افتتح الرئيس الأميركي جورج بوش أمس مقر السفارة الأميركية الجديد في بكين، التي تعد واحدة من أكبر سفارات الولايات المتحدة في العالم ورمزا للأهمية المتزايدة التي توليها واشنطن للعلاقات مع الصين· وقال موظفون في السفارة ان بوش افتتح المبنى بعد أيام من تدشين المقر الجديد للبعثة الدبلوماسية الصينية في واشنطن· وجاءت هذه الخطوة على هامش زيارة بوش للصين بمناسبة افتتاح الألعاب الأولمبية· وكان السفير الأميركي في الصين كلارك راند قال ان المقر الجديد ''رمز عملي لتطور علاقتنا الثنائية وأهميتها''· واختارت دار الهندسة الأميركية ''سكيدمور اوينغز وميريل'' الاسمنت الخام بلا جص أو طلاء، في المبنى الذي سيضم 950 موظفا· وبعيدا عن لوني البيج والرمادي، وضعت منحوتة ضخمة متعددة الألوان على شكل زهرة توليب للأميركي جيف كونز، في احدى النوافير بين المبنى وسور السفارة الخارجي· ولأسباب أمنية في كافة السفارات الأميركية ينبغي أن تفصل مسافة 30 مترا بين المبنى والسور الخارجي· ويستطيع المارة في الشارع رؤية المنحوتة من خلال نوافذ في السور مصفحة ضد العبوات· ولم يتم توظيف أي عامل صيني في ورشة بناء السفارة التي استغرقت 18 شهرا تجنبا للجواسيس· وكلف بناء المجمع 434 مليون دولار بحسب جاي هولران، المهندس في وزارة الخارجية الموكل بالمشروع·
من جانب آخر، لم يتأخر الرئيس بوش أمس عن إثارة قضيتي الحرية الدينية وحرية التعبير الشائكتين في الصين قبل ساعات من حضوره افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين التي انطلقت أمس· ورغم انتقاد الصين لتصريحات بوش التي رأت فيها تدخلا في شؤونها الداخلية، استغل بوش فرصة افتتاح مبنى السفارة الجديدة للادلاء بهذه التصريحات والقول إن حرية التعبير هي أفضل طريقة لنشر الرخاء والسلام· وقال بوش في مراسم افتتاح السفارة ''ما زلنا صرحاء في اعتقادنا بأن كل الناس يجب أن يتمتعوا بالحرية لقول ما يريدون وعبادة ما يختارون''· وقبل مأدبة غداء أقامها الرئيس الصيني هو جين تاو على شرف الرؤساء الاجانب الذين سيحضرون افتتاح الأولمبياد، قال بوش ''نؤمن بقوة أن المجتمعات التي تسمح بحرية التعبير عن الفكر هي الأكثر رخاء وأمنا''· وكان ناشطون في مجال حقوق الانسان وبعض النواب الأميركيين انتقدوا مشاركة بوش في مراسم افتتاح أولمبياد بكين وقالوا إن هذا من شأنه أن يعطي مصداقية للحكومة الصينية على الرغم من تراجع سجلها في مجالي حقوق الانسان والحقوق الدينية· ورد بوش قائلا إن مشاركته تهدف إلى تشجيع اللاعبين الأميركيين وأنه يدخل بشكل متكرر في مناقشات صريحة مع قادة الصين حول الحرية الدينية وسجل حقوق الانسان في البلاد· وقال ''الصراحة هي الطريقة الأكثر فعالية عندما تبني الدول فيما بينها علاقة احترام وثقة· عملت جاهدا لبناء هذا الاحترام وهذه الثقة· أقدر القيادة الصينية التي عملت جاهدة لبناء هذا الاحترام وهذه الثقة''
عدد اليوم
