السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقيبة اليد وكر للتلوث

حقيبة اليد وكر للتلوث
10 أغسطس 2008 00:01
إنها حقيبة اليد، أكثر ما تتباهى به المرأة الأنيقة المقتنعة بأن شياكتها لا تكتمل إلا بــ شنطة جذابة· ومع أن فئة واسعة من النساء تفضل شراء الحقائب ذات الماركات العالمية، فهذا لا يعني أنها ستظل مرفهة لماعة تماماً كما كانت معروضة في المتجر وتتدلى منها تسعيرتها بالمبلغ المرقوم· فالحقيبة النسائية هي من أكثر الأشياء التي تتعرض للتلوث وتنقله إلى مختلف الأماكن· وفي حين تعتقد المرأة أن حقيبتها مازالت بصحة جيدة طالما أن لونها لم يتغير، فقد تكون مخدوعة بها· ومن يدري ما الذي تحمله حقيبة اليد من أشكال وأنواع من الجراثيم؟ يكفي أن تتخيل إحدانا الأماكن التي تتنقل فيها باليوم الواحد حاملة حقيبتها حيناً وواضعة إياها هنا وهناك حينا آخر، حتى تفهم حجم الخطر الملازم لها خارج البيت وكذلك داخله· رحلة مكوكية في الصباح تخرج المرأة العاملة من بيتها على عجل، وما إن تجلس داخل سيارتها حتى ترمي حقيبة يدها أرضاً، حيث السجادة ممتلئة بأوساخ الشارع· في موقع العمل، تضع حقيبتها على سطح المكتب في المكان نفسه الذي تترك عليه ''السندويش'' أو الموبايل أو النظارات الشمسية· في المركز التجاري، إذا اضطرت إلى استعمال دورة المياه ولم تجد مكاناً مخصصاً لحقيبتها، فهي حتماً ستتجرد منها وتضعها على البلاط الذي لا يحتاج وضعه الملوث إلى كثير من الشرح· في ''السوبرماركت'' قد تترك حقيبتها داخل عربة التسوق، وعند الدفع تلقيها على الطاولة المتحركة التي تحمل بقايا مرق السمك والدجاج وشتى أنواع السوائل الحاملة للجراثيم· عند الذهاب برفقة صغيرها إلى الحديقة، هي بلا شك لن تنسى أن تحضر له زجاجة الحليب وتضعها في حقيبتها الواسعة هذه· وإن تساقطت قطرات منها على القماش، فما من شيء سيردعها من إطباق فم صغيرها بتلك ''الرضاعة المسكينة''· تعود الأم العاملة إلى البيت مسرعة، وهي يومياً على الحالة نفسها· وأول ما يمكن أن تفعله قبل تغيير ملابسها، هو دخول المطبخ· تضع الحقيبة بما تحمله من تلوث على طاولة تحضير الطعام، وتباشر فوراً بتقطيع الخضر أو بفتح رغيف الخبز· بعد تلك الرحلة المكوكية الجرثومية لحقيبة اليد، تلجأ المرأة المتعبة أخيراً إلى غرفة نومهــا، وقبل أن تســتلقي على السرير ترمي الحقيبة بالقرب منها لتكون الشاهد الأكبر على صولات التلوث وجولاتها· طفيليات وجراثيم يؤكد طبيب الأسرة الدكتور سمير غويبة أن حقيبة اليد التي ترافق النساء لحظة بلحظة في تنقلاتهن، هي الأكثر عرضة للتلوث والأكثر قدرة على نقل الجراثيم إلى البيت· ويورد أنه بحسب الكثير من الأبحاث، فإن حقائب اليد التي تستعمل بشكل يومي، تحمل أنواعاً خطرة من الميكروبات غير المرئية مثل الـ''إي كولاي''، وفيروسات الالتهاب الكبدي التي تنتقل عبر الطعام، وكذلك الطفيليات التي تنتقل عن طريق الفم مثل ''الإسكارس'' و''الأكزيورس''· ''وكلها سريعة الانتشار خصوصاً لدى الأطفال الذين يستمتعون بفتح حقائب أمهاتهن والنبش بمحتوياتها من دون أن ينتبه أحد إلى ضرورة إبعادها كلياً عن متناولهم''· ويشـــدد الدكتور غويبة على أهمية أخذ الأمر بجدية وعدم التهاون في التعامل مع حقيبة اليد وكأنها مجرد إكسسوار جميل تتباهى به المرأة، ''فهي وكر للتلوث''· ومثلما تضع فيها أطعمة السناك، كذلك تدخل بها إلى الحمام وتضعها على مقعد سيارة التاكسي· ''وإذا كان من غير العملي غسل حقائب اليد ومسحها بالمطهرات، فمن الأولى أن تعقم السيدة يديها في كل مرة تلمس فيها حقيبتها داخل البيت ولا سيما قبل البدء بتحضير الطعام''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©