الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الألعاب الإلكترونية "غرباء" في بيتك

الألعاب الإلكترونية "غرباء" في بيتك
22 يوليو 2016 22:32
استطلاع: منى الحمودي، جمعة النعيمي، ناصر الجابري اجتاحت ألعاب الفيديو والكمبيوتر والآيباد العالم عن آخره، وأصبحت الإلكترونيات مثل لعبة «بوكيمون جو» وغيرها من الألعاب المشابهة تستحوذ وتسرق عقول الأطفال والشباب المراهقين وهمهم، بحيث أصبحوا يفضّلون الجلوس أمامها ساعات طويلة في مرحلة أشبه بالإدمان، إضافة إلى أن الحدائق والمتنزهات باتت تخلو من وجود الأطفال وأصبحت مكاناً لكبار السن والسياح، في حين باتت الألعاب الإلكترونية مهيمنة على عقول الأطفال تقيدهم وتبعدهم عن رقابة أهلهم والروابط البيتية والعائلية. انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب إلكترونية بسرعة هائلة في المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة، فلا يكاد يخلو بيت من لعبة أو لعبتين على الأقل إلى الحد الذي باتت تشكل جزءًا من حياة الطفل، لا بل باتت تدفع الآباء والأمهات إلى شرائها لأبنائهم محولين إياهم إلى مدمنين من حيث يدرون أو لا يدرون. ونشر بعض الأشخاص والجهات المختصة تحذيرات حيال هذه الألعاب، خصوصاً تلك التي تقوم بتحديد موقع الشخص أينما ذهب وتطلب منه تصوير المكان، مما يُعتبر اختراقاً واضحاً لخصوصية المشاركين في بعض الألعاب الإلكترونية، لا بل وصلت إلى مرحلة خطرة في وقت يقوم بعضها بالتجسس على حياة الناس وأماكن إقامتهم وتجوالهم. يشار إلى أن لعبة «بوكيمون جو» لاقت رواجاً كبيراً بعد نزولها لعدة ساعات في العالمين الغربى والعربي، فالكل يبحث عنها ويحاول فك أسرارها. اعتداءات وقد رصدت وسائل إعلام أجنبية العديد من حالات الاعتداء المسلح والسرقة من خلال الألعاب التي تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي، حيث استخدم أربعة مراهقين إحدى الألعاب وسيلة لجذب اللاعبين إلى أماكن نائية وسرقتهم تحت تهديد السلاح، فضلاً عن العديد من الجرائم والحوادث الأخرى. وحذرت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات مؤخراً، مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية في الدولة، من استخدام عناصر إجرامية لألعاب إلكترونية تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي مثل لعبة «بوكيمون جو» في اختراق خصوصية المستخدمين، أو التربص بهم في أماكن نائية للاعتداء عليهم، وسلب ممتلكاتهم، حيث تقوم بعض هذه الألعاب باستخدام تقنية الواقع المعزز التي تعتمد على إضافة معطيات افتراضية على الواقع الحقيقي الذي يظهر على الجهاز الذكي للمستخدم الذي يستطيع وحده رؤيتها عن طريق جهازه الذكي. وبذلك يصبح الواقع المعزز مزيجاً بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم، وما تمت إضافته من عناصر افتراضية لكي تظهر الصورة الحقيقية معززة بمعلومات إضافية. وتستخدم اليوم تقنية الواقع المعزز في مختلف المجالات مثل الألعاب الترفيهية، والهندسة، والصحة، والتعليم. «الاتحاد» استطلعت آراء أفراد المجتمع، حيث يرى بعضهم أن مثل هذه الألعاب تعتبر لعبة مسلية ومفيدة إذا تم استغلالها بالطريقة السليمة لأنها تساعد على المشي والحركة التي تعتبر رياضة ولا تساعد على الكسل مثل باقي الألعاب الإلكترونية المنتشرة في الوقت الحالي مثل لعبة «بوكيمون جو»، بينما يرى آخرون أن هذا النوع من الألعاب يعتبر مدخلاً سرياً مغلفاً بأدوات التعقب وتصوير وتحديد الأماكن