الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لعبة» .. فيلم هندي يضع أبطاله في اختبارات حياتية قاسية

«لعبة» .. فيلم هندي يضع أبطاله في اختبارات حياتية قاسية
7 ابريل 2011 20:44
أبوظبي (الاتحاد) - إنها لعبة وإن تعددت مسمياتها، وتنوعت ملاعبها، وكبرت، أو صغرت، أرباحها وخسائرها، هي لعبة مهما كانت هوية لاعبيها، ومهما بلغت بهم القوة، وامتلكوا من وسائل اللعب، ولأنها لعبة فثمة مكان دائم لرابح وخاسر، بل قل لرابحين وخاسرين، وليس في الأمر ما يسيء ما دام الجميع قد ارتضوا الدخول إلى حلبة اللعب. ثري حاقد الفيلم الهندي الذي يحمل اسم «لعبة» يحرص كثيراً على رفع سويتها، يبدي بعض المبالغة في بعض مفاصله لجهة الارتقاء بشروطها، ووضعها في محاذاة الحياة أو الموت، لكن هذين الأقنومين، على أهميتهما، ليسا أكثر من مجرد لعبة في البدء والخاتمة. كبير مهاتري ملياردير يملك الكثير من الأموال، لكنه يحمل من الأحقاد ما هو أكثر منحته الحياة الكثير من الثراء، لكنها كمنت له على مفارق العمر معدة له الكثير من مفاجآتها.. في بداية الفيلم نقع علي كبير وهو يعلم فتيات صغار عملية (لعبة؟) زرع الورود، وفي مستهل الأحداث نطالع رسائله إلى مجموعة من الناس يدعوهم عبرها للمجيء إليه في جزيرته الخاصة التي اقتطعها من الأرض اليونانية، مقيماً فوقها ما يشبه المملكة. في مهب الذكرى رسالة إلى «أوبي» المرشح لرئاسة وزراء تايلاند، وأخرى إلى ممثل هندي مشهورفي مومباي، وثالثة إلى رجل أعمال مشهور في اسطنبول، أما رسالته الرابعة فإلى تشينا، وهي صحفية، من أصل هندي تقيم في لندن. لكل من الضيوف الأربعة مشاكله وطموحاته التي يعرفها كبير جيداً، والتي استغلها لجذب اهتمامهم: «أوبي» يعاني مشكلة قد تقضي على طموحه السياسي، هو يحظى بتمويل مشروعه السلطوي من مصادر مشبوهة، وفي إحدى المقابلات التلفزيونية تجرأت المذيعة لتسأله عن مصدر أمواله، فغادر الحلقة حانقاً، كان الموقف كافياً لأن يشن خصومه حملة مركزة ضده تجعله في موقف لا يحسد عليه، جاءته رسالة كبير كعامل إنقاذ من غرق مؤكد: الرجل متمول كبير، ومصادر أمواله مشروعة، وليس من ضير في الإعلان أنه مصدر تمويل الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي. أيضاً النجم السينمائي كان يعاني انحساراً في إقبال المنتجين عليه، وكانت تكفيه لفتة من الملياردير المعروف ليكون واثقاً من أن مستقبله المهني سيغدو مشرقاً. وبالانتقال إلى نيل الذي يدير ملهى ليلياً في اسطنبول، فلن يطول بنا الوقت قبل أن نكتشف أن الرجل غارق في تجارة المخدرات، وهو يعاني مشاكل مع مورديه الكولومبيين الذين لم يعرف عنهم التساهل مع العابثين بأموالهم، أيضاً رسالة كبير لنيل جعلته يطمئن، ويطمئن مساعده المذعور من خصومه: «لا تخف سأدفع لهم أموالهم، لقد حصلت على الشيك، وأنا ذاهب إلى اليونان كي أصرفه». ذهاباَ إلى لندن ستطالعنا تشينا وهي تخرج بكفالة والدها من السجن بعد حادث سيارة تحت تأثير الكحول، الأب المحبط يقول لابنته أن المحطة التلفزيونية سألت عنها، وهو اضطر للكذب، كما في المرات