الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفوق سينما الشباب..

تفوق سينما الشباب..
15 أكتوبر 2009 22:17
اختتمت مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الشرق الأوسط الدولي الثالث مبكرا فقد شهد يوم الأربعاء الماضي آخر أفلام هذه المسابقة المهمة بعنوان «قيد الإنشاء» لمخرجه الفرنسي داميان دفريسن. لكن المهم في الحديث عن هذا الموضوع ونحن في اللحظات الأخيرة من المهرجان هو أن هذه المسابقة قدمت لنا 35 فيلما ضمن 5 برامج هي: غموض وعاطفة، وصراع، وبرنامج الطلبة الأول، وبرنامج الطلبة الثاني. وقد جمعت هذه البرامج تنويعات من المخرجين من الدنمارك، فرنسا، أميركا، ايرلندا، بريطانيا، بلغاريا، ألمانيا، لبنان وفلسطين والأردن، وإيران وبولندا والنرويج ومصر ونيوزلندا وبولندا وبلجيكا وروسيا. وقد اجتمع هؤلاء المخرجين تحت مظلة «تشجيع الموهبة» وهذه واحدة من مزايا المهرجان في دورته الحالية والتي ركزت بقوة على الطلبة ضمن برنامجين كان من أهم أفلامهما «جارتنا» للأميركي روب كيلي، و فيلم بعنوان «كاسيا» للدنماركية رونار رونارسون. في حين حمل لنا برنامج غموض مفاجأة طيبة من بلغاريا بفيلم «ثلاث أخوات وأندري» للمخرجين بوريس ديسبودوف واندري باونوف، وجاء الفيلم الثاني من لبنان بعنوان «طرابلس، علهدا» للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا. شرطية من الأردن أما البرنامج الثاني فقدم لنا جانبا من السينما الأردنية من خلال المخرجة الواعدة مريم جمعة بفيلمها «هي شرطية» ومدته 14 دقيقة مع ترجمة بالانجليزية. تجيء أهمية هذا الفيلم من عنوانه وموضوعه النادر الذي يطرق مسيرة عمل امرأة أردنية شرطية في جهاز الأمن العام، ويوضح سيناريو الفيلم أن المرأة حتى في مثل هذا الحقل وعلى المستوى العربي ما زالت تعاني من نظرة المجتمع الذكوري إليها، هذا المجتمع الذي ما زال يرفض خروج المرأة للعمل في العديد من المهن وخاصة الحساس منها مثل الشرطة والأمن العام بحجة انها ضعيفة لمثل هذا النوع من العمل. أجرت المخرجة لقاءات عديدة مع أناس عاديين من الشارع لرصد آرائهم في الموضوع قبل ان تدخل بنا إلى شريطها حيث بطلة الفيلم وهي شرطية أردنية لنكتشف مع الأحداث واقعا مؤلما فالناس في الشارع يرفضون الفكرة والأهل يؤكدون على هذا الرفض، لكن انتصار الارداة يكون هو نهاية الفيلم حينما يقتنع الأهل في النهاية بمهنة ابنتهم بعد أن وجدوا فيها قدرات مهمة لخدمة وطنها. الفيلم جاءنا مكثفا في لغته وكوادره ومقتصدا في تعبيره وخطابه، وهو يبرز مهارات عالية في المونتاج والتصوير وتوزيع اللقطات. فاتنة.. ومأساة الفلسطينيين من الأفلام التي وجدت اهتماما ما جاءنا من نيوزلندا بعنوان «رجل بستة ونصف دولار» لمخرجيه مارك البستون ولويس سذرالاند، فيما كان فيلم «فاتنة» القادم من فلسطين لمخرجه أحمد حبش واحدا من الأفلام المميزة في تناولها لما يجري على الساحة الفلسطينية. ويحكي الفيلم ومدته 30 دقيقة قصة فتاة فلسطينية تعيش في مخيم الشاطئ بغزة وتعمل في مهنة الخياطة وتصاب بمرض سرطان الثدي. يكشف الفيلم ضمن ثنائيات الشكل والمضمون والعاطفة والعقل رحلة عذابها للبحث عن علاج في ظل وطأة الحصار الإسرائيلي. بالمناسبة شخصيات الفيلم كارتونية وكان لذلك مغزى كبير. في هذا السياق لا نستطيع تجاهل فيلم جميل ضمن هذه المسابقة التي كشفت لنا عن طاقات شبابية فيها ذلك النفس الاحترافي نحو مستقبل سينمائي مغاير ومن ذلك فيلم «بابل» وهو انتاج مشترك بين فرنسا والصين وهذه بادرة لها دلالات كثيرة وبخاصة ان المسافة بين الثقافتين كبيرة جدا. على اية حال قام بإخراج هذا الفيلم ومدته 16 دقيقة المخرج هندريك ديسوليير. 