الحساسة في العديد من الدول، خصوصاً العربية. يقول حمد الهنائي: بالنسبة للعبة «بوكيمون جو» تعتبر كأغلب التطبيقات المشهورة سواء كانت ألعاباً أو تطبيقات تواصل اجتماعي، وهناك من يستعملها بشكل جيد، وهناك مَن يسيء استعمالها. وفكرة «بوكيمون جو» تعتمد على دمج اللعبة مع الواقع وإجبار اللاعب على الحركة والوجود في الأماكن العامة، مشيراً إلى أنه يجدها لعبة جميلة جداً. وأضاف: أعتقد أن مثل هذه الألعاب تساعد بدورها على التقليل من أمراض السمنة وتجعل كل من يلعبها من الناس يقدم على السير والمشي، وأضاف: أتمنى من المستخدمين الالتفات إلى إيجابيات اللعبة وغض البصر عن سلبياتها، فأغلب السلبيات في سوء الاستخدام وليس في التطبيق أو اللعبة نفسها. من جانبه قال علي إسحاق الأميري: النصيحة أن يترك الجميع مثل هذه اللعبة، ومَن يدري فقد تكون هذه اللعبة موضة لفترة معينة، وبعد ذلك ينساها الجميع ولا يمارسها أحد، ولكن المشكلة أن الناس أعطوها أكثر من حجمها واتضحت أضرارها على الشباب خاصة، لا سيما أن بعض الأطفال قد يتأثر بها إلى الحد الذي يعرّض الآباء والأمهات للمتاعب. وأضاف «لا أجد الأنس والمتعة في مثل هذه الألعاب الإلكترونية التي تشكل خطراً على السائقين المتهورين . لقد وسمعنا ورأينا حوادث مرورية خطيرة حصلت في الدول المجاورة بسبب هذه اللعبة، ففي المملكة العربية السعودية قام شخص بإيقاف مركبته في الشارع وبدأ يبحث عن بوكيمون واكتشف أنه فوق سيارته! ويضيف صالح إسماعيل الحمادي: أن هذه اللعبة خطرة ويجب وضع حد لها حتى لا تتفاقم ويصعب السيطرة عليها، مشيراً إلى أنها تهدف إلى ضياع أوقات الشباب والبحث في ما لا فائدة منه.. إننا مع الألعاب المفيدة التي تهدف إلى تنمية العقل ومهارات الشباب، وليس تضييع عقول الشباب وجعلهم مدمنين على ألعاب لا طائل من ورائها سوى هدر الوقت وكسب المال. أداة تجسس ويرى الإعلامي سالم الجحوشي أن مثل هذه الألعاب خطر، فهي تعتبر أداة تجسس على مجتمعنا في وقت تكشف أماكن مستخدمي ولاعبي هذه اللعبة عن طريق خادم الجهاز والتطبيق الموجود في أجهزة الهواتف الذكية. فقد أصبح الأبناء اليوم يبحثون عن بوكيمون مثلاً في بيوتهم ومنازلهم وفي الغرف والشوارع والطرقات، والخطير في الأمر أن بعض قائدي المركبات يلعبون هذه الألعاب دون اكتراث بمن هو موجود في الشارع والطرق، ما يؤدي إلى حوادث مرورية خطيرة وجسيمة، وقد تكون العاقبة أكبر من ذلك. وأضاف: تعتمد مثل هذه الألعاب الموازية للعبة بوكيمون جو على نظام تحديد المواقع للهواتف الذكية وعلى الكاميرا الخاصة بالمحمول وذلك من أجل تحديد مواقع بوكيمونات وإظهارها على الكاميرا عند وجودها. وتبين أن هناك كثيرين من مستخدمي هذه الألعاب يتضاعفون بطريقة لا تصدق. وأضاف: عندما نجمع هذه المعلومات الثلاث سنحصل على ملايين الكاميرات التي تصوّر كل المواقع والملامح وأماكن أخرى مختلفة من العالم وأماكن وجود الأشخاص، ويتضح للناس بعد ذلك أن هذه الألعاب هي سلاح تجسسي خطير لا مثيل له. راعتبر خالد المهيري الألعاب الإلكترونية أداة تجسس وتصوير للمنطقة والمكان وملامح المواقع المقصودة، مشيراً إلى أنه ضد اقتنائها ?