الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تفجير النفس» باسم الاستشهاد حرام شرعاً

«تفجير النفس» باسم الاستشهاد حرام شرعاً
6 يونيو 2017 19:52
حسام محمد (القاهرة) يعتبر تنظيم أنصار الإسلام الإرهابي واحداً من أخطر التنظيمات المسلحة وينتشر أعضاؤه في أوروبا والعديد من الدول العربية والإسلامية، وقد اتخذ من العمليات الانتحارية وسيلة لقتل ضحاياه ومعظمهم من المدنيين، حيث تعود على أن يطلق عملياته في أيام الاحتفالات الرسمية والدينية في الدول التي يتواجد فيها ويزعم مفتو التنظيم أن الإسلام أباح العمليات الانتحارية وسط الكفار في أي مكان، وفي أي مناسبة، وأن من يقوم بتنفيذ تلك العمليات هو شهيد مصيره الجنة لأنه يمارس أرقى أنواع الجهاد، وبذلك خدعوا الشباب الذين قاموا بتلك العمليات القاتلة في صفوف الأبرياء والغريب أن كثيراً من ضحاياهم من المسلمين. تقول الدكتورة هدى عبدالحميد رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر: بداية، فإن العلماء اتفقوا على أن حصر مفهوم الجهاد في القتال خطأ كبير في حق الشريعة الإسلامية وفهم الكتاب والسنة، فإن الجهاد فيهما جاء بمعنى القتال، وجاء بمعنى أكبر من ذلك وأشمل فسبحانه وتعالى يقول: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً)?، ? «سورة الفرقان: الآية 52»، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «وجاهدهم به»، أي القرآن فالجهاد الكبير هنا ليس القتال، وإنما الدعوة والبيان بالحجة والبرهان، وأعظم حجة وبيان هو القرآن، حجة الله على خلقه، ومعه تفسيره وبيانه الذي هو السنة، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ...)، «سورة التوبة: الآية 73». ففي هذه الآية ليس المراد بجهاد المنافقين القتال، لأن المنافقين يظهرون الإسلام ويتخذونه جُنَّة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتلهم، بل عاملهم بظواهرهم، وحتى من انكشف نفاقه منهم كعبد الله بن أبيّ سلول لم يقتله، وقال: «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه»، ولكن جهاد المنافقين يكون بالوسائل الأخرى، مثل كشف أسرارهم ودواخلهم وأهدافهم الخبيثة، وتحذير المجتمع منه. أما العمليات الانتحارية فلم يجزها علماء المسلمين إلا خلال الحروب مع الأعداء وشريطة ألا يكون هناك وسيلة أخرى لمواجهة العدو لأن قتل النفس أمر لا تقبله الشريعة الإسلامية، وقد أكدت دور الإفتاء الرسمية في كل الدول العربية والإسلامية، أن النفس من المقاصد التي جاءت الشرائع بالحفاظ عليها، كما قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ...)، وأن الأصل الذي اتفقت عليه الشرائع السماوية كلها، وكل القوانين المنظمة، هو حرمة قتل النفس دون حقّ. وأوضحت الدكتورة هدى أن استهداف المدنيين المسالمين بمثل هذه العمليّات التفجيرية حرامٌ شرعاً ومن كبائر الذنوب، وهو من الإفساد في الأرض، لقوله تعالى: (... مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً...)، «سورة المائدة: الآية 32»، فالعمل الانتحاري في ذاته محرّمٌ شرعاً، وسببٌ لاستحقاق العذاب في الآخرة، لقوله صلى الله عليه وسلّم: «مَن قَتَلَ نفسَه بشيءٍ في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة» فالعمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين لا علاقة لها بالإسلام، والانتحاري القائم بعملية التفجير أو الذي يقحم نفسه في الموت إقحاما بتلغيم نفسه أو نحو ذلك فهو منتحر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©