الجيش اللبناني يخمد ثالث تمرد في سجن رومية

بيروت (الاتحاد) - اخمد الجيش اللبناني بسرعة فائقة عصر امس تمردا جديدا هو الثالث من نوعه في سجن رومية الى الشرق من بيروت، حيث اقدم سجناء على احتجاز عدد من عناصر الحراسة واشعلوا النيران داخل المبنى الذي تصاعد منه الدخان. وافادت مصادر امنية أن تعزيزات لقوى الامن الداخلي وسيارات اطفاء واسعاف دخلت الى حرم السجن. بينما اقتحم عناصر فوج المغاوير في الجيش اللبناني المبنى “د” وتمكنوا من تحرير عناصر محتجزين، واعادوا الهدوء الى السجن واخمدوا الحرائق التي اندلعت بداخله، لاسيما مستوصف المبنى الذي اتت النيران على محتوياته. وكانت ترددت معلومات اعلامية لم تؤكدها الجهات الامنية تفيد عن اضرام احد المعتقلين النار بنفسه داخل معتقله، ما حمل رفاقه على مهاجمة حراس السجن داخل المبنى وتمكنوا من احتجاز عدد منهم اضافة الى عدد من العمال الذين كانوا يعملون على تنظيف المبنى من آثار الحرائق. وتضاربت المعلومات حول عدد المحتجزين، حيث ذكر أن العدد هو 5 عسكريين و5 عمال، وافادت معلومات اخرى عن احتجاز اثنين من العسكريين و3 عمال. وتوجه اهالي المعتقلين الى سجن رومية حيث قطعوا الطرقات مجددا واشعلوا النار في اطارات مطاطية لبعض الوقت. كما قطع الاهالي طريق منطقة الشراونة في بعلبك بالاطارات المشتعلة تضامناً مع السجناء في رومية، وتدخلت القوى الامنية وعملت على اخماد الحرائق واعادة فتح الطرقات. الى ذلك، دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى المباشرة فوراً بوضع الاطر لمعالجة متوسطة وبعيدة المدى لملف السجون ووضعها موضع التنفيذ وفق الخطة التي اعدها وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود. وقال “ان المعالجة الآنية للحوادث المتكررة التي تحصل داخل السجون على اهميتها في فرض سلطة الدولة وهيبتها في الحفاظ على سلامة الموقوفين لا تنفي اهمية الشروع في المعالجة. واعتبر سليمان الذي تابع الموضوع مع كل من وزير العدل ابراهيم نجار والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وقائد الدرك بالوكالة العميد صلاح جبران، أن المهم هو توحيد المرجعية في مسألة إدارة السجون عبر وضعها كلياً في عهدة وزارة العدل، في موازاة تدابير وإجراءات تلحظ بشكل واضح مراعاة الجوانب الانسانية من خلال سجون تتمتع بشروط انسانية من حيث المساحة والاستيعاب والتنظيم، إضافة الى السرعة في بت مواضيع الموقوفين. لافتا الى ان ملف السجون سيكون من الملفات التي ستأخذ طابع الاولوية في المعالجة في الحكومة الجديدة من خلال حلول جذرية لهذه القضية المزمنة. وابلغ الوزير بارود من جانبه لجنتا حقوق الانسان والادارة والعدل البرلمانية التي عقدت جلسة طارئة لها في البرلمان ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري قرر تخصيص 7.5 مليار ليرة للسجون عبر الهيئة العليا للاغاثة. واحتشد عدد كبير من الاهالي امام قصر العدل في بيروت للمطالبة بالاطمئنان على صحة اقاربهم في السجن ومقابلتهم بعد تسرب معلومات عن عدد كبير من الجرحى داخل السجن. وبعدما فشلوا في الحصول على اذون زيارة قاموا باشعال الاطارات ورشقوا المبنى بالحجارة ما أدى الى تحطيم الواجهة الزجاجية في مكتب المحامي العام الاستئنافي في بيروت رجا حاموش.