نها تكشف أموراً خاصة في حياة الناس. ويمكن للعبة مثل لعبة «بوكيمون جو» أن تُوقِع البعض في المخاطر وكثير من المشاكل، حيث يسرع البعض للحصول على بوكيمون بأي طريقة من دون اكتراث بالطرق المؤدية إلى هذا المكان أو الشيء الذي يقصده، مما يؤدي إلى حوادث مرور، كما يمكن أن يوقعك الأمر في مشاكل كثيرة في السعي لاكتشاف وجوده مثلاًِ في أماكن قد توقعك في متاعب إذا أردت الدخول إليها. كما يجب أن يحذر من تستهويه مثل هذه الألعاب من أن تأخذه إلى أماكن ومواقع يحظر الدخول إليها منها: المؤسسات الحكومية أو المطارات أو المستشفيات أو المدارس. وقال عبدالله الحمادي إن مخاطر ألعاب مثل لعبة «بوكيمون جو» خطيرة جداً. فقد وقع كثير من المآسي والحوادث الخطيرة بل والمميتة خلال هذه الفترة القصيرة منذ إطلاق هذه اللعبة في بعض دول العالم. كما أن انتشارها يزيد من المخاوف والقلق والشكوك، نظراً لأن محبي هذه الألعاب لا شأن ولا غاية لهم سوى المرح والاستمتاع . وما حصل مع لعبة «بوكيمون» يشير إلى أن عدد مستخدميها في تزايد مستمر على الرغم من انتشارها في فترة وجيزة جداً. وأضاف: من المشاكل التي تسببت بها هذه النوعية من الألعاب الإلكترونية الجديدة أنها تكشف معالم وملامح الأماكن التي يسكنها الناس إضافة إلى أنها تتسبب في معرفة صور وخصوصيات البيوت والمنازل، وهذا الأمر لا يجوز أبداً، لأنه يعني التجسس على حياة الآخرين من غير معرفة منهم والكل متفق على ذلك، كما أنها قد تقوم على استعمال اللعبة من قبل قراصنة للإنترنت ومجرمين من أجل استقطاب ضحاياهم واستدراجهم وسرقتهم، إضافة إلى الحوادث المرورية، بسبب تركيز الناس وانشغالهم باللعبة وعدم الانتباه للسيارات على الطريق. وأشار «المعمري» إلى أن القضية لا تتعلق بوجود لعبة ما منتشرة بين الناس في فترة محددة، بل أن نعي مفهوم الألعاب الإلكترونية، ومتى يجب أن تُستخدم، وما نوعية الألعاب في ظل وجود بعض الجماعات التي تستغل جهل المستخدمين في نشر بعض الرسائل المغرضة، والتي قد تؤدي إلى بعض الآثار الكارثية على المدى البعيد. وأوضح: «من المهم أن تعمل الجهات المختصة على إيجاد آلية في مراقبة محتويات الألعاب، وخطورتها على المجتمع، وأن يتم تصنيف الألعاب، ولا تباع إلا لمن يتجاوزون العمر المحدد، كما أن هناك دوراً محورياً لمختصي علم النفس في نشر الجوانب النفسية للمستخدمين، ومدى التغير الذي قد يطرأ على سلوكياتهم في حال الاستخدام المبالغ فيه لبعض الألعاب. من ناحيته يرى «حمد الجنيبي» أن محدودية الأنشطة المناسبة لفئة الشباب، تجعل من منصات الألعاب الحل البديل لهم في أوقات الصيف تحديداً، في ظل الإجازة التي تستمر أشهراً عدة، وقلة الحلول المتاحة. وأضاف: في أيام الإجازات الشتوية القصيرة يكون السفر لمدة أسبوع حلاً مثالياً، كما أن نشاط الأنشطة الرياضية، ومباريات كرة القدم، تجعل من ملتقيات مشاهدة المباريات الرياضية بمثابة المتنفس لفئة الشباب تحديداً، ولكن مع وجود إجازة تستمر أشهراً عدة، فما يمكن فعله؟ يقول «وليد عبدالكريم»: على الرغم من أن إصدار اللعبة لم يتجاوز أسبوعين فإن لعبة «بوكيمون جو» أحدثت ضجة اجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة، وبما أن لدي خبرة في المجال التقني وحسب المعلومات المتوافرة فإن ملايين الأشخاص قاموا بتحميلها على هواتفهم وأصبحت الشركة المنتجة لها «نينتندو» ذات قيمة في السوق تصل إلى المليارات. وأضاف أن مثل هذه الألعاب وغيرها تجعلك تتصور مدى الدمج الحاصل بين العالم الافتراضي والواقع، ولا أحد يعلم ما الذي من الممكن أن يحدث في المستقبل، فمثل هذه الألعاب تجعل اللقاءات بين الأشخاص من مختلف العالم بشكل غريب ومخيف، وبما أن معظم الأشخاص قاموا بتحميل هذه اللعبة ويتجولون في الدولة لجمع بوكيمون فإن الشركة تستفيد من جمع المعلومات عن جامعيها ، وذلك من خلال