابط المعقدة بين السردي والنفسي، بين الكتابة واللاشعور، بالشكل الذي يسمح بفتح آفاق أخرى أمام المعرفة التي يؤسسها الإنسان عن الأدب والكتابة· ففي مكتبتنا العربية، قليلة هي الدراسات النفسانية للكتابة الأدبية، والروائية خاصة، مقارنة بالدراسات الاجتماعية والتاريخية والبنيوية· ولأن الأدب- برأي الدكتور المودن - ''هو هذا الشيء الذي يسمح بأن نقاربه من منظورات متعددة، فإن هذا الكتاب يقدم محاولات تطبيقية تستعين بالمرجعيات النفسانية في مقاربة بعض الأعمال الروائية العربية المعاصرة، من المغرب والمشرق''· وتتقدم هذه المحاولات في شكل قراءات مفتوحة، فالمنهج الذي يسندها ليس منهجا مقننا ومحكما وصارما، والهدف ليس دائما هو اختبار فعالية المنهج، بل إنه بالأساس فتح فضاء حوار حر بين النص والقارئ· وبهذا المعنى، فالنص- برأي الدكتور المودن - هو الذي يفرض منهج قراءته وزاوية مقاربته، بالطريقة التي تجعل المنهج يبدو كأنه لا يطلب الاستقرار، ويقوم في كل مرة بفتح الطريق أمام احتمالات جديدة، ويتقدم بعيدا عن المعيارية والإسقاط والتعسف، وقريبا من النص الأدبي بالشكل الذي يجعل التخييل عنصرا مشتركا بين الكتابة والقراءة، ويسمح للقراءة بأن تكون تورطا للذات القارئة داخل عوالم النص الأدبي، كما يسمح للنص بأن يساهم في توليد وتوسيع امتدادات الخطاب الأدبي· يرى الدكتور حسن المودن في تقديمه للكتاب ''أن النص الروائي صار يقوم باستنطاق ذاتية الإنسان العربي في أحلامه وانهزاماته واحباطاته، ويصور مجاهل روحه المتمزقة المتباينة، ويسمح بالتغلغل داخل تلك المناطق المعقدة الغامضة التي تتصادم فيها العوالم الداخلية النفسية للشخصيات الروائية بالعوالم الخارجية الاجتماعية، ويعمل بلغات وأشكال ومناهج سردية جديدة على فتح ثغرات واسعة تكشف ما هو ثاو في أعماق الذات (الكاتبة والقارئة)''· القراءات الأولى من الكتاب، تهم أعمالا روائية من المغرب والمشرق، وتتناول الكتابة في علاقة بموضوعات أساس : الكتابة والألم في رواية :''لعبة النسيان'' لمحمد برادة، الكتابة واللامعقول في رواية :''الهؤلاء'' لمجيد طوبيا، الكتابة والصحراء في رواية :''التبر ونصوص أخرى'' لإبراهيم الكوني، الكتابة وعودة المكبوت في رواية :''خطبة الوداع'' لعبد الحي المودن، الكتابة والسفر في رواية :''مصابيح مطفأة'' لأحمد الكبيري، الكتابة والمرأة في رواية :''سوق النساء'' لجمال بوطيب· فيما تدخل القراءات الموالية التي تعمل على كشف بعض التقنيات والأساليب السردية التي وظفتها بعض الروايات العربية في تشخيص الحياة النفسية للشخصيات الروائية : المونولوج الداخلي في رواية ''موسم الهجرة إلى الشمال'' للكاتب السوداني الطيب صالح، والمونولوج المسرود في روايات الكاتب المغربي مبارك ربيع (الطيبون، الريح الشتوية، برج السعود)، ومحكي الأنشطة النفسية غير اللفظية، أو المحكي النفسي في رواية ''عزبة المنيسي'' للكاتب المصري يوسف القعيد· وتأتي المحاولة الأخيرة في الكتاب نظرية، تحت عنوان :''هل يمكن تطبيق الأدب على التحليل النفسي؟''، وهي محاولة نظرية ذات طابع إشكالي تريد أن تخلخل بعض المسلمات، فالمسلم به - كما يقول الدكتور المودن - ''هو أن التحليل النفسي هو الذي يمكن تطبيقه على الأدب، ولا أحد تساءل عن إمكانية تطبيق الأدب على التحليل النفسي، مع أن الأدب لا يكف عن الإنتاج، لا يكف عن الحديث، هو الذي يقول للإنسان باستمرار، ويغير من زوايا المقاربة، ويجرب باستمرار أدوات ومناهج جديدة في قراءة الإنسان''· سبق للدكتور حسن المودن أن قدم للمكتبة المغربية والعربية مؤلفات أخرى أهمها: ''لاوعي النص في رواية الطيب صالح : قراءة من منظور التحليل النفسي'' ، ''الكتابة والتحول''
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©