الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غارتان على غزة ومواجهات عنيفة في الضفة

غارتان على غزة ومواجهات عنيفة في الضفة
4 ابريل 2013 00:02
عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات (عواصم) - اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس 18 فلسطينياً في الضفة الغربية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة لليوم الثاني على التوالي بينها وبين محتجين على وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، جراء الإهمال الطبي المتعمد في أحد سجون إسرائيل، فيما حذرت إسرائيل السلطة الوطنية الفلسطينية من تصعيد الاحتجاجات وشنت غارتين جويتين على قطاع غزة لأول مرة، منذ إبرام اتفاق التهدئة بين الجانبين بوساطة مصرية يوم 21 يناير الماضي، غداة إطلاق صارaخ من القطاع على النقب الغربي جنوب فلسطين المحتلة احتجاجاً على وفاة أبو حمدية. وفي سياق متصل، واصلت الجماعات اليهودية منذ ساعات الصباح اقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية، عبر مجموعات صغيرة ومتتالية وبرفقة حراسات معززة ومشددة من قوات الاحتلال، واعتدى مستوطنون على رعاة الماشية والمزارعين في قرية التواني قُرب بلدة يطا جنوب الخليل، تحت حماية جيش الاحتلال وأضرموا النار في المحاصيل الزراعية هناك. وقد شهدت القدس الشرقية والخليل إضراباً عن العمل فيما بدأ 4600 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام لمدة 3 أيام حداداً على أبو حمدية (64 عاماً). وأبلغت إدارة سجن «أيشل» الإسرائيلي 86 أسيرا فلسطينيا بأنها ستوزعهم على سجون أُخرى بسبب احتجاجاتهم على وفاة أبو حمدية. وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع أنه تقرر إجراء الفحوص الطبية اللازمة لجثمان أبو حمدية، قبل تشييعه بجنازة عسكرية وجماهيرية اليوم الخميس في الخليل. في غضون ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم، خلال مواجهات عنيفة معها في عدد من مناطق الضفة الغربية، خاصة مدخل مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال الخليل وبلدة الخضر جنوب بيت لحم، وبلدة أبوديس شرق القدس. وخلال حملات تفتيش شنتها عبر الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين في بلدة تياسير قُرب طوباس هم: حمدان إبراهيم غوري، وخلدون جمال غوري، وركان عقاب صبيح، وصالح فواز دبك، ومجاهد عبدالرازق دبك، ومهدي رفيق وهدان، وعامر حافظ وهدان. واعتقلت في بلدة بني نعيم شرق الخليل كلا من: حمزة حسن عبدالله مناصرة، وإبراهيم صوالحة، وثابت زيادات. كما اعتقلت نور صرصور في الخليل والأسير السابق نديم إبراهيم عودة في بلدة بيت أمر شمال الخليل، والشاب محمد عبد الكريم همشري في طولكرم، والشاب راجح سعيد قبلاوي في جنين، والشاب أنس سليمان في بيت لحم. واعتقلت قوات شرطة الاحتلال الخاصة المتمركزة داخل المسجد الأقصى المبارك شابين من أهالي الأراضي المحتلة منذ عام 1948 والشاب المقدسي أيمن القيسي. وقد حذرت إسرائيل السلطة الفلسطينية من «العواقب» المترتبة على تصعيد الأوضاع ميدانيا، متهمة إياها بمحاولة استغلال حادثة استشهاد أبو حمدية لتصعيد الاحتجاجات. وحاول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر عنه تبرئة السلطات الإسرائيلية من المسؤولية عن وفاة أبو حمدية، مدعيا أن الأسرى الفلسطينيين »يتلقون معالجة طبية ممتازة ويتمتعون بزيارات ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وشنت طائرات حربية إسرائيلية فجرا غارتين على مصنع للبلاط في مدينة غزة وأرض زراعية خالية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ سقط في منطقة غير مأهولة في النقب الغربي مساء أمس الأول. ورد ناشطون في غزة على الغارتين بإطلاق صاروخين على بلدة سديروت الإسرائيلية جنوب فلسطين المحتلة. وأعلنت جماعة «مجلس شورى المجاهدين» السلفية الصغيرة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ الثلاثة. وقال جيش الاحتلال إن الغارتين استهدفتا «موقعين إرهابيين كبيرين في شمال قطاع غزة»، وحمل حركة «حماس» مسؤولية منع إطلاق مزيد من الصواريخ. وقال كبير المتحدثين باسمه البريجادير جنرال يؤاف مردخاي «إن القوات الإسرائيلية قررت الهجوم أثناء الليل كإشارة إلى حماس مفادها أننا لن نقبل أي هجوم على الجنوب. وسنرد على أي قصف من أجل استعادة الهدوء في الجنوب قريباً. وأضاف «أظن أنه ليس في مصلحة حماس أن يتدهور الوضع. فبعد خمسة اشهر كانت الأهدأ منذ فك الارتباط (اتفاق التهدئة الأخير)، قررت القوات المسلحة الإسرائيلية عدم الإذعان (للهجمات من غزة) حتى وإن كانت على نطاق صغير جداً». كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بمنع إطلاق الصواريخ على مدن وتجمعات إسرائيلية. وقال في بيان رسمي «الجيش الإسرائيلي هاجم غزة لأننا نعتبر حماس مسؤولة عن كل ما يتم إطلاقه من غزة على إسرائيل، ولن نسمح بأي شكل بحصول عمليات إطلاق نار بشكل منتظم على مواطنينا المدنيين وقواتنا». وقال رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال في الاحتياط عاموس جلعاد لاذاعة الجيش الإسرائيلي «إن تفاهمات وقف إطلاق النار مع قطاع غزة مازالت قائمة، وإذا نظرنا إلى الوضع بشكل عام فإن الهدوء قائم ومحافظ عليه». وأضاف «مع ذلك يجب عدم الاستهانة بهذه القذائف والصواريخ، لأنها من حيث المبدأ موجهة ضد المدنيين ومن أجل تخويفهم وشل حركة حياتهم اليومية». وتابع «يجب أن لا ننسى أن المصريين يلعبون دوراً مهماً ويساهمون مساهمة فعالة في ترسيخ الهدوء على الأرض، ولكن الأساس هو عملية الردع التي تنتج عادة على خلفية العمليات العسكرية الناجحة. صحيح أنه مع مرور الوقت تتغير الأمور ولكن يجب أن لا ننهمك في مثل هذا الأمر حالياً». وبخصوص توتر الأوضاع في الضفة الغربية أوضح جلعاد أنه قلق من ارتباط الأمور بشكل غير مناسب بالسلطة الفلسطينية وتصعيدها للأمور. وأكد أن إسرائيل رفضت اطلاق سراح أبو حمدية على الرغم من تدهور وضعه الصحي، قائلاً «لقد كان سجيناً، فهو مخرب وقاتل، إجمالاً هو أراد أن يقتل مواطنين إسرائيليين ما أمكن». وأضاف، حسب زعمه، «إسرائيل لا تتحمل مسؤولية وفاته فهو مصاب بالسرطان ولقد تلقى عناية طبية ولكن توفي، وأي ادعاءات أخرى فهي تشجع على سفك الدماء والعنف والإرهاب»على حد قوله. وحذرت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة «حماس» إسرائيل من تداعيات تصاعد التوتر. وقالت في بيان أصدرته في غزة «إن استئناف الغارات الإسرائيلية يشكل تهديداً معيقا لاتفاق التهدئة. ومحاولة الاحتلال الهروب للأمام وحرف الأنظار عن جرائمه المرتكبة بحق مواطنينا في المعتقلات وفي الضفة الغربية، عبر التصعيد في غزة، هي محاولة مكشوفة وتعبر عن المأزق الكبير الذي يعيشه الاحتلال وشعوره بقرب الثورة الشاملة ضده هو وأعوانه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©