الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«حق الليلة» تعزز الترابط بين أبناء المجتمع

«حق الليلة» تعزز الترابط بين أبناء المجتمع
30 ابريل 2018 23:04
أحمد النجار (دبي) «حق الليلة» مناسبة تراثية أصيلة، يستقبلها الصغار والكبار بالأهازيج والفرح والدعاء، ابتهاجاً بقدوم شهر رمضان المبارك، حيث تتسابق مدارس ومؤسسات ودوائر خاصة وحكومية لإطلاق مبادرات اجتماعية للاحتفال «بحق الليلة» التي يحتفي بها المجتمع الخليجي بصفة عامة والإماراتي بصفة خاصة، ويتناقلها جيل بعد جيل. وتعتبر عائلات محلية، أن إحياء التراث القديم ومظاهر الاحتفاء تبرز قيمتها التراثية في الفرجان في مختلف الإمارات، ولدى زيارتنا أمس إلى فريج عود المطينة بدبي، شهدنا أجواء احتفالية خاصة تفاعل معها عدد كبير من السكان المحليين ليصنعوا حالة من الفرح بين أوساط الصغار، بملابسهم الشعبية المتمثلة بالكندورة والطاقية، والبنات بالتطريزات الجميلة. أهازيج تكمن خصوصية الاحتفال بـ«حق الليلة» في الفريج، لما يجسده من جوهر التلاحم والترابط المجتمعي، حيث يتحول الفريج إلى أسرة واحدة، ليعيش الجميع أجواء من الفرحة، وغرس قيم الحب والإيثار والتآلف في وجدان الأبناء، ويستمتع الآباء برؤية صغارهم يسيرون سواسية مجتمعين، يطرقون أبواب بيوت الجيران، ويسلمون على أهلها، مرددين مجموعة من الأهازيج والأدعية ليستقبلهم الأهالي بحب، ويوزعون عليهم أكياساً صغيرة معدة خصيصاً لهذة المناسبة، تحتوي بعض الحلوى والمكسرات والنقود. هدايا وعلى وقع هذه التظاهرة التراثية البهيجة، يعبر الكبار عن فرحتهم على طريقتهم من خلال توافدهم إلى المساجد، حيث يتجمعون في حلقات الذكر ويتبادلون التهنئة والأحاديث الودية، بينما تعكف النساء في المنازل لتحضير الهدايا للصغار وإعداد بعض الوجبات الشعبية. تقاليد وقالت إيمان الهاشمي إحدى سكان الفريج، إن الاحتفال بـ«حق الليلة» لها طابع مختلف ونكهة روحانية في الفريج لما يصاحبها من استحضار عادات وتقاليد الأوليين، وإحياء مظاهر التراث في الملبس والهدايا والأهازيج والدعاء، والتي تسهم بحسبها في تعزيز الترابط الأسري والاجتماعي، ليعم جوهر السعادة بين أوساط الفريج الواحد. بساطة ورأت الهاشمي أن هناك احتفالات الفريج لا يلمسها إلا سكان الفريج أنفسهم، ففيه يكون الاحتفال بشكل عفوي غير مرتب ضمن برنامج أو أنشطة مصاحبة، ويبدأ من الساعة 3 ونصف عصراً وينتهي قرب المغرب، ويسارع الأطفال في الحي للمشاركة وتبادل التهاني والأحاديث، ولا يفوت الأهالي فرصة المشاركة وتبادل الزيارات مما يساهم في تعزيز الألفة والود والتراحم بين الجيران، ويتسابق الأطفال للدخول إلى البيوت للحصول على الحلويات، والمكسرات، كما يبادر البعض بإعطاء دراهم للأطفال مع الحلوى، لتظل للفريج نكهته وبساطته وبهجته المحببة للصغار والكبار. طقوس واعتبرت الهاشمي أن هذه المناسبة شهدت تطوراً وازدهاراً من حيث محتوى الطقوس ومظاهرها، ففي الماضي كانت تقتصر على توزيع بعض الحلوى والمكسرات، أما اليوم فقد باتت تمثل تظاهرة تراثية يتسابق الى إحيائها والاحتفال بها العديد من المدارس والمؤسسات والدوائر الرسمية والخاصة وفق أجندات وبرامج اجتماعية مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©