الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي مدينة المعالم المتنوعة تنقصها ساعة فوق برج

أبوظبي مدينة المعالم المتنوعة تنقصها ساعة فوق برج
18 أكتوبر 2009 00:19
الساعة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرنسا، هي الآلة العجيبة التي ما زلنا نتذكرها من أحاديث الأساتذة في المرحلة الدراسية الأولى كرمز صناعي من نتاج الحضارة العربية في عصرها الذهبي. والساعات الكبيرة تشكل معلماً مهماً من معالم العديد من العواصم في البلاد العربية وفي العالم، وهي غالباً ما تكون في برج مشهور أو ميدان فسيح، وتكون أهميتها الكبيرة لتحديد مواعيد لقاء الغرباء عن المدينة. ويمكن أن تكون ساعة بيج بن Big Ben أشهر هذه الساعات، كما أن ساعة جامعة القاهرة كانت دقاتها تصل عبر إذاعة «صوت العرب» إلى كل مستمع، وفي دمشق تتصدر ساعة محطة الحجاز واجهة مبنى المحطة، لكنها ساعة متوقفة عن الحركة لأن خط الحديد الواصل بين دمشق والمدينة المنورة معطل منذ الحرب العالمية الأولى. وهناك عواصم ومدن كثيرة ترى فيها ساعة تزين واجهة أحد أبراجها العالية. مدينة أبوظبي، وهي من أحدث العواصم، ومن أجمل مدن العالم بأبراجها العالية والكورنيش وقصر الحصن والمجمع الثقافي وقصر الإمارات والمارينا مول، فضلاً عن حدائقها وشوارعها المشكوكة بالأشجار والأزهار، فهل سيكون لديها أحد الأبراج المتميزة بتصميمها المعماري والمطلة على ميدان واسع يحمل ساعة أو أي رمز إماراتي آخر مثل دلال القهوة الموجودة على مقربة من السوق القديم؟ هنا بعض الآراء حول هذا الموضوع: قيمة الوقت تقول الروائية سارة النواف: في دبي دوار الساعة هو معلم يؤرخ لقيام الاتحاد، وفي الشارقة أيضا، وفي أبوظبي عندنا أهم المعالم التي تدل على الحضارة وهو قصر الحاكم، وكذلك جسر المقطع، أنا لا أحب الأبراج، أحب أن تظل وتبقى عاصمة الدولة جامعة بين التراث والحداثة، بين الماضي والحاضر، لذلك أعتبر قصر الحصن، وإلى جانبه المجمع الثقافي، من أجمل المعالم التي تبرز حضارة هذه العاصمة. ونحن من قبل لم نهتم بالساعات لأننا نعرف كيف نقدر الوقت، وأجدادنا كانوا يعرفون الوقت من الزوال، وكنا نعرف كيف نستفيد من وقتنا، وأنا أعتقد أن من ينظر إلى الساعة كثيراً لا ينجز كثيراً. بانتظار المفاجأة بدورها تعتبر روضة بن حافظ أن موضوع وجود برج أو معلم لساعة في أبوظبي فكرة جميلة جداً، أن تكون علامة متميزة مثل بقية مدن العالم المشهورة على غرار ساعة «بيج بن» أو أحد الحصون القديمة التي تميز المدن، وتضيف: «لكن أنا متأكدة أن أبوظبي بساعة وبدون ساعة، هي بالأساس مدينة عالمية ومتميزة، وإذا أضيفت الساعة تكون إضافة من الجمال والتميز، يمكن أن تسحرنا بشيء جديد يكون أكبر ساعة ديجتل في العالم. لأن أبوظبي دائماً فيها جديد وفيها مفاجأة وأنا أتوقع الشيء الكثير. وأن يضاف بأن العرب أول من صنع الساعات، إذا كانت تنبني على طريقة إسلامية وعربية، إن كانت ساعة أو غير ساعة أنا مع الفكرة قلباً وقالباً. من جهته المحامي الدكتور محمد الخزرجي الذي يحتفظ بذاكرة مشرقة حافلة بالكثير من معالم بلده الإمارات، وعاصمتها، يقول: أبوظبي لم تكن بلا ساعة. كانت الساعة موجودة في ساحة عامة تسمى دوار الساعة، يقع أمام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وبعد تحديث الشارع وإنشاء إشارات المرور عند تقاطع الطرق اقتضى ذلك تغيير مخطط الدوار وأزيلت الساعة. وكان لحسين الحوسني رأي آخر، فهو يقول: بدل الساعة، أرى أن يكون هناك معلم من تراث الإمارات كنموذج قلعة جسر المقطع. والأفضل أن يكون برجاً يحمل معلما من معالم الدولة، لأن الساعة لا تدل على تراث بلادنا، وأنا أفضل أن يكون عندنا شيء خاص بأبوظبي، شيء تتميز به عاصمة الإمارات. اختلاف الزمن لكن سليم المستكا يقول: إن يكون في إحدى الساحات ساعة هذا التوجه ليس جديداً، توجد ساعة بسيطة أمام الشيراتون، لكن مدينة العين فيها ساعة، وهي تابعة لأبوظبي، ودوار الساعة مشهور وكان بناؤه منذ أكثر من ثلاثين سنة، لكن ضرورة أن يكون موجود ساعة في معلم من معالم أبوظبي مثل «بيج بن» أعتقد أنها وضعت في زمن لم يكن فيه ساعات وكانت الناس في حاجة إلى أنهم ينظرون للتوقيت عندهم، لكن اليوم كل واحد لديه ساعة في يده وفي الموبايل والكمبيوتر، لذلك لم يكن اهتمام دائرة التخطيط في أبوظبي مركزاً على أن تكون الساعة كمعلم حضاري في ساحة أو شارع. اليوم البناء اختلف كلياً عن السابق، أنا لا أقول إن لا يكون هناك برج لساعة لكن هذه الأبراج يلزمها مكان واسع ومفتوح، وهي تأخذ أشكالاً طولية مرتفعة، إن وجدت ساعة يجب أن يكون لها برج أعلى من الأبراج الموجودة حولها ليظهر على كل الجهات، ليكون حضارياً. أعتقد أن الوقت تغير ولم يعد التفكير قائماً بوجود ساعة في مدينة، مع أنها تظهر جمال المعمار والصناعة وترمز للوقت، والوقت من ذهب وعمل وعطاء وإنتاج وتقدم، لكن الساعة صارت تحاصرني في كل جزئية من أجزاء حياتي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©