الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض الخرطوم الدولي للكتاب يكشف عن تراجع القراءة وتدني الإنتاج

معرض الخرطوم الدولي للكتاب يكشف عن تراجع القراءة وتدني الإنتاج
18 أكتوبر 2009 00:22
مقولة إن «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ» لم تعد واقعا ملموسا في حياة الشعب السوداني الذي جسده ضعف الإقبال على معرض الخرطوم الدولي حيث أصبحت الكثير من المعوقات تقف أمام بيع الكتب ويأتي في أولها التطور التقني في مجالات الإنترنت الذي وفر كل سبل المعرفة. واحتضنت الخرطوم تظاهرة ثقافية كبرى باستضافتها المعرض الدولي للكتاب في دورته الخامسة، ويجيء هذا المعرض كواحد من مخرجات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية عام 2005 والذي شهد أول معرض للكتاب في الخرطوم. ويقول الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة إن وزارته تسعى لدعم مجال الطباعة والنشر في السودان. 150 دار نشر شارك في المعرض 150 دار نشر عربية تمثل مكتبات وشركات سبق لها المشاركة في الدورة السابقة حيث تلاحظ زيادة عدد العارضين عن الموسم السابق الذي شاركت فيه 110 دور نشر مثلتها دور عربية ذات صيت وباع كبيرين في مجال النشر ومنها على سبيل المثال دار روائع الأسير من المملكة العربية السعودية والتي حلت ضيف شرف على الاحتفالية بجانب التراث للنشر الإلكتروني والدار العربية ( لبنان) ومنظمة التنمية (التابعة لجامعة الدول العربية) ودار الأرقم والدار العربية للموسوعات ومركز دراسات الوحدة العربية بالإضافة إلى العديد من دور النشر السودانية والعربية. وبعد جولة في دهاليز المعرض الذي حوى مجالات مختلفة ثقافية ودينية وطبية وكتب الأطفال وكانت الكتب الدينية الأكثر طلبا تليها كتب الأطفال ورفض عدد كبير من العارضين فكرة أن النشر الإلكتروني أضر بتجارتهم وإن اجتمعوا على تأثير محدود وفي مجالات بعينها ولكن يظل الكتاب الورقي يملك حضوره وقدرته على المقاومة. ويقول سليم بيرم ممثل دار وحي القلم السورية إنه يشارك لأول مرة في معرض الخرطوم للكتاب، مشيرا إلى أن مؤسسته لم تجد صعوبات في طرح منتجها الثقافي والعلمي. وأشاد بأداء اللجنة المنظمة، مؤكدا قدرة الكتاب الورقي على الصمود في وجه الكتاب الإلكتروني باعتبار أن قارئ الكتاب سيظل نفسه مهما تغيرت وتطورت الوسائط الأخرى. أما طارق الفكي، من دار جامعة الخرطوم، فيشكو من التنظيم والإقبال الجماهيري الضعيف للمعرض مقارنة بالأعوام الماضية الذي يكاد أن يكون معدوما، مرجعا ذلك إلى غياب الدعاية والإعلان. ويشير إلى ضعف مشاركة الجامعات التي وصلتها الدعوات في وقت متأخر. وعن أسعار الكتب، يقول الفكي إنها معقولة. ضعف الإقبال شاركت شركة ثري دي المصرية بالأقراص المدمجة، ويقول صاحب العرض محمد يوسف إنها المشاركة الخامسة لمؤسسته، مبديا استياءه من ضعف الإقبال الجماهيري خلافا للأعوام السابقة، واتفق مع من سبقه على قدرة الكتاب الورقي في الصمود أمام الوسائط الأخرى. ويعتبر مركز عبدالكريم ميرغني من المراكز المداومة على المشاركة بعرض كتب ثقافية سودانية وأخرى أجنبية. ويقول الطيب الأمين إن أكثر الكتب إقبالا هو كتاب الوثائق البريطانية والذي يضم 12 مجلدا ويبلغ سعره حوالي المائتي الف جنيه وتعادل 80 دولارا بجانب دراسات البروفيسور عبدالله الطيب تجد رواجا واسعا. أما مكتبة النيل الخرطومية والتي حصلت على وكالة من جامعة كامبردج والعديد من المؤسسات البريطانية فكانت معروضاتها مزيجا من الكتب الثقافية والعلمية، وتقول مسؤولة المعرض إن غياب الجمهور يمثل دورا كبيرا في عدم نجاح المعرض، مشيرا إلى أن توقيت المعرض لم يكن مناسبا باعتبار أنه يقع بعد نهاية عطلة العيد مباشرة بالإضافة إلى تزامن قيام المعرض مع امتحانات الجامعات لاسيما أن الطلاب يمثلون أكبر زبائن المعرض. وتقول مندوبة شركة الرأي العام سلمى سيد إن مؤسستها تعرض العديد من العناوين المختلفة ما بين الكتب الثقافية والعلمية وكتب الأطفال الأكثر مبيعا. أما الطالب السر محمد علي الزائر للمعرض يرى أن الفرصة مناسبة له للاطلاع على آخر الإصدارات بالإضافة إلى البحث عن كتب أكاديمية تعينه في كليته، مشيرا إلى أن الظرف الاقتصادي يقف حائلا دون اقتنائه للكتب، وتتفق معه ريم الأمين التي تقول إنها ظلت حريصة على زيارة المعرض منذ دورته الاولى رغم أنها تطالع الكتب من خلال الإنترنت ولكنها لم تستطع مفارقة هوايتها المحببة في مطالعة الكتاب الورقي.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©