نظام تحديد الموقع في الهاتف الذكي، كما أن هذه اللعبة بالذات قادرة على توفير الكثير من المعلومات عن الشخص اعتماداً على تحركاته مثل الموقع الذي ذهب إليه ومتى ذهب ومدة البقاء في المكان، إضافة إلى الأشخاص الموجودين هناك، وهذه معلومات لا يحق لأحد أن يعرفها سوى الجهات الأمنية والمختصة. ويرى «عبده محمد العشري» أن تطبيقات الألعاب في الهواتف الذكية لا يمكن ضمان الخصوصية فيها لأن أغلب هذه التطبيقات تعتمد على المواقع، وهناك هوس كبير وشعبية لبعض الألعاب بدرجة تصل إلى دقة تحديد الموقع مثل شكل المنزل أو البناية وتحديد الموقع بالتفصيل. فهناك تنافس وتطور من شركات التكنولوجيا العالمية في مجال تحديد مواقع المستخدمين واهتماماتهم وأماكن وجودهم فترى أن نظام تحديد الموقع الجغرافي أصبح في كل جهاز مهما كان حجمه ونوعه، بحجج منها تحديد موقع الجهاز في حال ضياعه أو سرقته، وحجة أخرى لخدمات الطقس وكشف الازدحام والحوادث، وجميع هذه المعلومات تدرّ ملايين الدراهم لهذه الشركات . ولفت صلاح أحمد عامر إلى أن مثل هذه النوعية من الألعاب حتى وإن لم نتطرق إلى نظرية المؤامرة من قبل صانعيها كالتجسس أو غيرها من الأمور التي تمثل خطراً على المجتمع، فإنني أرى أنها تنتهك خصوصية المجتمع نظراً إلى أنها تعتمد في الأساس على كاميرا الهاتف الجوال وفي أماكن قد تكون حساسة كتجمعات سكنية وأماكن عامة.. فقد يجلس الفرد منا آمناً مطمئناً حتى يجد من يمسك هاتفه المحمول ويوجه الكاميرا تجاه منزله بحجة اصطياد وحوش! فقد تمثل الكثير من المشاكل والخلافات المجتمعية خصوصاً أننا لا نعلم أن اللعبة التي تعتمد على الكاميرا والإنترنت المتصل هي كاميرا بث مباشر لهذه المناطق بعينها. إيجابي وسلبي قال «محمد الشامسي»: الألعاب الإلكترونية لها جانب إيجابي، وآخر سلبي، فالجانب الإيجابي يتمثل في تمضية وقت الفراغ، كما أن بعض الألعاب تساعد على التركيز والتفكير والتخطيط، وهذه الألعاب تخاطب العقول والذهن، وتساعد على صفائه خصوصاً في الصيف مع عدم وجود التزامات أو انشغالات كثيرة. وأضاف الشامسي: أما الجانب السلبي فيتمثل في هوس البعض، واستخدام تطبيقات الألعاب أثناء قيادة السيارة مما يتسبب بحوادث كثيرة، إضافة إلى أن هذه الألعاب تسبب بعض أمراض العيون، ولها دور في تعزيز انطوائية المستخدم. التفاهة بعينها ولا يؤيد «علاء الدين فؤاد» مثل هذه الألعاب على الإطلاق ويرى أنها من التفاهات التي أصبحت كالمرض الذي يتغلغل في مجتمعاتنا مثلها مثل تلك البرامج الأخرى مثل سناب شات وغيرها التي أصبحت شغل الشباب الشاغل وأفقدته التمتع بالحياة والعلاقات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء، وجعلته عبداً لهاتفه الجوال ينشغل به عن ربه وعن دنياه وحتى عن عمله أو دراسته، فبدلا من تعلم شيء مفيد ينفعه في المستقبل وينفع به غيره أو تطوير نفسه بالقراءة والبحث، يمسك جواله ويبحث عن «بوكيمون»! حقاً إنها التفاهة بعينها. ظاهرة عـالميــة قال سعيد الحريزي إن «الألعاب الإلكترونية تعد اليوم ظاهرة عالمية، وتدخل ضمن مظاهر العولمة والعالم الحديث الذي يعد قرية صغيرة بفضل التقنيات المتجددة والبرامج المختلفة التي تربط الناس بعضهم ببعض رغم المسافات الشاسعة واختلاف الثقافات واللغات. وأضاف «الهوس الدوري ببعض الألعاب في كل فترة زمنية محددة، يعتبر شيئاً دارجاً، فالألعاب الإلكترونية مثل غيرها من الألعاب أو الظواهر التي تشهد في البداية ولعاً وحباً وازدحاماً، ولكن مع مرور الزمن يقل الولع