13 مخرجة هناك ثلاث إشارات في هذه المسابقة: الأولى هو عدد المخرجات النساء الذي وصل إلى 13 مخرجة منهن: أيتن أمين من مصر بفيلمها «ربيع 89» وأرغي قبلان صاحبة فيلم «حلاوة طحينية بالسميد»، وبيركو رونل بفيلم «المعبر». أما الإشارة الثانية فتكمن في الإنتاج المشترك بين العديد من البلدان. والإشارة الأخيرة هو الثنائي الإخراجي حيث لاحظنا أن أكثر من مخرج يشاركون في تنفيذ فيلم واحد بما يعيدنا إلى أجواء المشاريع الطلابية في معاهد وأكاديميات السينما حيث سيادة روح العمل الجماعي. بقيت هناك إشارة أخيرة موجهة إلى المهرجان الذي نجح من خلال هذه المسابقة في تقديم نخبة جديدة من المخرجين وهو في واقع الحال سيكونون مشاريع لمخرجي المستقبل، مخرجون محترفون نأمل أن نشاهد لهم أفلاما أكثر تطورا. شارك في 20 فيلماً خلال 20 عاماً أكشاي قمر: السينما الهندية مرغوبة عربياً أيضاً جهاد هديب «حقيقة، كدت أموت في هذا الفيلم» يقول بطل «أزرق» الممثل أكشاي قمر من إخراج أنتوني دوسوزا الذي عرض مساء أمس الأول في صالة قصر الإمارات ضمن العروض الاحتفالية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. ويضيف في تصريح للاتحاد: «لقد تأذت جبهتي أثناء إطلاق النار تحت الماء». يعتبر الممثل قمر الآن أحد ألمع نجوم السينما الهندية، هو الذي ولد في البنجاب في سبتمبر من العام 1967 تعلم من الفنون في حياته الرقص وعمل طباخاً في احد مطاعم هونج كونج ولما عاد إلى الهند عمل أستاذاً لمادة الفنن ولما أراد أحد التلاميذ أن يمتهن التصوير الفوتوغرافي طلب من أستاذه أن يكون موديلاً له وعندما تقدم الطالب بالصور إلى إحدى الشركات كان قمر يقف أمام الكاميرا بعد ذلك بساعتين وفقاً لمصادر الانسكلوبيديا الهندية. ويقدم قمر نفسه للقارئ العربي بالقول: إنني أعمل في بوليوود منذ عشرين سنة وشاركت في مئة وعشرين فيلماً سينمائياً حتى الآن. وفيلم أزرق هو أحد الأفلام التي تضمها هذه القائمة. عن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي وفي ما إذا كان يمثل بوابة جديدة لانطلاقة جديدة بالنسبة للسينما الهندية بنجومها الجدد قال قمر: إننا دائما نحظى باستجابة كبيرة جداً من الجانب العربي.» مؤكداً: «لقد اختلف صنيعنا السينمائي عما كان سابقاً. إنه أفضل الآن، بحيث إن الذين يرغبون في مشاهدة أعمالنا السينمائية ليسوا أبناء الهند وحدهم بل العالم العربي كله أيضا.» مشيراً إلى أنه قد شاهد فيلمين عربيين لا على التعيين خلال المهرجان ولاحظ الميل الاستجابة الكبيرة لدى الجمهور العربي إلى الكوميديا التي تضمنهما الفيلمين، الأمر الذي هو متشابه تماماً مع الصنيع السينمائي الهندي من جهة ومع ميل الجمهور الهندي واستجابته أيضا، وكذلك فيما يتصل بالغناء والرقص فهما ينتميان إلى العالم نفسه». أما فيما يتعلق بأحلامه في عالم السينما الهندية فقال قمر لـ»الاتحاد الثقافي»: «ماذا أقول لك بماذا أحلم سينمائياً؟ إنني أحلم بأن أبقى أعمل في السينما، فأنا لا أستطيع العيش بعيداً عنها». وكان قمر قد برز بوصفه ممثلاً كوميدياً مع فيلم خاليدا العام 1993 لكنه فيلم مورا قد كرّسه واحداً من أبرز ممثلي السينما الهندية والذي حاز أوسع جمهور وعدداً من الجوائز العام ليصبح أبرز نجم سينمائي بعد انطلاقته بثلاثة أعوام فقط. هذا الصعود المدوي للنجم الهندي ترافق مع تطوّر السينما الهندية التي طرحت أسئلة راجعت من خلالها مساراتها ومستقبلها، وبالفعل استفاد الرجل منها ليشارك في 120 فيلماً سينمائياً من إنتاج بوليوود جعلت من الرجل وهو ما يزال في الثانية والأربعين مسموع الكلمة من رجل الشارع لدى الهنود سواء في بلادهم أم خارجها. حيث تراوح عدد الأفلام التي يشارك في بطولتها المطلقة إحدى نجمات سينما الهند ما بين ثلاثة إلى خمسة أفلام سنوياً. غير أن هذا النجاح قد ترافق مع بعض الفشل في القليل من الأفلام التي لاقت نقداً حاداً من النقاد وأخرى على المستوى الجماهيري خاصة تلك التي كانت كوميدية بالمطلق ولا تجنح إلى الرومانسية أو التراجيدية. أكشاي قمر ليس من قبل المخرجين الهنود لأنه نجم شباك في الهند فحسب، بل هو لأنه ممثل يتسم أداؤه بالذكاء والخبرة الطويلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©