الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرخص في التكاليف الشرعية.. تخفيف على النفس

6 يونيو 2017 19:53
القاهرة (الاتحاد) من سماحة الإسلام أنه دين الرأفة والمرونة، والألفة والمحبة، واليسر في التطبيق، يقول صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنفية السمحة»، فهو دين مبني على قاعدة: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، سمحُ في تعاليمه وشرعه، في أداء الفرائض والواجبات، ولذلك شرع الرخص. يقول الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: من سماحة هذا الدين الحنيف أنه شرع الرخص تخفيفاً على الناس، قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا...)، «سورة البقرة: الآية 286»، وفي هذه الآية تتجلى سماحة الإسلام وليونته في التخفيف على النفس البشرية من خلال الرخص التي رخصها الله تعالى لعباده المؤمنين، إنه سبحانه يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه، فالصلاة في السفر تقصر تقديماً أو تأخيراً، رأفة بالمسافر، ويدخل في حكم المسافر المريض أيضاً، وإذا تعذر الماء، خفف الله على عباده بالتيمم بالتراب الطاهر. وفي هذا الجانب من السماحة ومن الرأفة بالعباد والتيسير في دين الإسلامي يقول صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي، وكان النبي يبعث لأمته خاصة، وبعثت إلى الثقلين، كافة إنسهم وجنهم، وأعطيت الشفاعة»، وخفف الله على الحائض والنفساء، حتى تطهرا، فأسقطت عنهما الصلاة، والصوم وقت العذر، فالصلاة لا تقضي لطول المدة، أما الصوم فلأنه لا يأتي في السنة إلا مرة واحدة، فيقضي خلال المدة بين رمضان ورمضان الآخر، ومن سماحة الإسلام أن المريض الذي لا يرجى شفاؤه، ولا يستطيع الصيام، يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً، وكذا من كبر سنه ولم يستطع الصيام. وقواعد الشريعة تحرص على حماية النفس البشرية والمحافظة عليها، ولذا نجد في تعاليم الإسلام تسامحاً كبيراً في إباحة بعض ما حرم الله لإنقاذ النفس، فمثلاً لو غص إنسان ولم يجد ما يدفع ما في حلقه إلا الخمر، وهي محرمة، فليتناولها لتدفع غصته، أو أنهكه الجوع ولم يجد طعاماً إلا ما حرم الله كالميتة ولحم الخنزير وغيرهما، فإنه يتناول ما يبقي على حياته بهذا الشيء الحرام مهما كان ولا حرج عليه في ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©