بها، وتتلاشى، وتحل محلها لعبة أخرى، وهكذا هي دورة الزمن. وأشار إلى «أن هناك العديد من الإيجابيات الناجمة عن هذه الألعاب منها تنشيط النفس، وإمضاء وقت الفراغ، ومن الطبيعي أن يمضي الشاب بعضاً من وقته في اللعب، فالإنسان بتركيبته العامة يحتاج إلى الرفاهية، والوقت الممتع الذي يبتعد فيه عن ضغط العمل، ومتطلبات الدراسة، وغيرها من الأمور المتعبة للعقل والروح، والتي تجعل الإنسان تحت ضغط مستمر. وتابع: «المتابع للألعاب، يجد سوقها الرائج وبقعة انتشارها في أوقات الصيف، وبالتحديد مع قدوم الإجازة الصيفية، باعتبارها جزءاً من الأنشطة التي يحتاج إليها الطالب لنسيان موسم دراسي شاقّ، والدخول في مرحلة من الراحة التامة، قبل الخوض من جديد في عام دراسي جديد، أو مهنة عمل.. ففي أيام المدارس، أو الأيام الاعتيادية بشكل عام يقل وجود الألعاب، وبالتالي لا نسمع كثيراً عن انتشارها ». فئة الشبـــاب أكدت «شيماء سعيد» أن الألعاب الإلكترونية منتشرة بشكل أوسع لدى فئة الذكور، وبالتحديد فئة الشباب، ولذلك فهي فئة محددة، ولا نستطيع القول إن هناك هوساً عاماً بها، وما تحتويه من أحداث، بحكم محدودية الفئة. وأضافت «شخصياً لا ألعب هذه الألعاب، ولا أرى في الشوارع ما يشير إلى وجود هوس زائد بها، فمعظم المستخدمين يقبلون على الألعاب في منازلهم، وضمن حدودهم الخاصة، وهذه من حرياتهم الشخصية، ففي بعض الأحيان تكون ممارسة اللعب بمثابة محطة استراحة صيفية قبل مواصلة مشاوير العمل أو الدراسة». وقال «حمد المعمري»: في الفترة الأخيرة ظهرت تحذيرات من استخدام بعض الألعاب التي تنص فكرتها على تحديد الموقع، والارتباط بالأقمار الصناعية، وهذه الألعاب كغيرها من بقية التطبيقات التي تنتهك الخصوصية. إننا نعيش اليوم في زمن لا خصوصية فيه، فكل الهواتف الذكية والبرامج التقنية تعمل على رصد تنقلات المستخدم في كل الأوقات. مخاطر «بوكيمون جو» حذرت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية في الدولة، من استخدام الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي مثل لعبة «بوكيمون جو» لما فيه من اختراق خصوصية المستخدمين، أو التربص بهم في أماكن نائية للاعتداء عليهم، وسلب ممتلكاتهم. وأوضحت الهيئة أن اعتماد ألعاب الواقع المعزز على تقنية تحديد الموقع الجغرافي مثل لعبة «بوكيمون جو»، فضلاً عن كاميرا الهاتف المحمول، يسهم في خرق خصوصية المستخدم، فضلاً عن نشر مجرمي برمجيات خبيثة تتقمص أسماء ألعاب وتطبيقات حقيقية قبل نشرها في متاجر التطبيقات الرسمية، بمقدورها إلحاق الضرر بنظام التشغيل في الأجهزة الذكية، أو التجسس على أصحابها، داعية محبي تلك الألعاب إلى انتظار إطلاقها عبر متاجر التطبيقات الرسمية. وأكدت الهيئة أن بعض تطبيقات الواقع المعزز تعتمد على تقنية تحديد الموقع الجغرافي للمستخدم، إضافة إلى كاميرا الهاتف المحمول، ما يجعل خصوصية المستخدم مكشوفة للمتربصين، داعيةً إلى الحذر من استخدام هذه التطبيقات في الأماكن ذات الحساسية الخاصة للحفاظ على الخصوصية. وأشارت إلى أن ألعاب الواقع المعزز قد تكون مسلية ومفيدة في الوقت نفسه، في حال استخدامها بطريقة سليمة، كما قد تساعد على الحركة واستكشاف أماكن جديدة. ودعت الهيئة الأهالي إلى مشاركة أطفالهم في الألعاب التقنية الحديثة والتعرف إليها، للتمكن من تقييم مخاطرها، إضافة إلى الابتعاد عن تشغيل الكاميرا في المنازل، وتقدير العمر المناسب لكل لعبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©