السابقة، والقول إنها مريضة. لم يجد كبير ما يداعب به طموحات تشينا سوى القول إن قصة صحفية مذهلة ستكون بانتظارها في جزيرته، وكانت الدعوة أكثر من كافية لصحفية يضعها إدمانها على الكحول في مهب البطالة. البداية ثمة قصة «الأصح لعبة» تكمن وراء الدعوات التي وجهها الثري إلى أربعة أشخاص من أماكن مختلفة ليلتقوا في جزيرته الباذخة، وهو لن يتردد في سردها لضيوفه بحضور مساعدته سمارة: قبل نحو عقدين من الزمن قدمت فتاة هندية تدعى مايا، وكانت في السادسة من عمرها، لتدخل في ملجأ للأيتام يرأسه «أو بي» الملجأ لم يكن بريئاً بل هو مركز لتصدير الرقيق الأنثوي، وهكذا حصل فقد بيعت مايا إلى تجار المتعة، وانتقلت بها الأيام من مكان إلى آخر، لتحط الرحال في نهاية المطاف، أو قبلها بقليل، في استامبول وتعمل في ملهى يملكه نيل، وعندما قررت الفتاة الخروج من المتاهة والعودة إلى مسقط رأسها في الهند، صدمتها سيارة مسرعة يقودها النجم السينمائي، قاتلها لم يكن مستعداً للمجازفة بشهرته الفنية، فقرر دفنها في مكان قريب غير عابء بتوسلات رفيقه في الرحلة، الماكيير الذي كان يتولى الاهتمام بمظهره، النجم السينمائي كان مستعداً للقيام بأي شيء ينقذ سمعته، وحتى عندما تبين له أن ضحيته لا تزال على قيد الحياة، لم يتردد في دفنها حية، فالمهم هو النجاة من الفضحية والسجن، وما عداه قابل للحل. مفاجآت أيضاً ما الذي يربط مايا بكبير؟ وما سر هذه الدعوة التي أقيمت على شرف مستباح ليتيمة باحثة عن ملاذ، لم تجد سوى القسوة من مضيفيها المزعومين؟ الرجل واسع الثراء كما سبقت الإشارة، لكن نقوده لم تجعله بمنأى من الهموم، ثمة علاقة عاصفة جمعته بامرأة عابرة تدعى مليكة، أسفرت عن توآم من البنات، الرجل الثري أنهى تجربتها العابرة ومضى، لكن المرأة وضعت توأماً من البنات في غياب والدهما، ومايا إحداهما.. بعد أن ينتهي كبير من سرد تفاصيل المأساة، يكون على تشينا أن تسأله: «وماذا عن دعوتك لي»؟ يجيب بنفس القدر من النبرة الحزينة: «انت ابنتي الثانية».. لكن لدي أب وأم، تقول ضيفته، فيرد واثقاً: «لماذا تحملين فئة دم معاكسة لفئتي دمهما إذن»؟! أوهام القوة لقد ابتدأت اللعبة، أو قل انتهت، وكبير ينوي تسليم ضيوفه الأعداء للشرطة الدولية بعد أن جهز الأدلة الكافية لإدانتهم، لكن من قال إن بوسع لاعب واحد أن يعلن ختام اللعبة مهما كان موقعه فيها؟ كان نيل يتبادل حديثاً غير ودي مع سمارة، مساعدة كبير، عندما سمع الاثنان دوياً مصدره مكتب كبير، هرعا إلى المكتب ليجداه مقفلاً، وبعد محاولات عديدة تمكنت سمارة من فتحه فوجد الجميع أنفسهم أمام كبير مضرجاً بدمائه فوق طاولة المكتب، في مشهد يرجح فرضية الانتحار، وعلى مقربة منه كانت أوراق، تبين لاحقاً أنها وصيته، تحترق.. في اللحظة نفسها وصل فريق الشرطة الدولية تقوده سيدة واثقة من نفسها، وكان لتحقيقات شتى أن تدور بين فرضية الانتحار واحتمال الجريمة، كاشفة عن مفاجآت كثيرة، ليحسم اللعبة في الختام أحد أطرافها الأكثر قدرة على النظر إلى البعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©