السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختراقات جديدة لتكنولوجيا الصورة المجسّمة

اختراقات جديدة لتكنولوجيا الصورة المجسّمة
13 أكتوبر 2009 22:22
في مسيرة التطوير التكنولوجي للأجهزة والأدوات الرقمية، تكون هناك حدود لا يجوز تخطّيها؛ ومنها مثلاً أن الشاشات التلفزيونية المسطحة بلغت حدّها الأقصى من الاتساع، ولم يعد المستهلك مهتماً بالبحث عن شاشة يفوق قياسها القطري 52 بوصة والتي أصبحت متوفرة فعلاً في الأسواق. ولهذا السبب، كان على صنّاع الشاشات اليابانيين أن يبحثوا على ميدان آخر للمنافسة يتركز هذه المرة على ترقية وتطوير تكنولوجيا الصورة المجسمة ثلاثية الأبعاد 3D ذات الوضوح الشديد والتأثير الأكبر في أحاسيس المشاهد. ويمكن القول الآن إن الاتجاه نحو تكبير الشاشات التلفزيونية قد توقف تماماً وبلغ نهايته؛ وأصبح المستقبل يتركز على تطوير تكنولوجيا الصور المتحركة المستظهرة في الأبعاد الثلاثة. وفي هذه الحالة، يكون من الضروري بالنسبة للمشاهد أن يرتدي نظارة خاصة من أجل تفسير منظر الصورة المجسّمة على الشاشة. ومن دون هذه النظارة، ستبدو الشاشة بالنسبة للمشاهد مشوّشة، لا يمكن تفسير محتواها. وقبل التعرّض للميزات الكثيرة التي تنطوي عليها الشاشات المجسّمة، يكون من المهم الإشارة إلى سلبياتها، ومن أهمها أسعارها المرتفعة التي تدفع المستهلك إلى التفكير مليّاً قبل اتخاذ القرار بشراء واحدة. ويعود ارتفاع السعر لارتفاع تكلفة المواد والبرامج التطبيقية التي تدخل في تصنيعها وإعدادها للعمل. ولهذا السبب، لم تتجرأ شركتا «سوني» و«باناسونيك»، السبّاقتان إلى تطوير هذه التقنية على الحديث عن السعر الرسمي المقترح لهذه الشاشات. ومن السلبيات الأخرى لهذه التقنية أن من لا يمتلك النظارة الخاصة بالجهاز، لا يمكنه رؤية ما يجري على الشاشة؛ ومعنى ذلك أن بيتاً يسكنه عدد كبير من الأفراد سوف يمتلىء بهذه النظارات التي يبلغ سعر الواحدة منها 50 دولاراً. ويضاف إلى ذلك أن من يشتري الشاشة المجسّمة يتوجب عليه أن يشتري معها قرصاً مدمجاً لتشغيل برنامج «الشعاع الأزرق» Blue Ray الذي يستحيل الاستغناء عنه في هذه الحالة. وفي مؤتمر صحفي نظم على هامش معرض «سياتيك» للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي انعقد في طوكيو مؤخراً، قال ماسيوكي كازوكا رئيس فريق تطوير الشاشات المجسمة في شركة باناسونيك: «نعمل بجدّ على تطوير الشاشات ثلاثية الأبعاد لأننا نثق بمستقبلها الواعد. ولن نعتبر أنفسنا أننا قد حققنا النجاح المطلوب إلا عندما تبلغ مبيعاتنا منها نصف مجمل مبيعاتنا من كافة أنواع الشاشات التلفزيونية. ولا بد من الإشارة إلى أن سوني حققت بدورها اختراقاً مماثلاً؛ وهي تأمل في نشر تقنية الشاشات المجسمة في جيل جديد من تلفزيونات برافيا وشاشات الكمبيوتر الدفتري من نوع فايو». ودلّت إحصائية أجريت في هذا الشأن، أن 64 بالمئة من المستهلكين الذين تم استجوابهم لتحديد موقفهم من هذا الابتكار الجديد، أفادوا بأنهم مهتمّون بشراء هذه الشاشات وإحضارها إلى بيوتهم في أسرع وقت، فيما أعرب 25 بالمئة منهم عن امتناعهم عن شرائها إذا كان سعرها يفوق بكثير أسعار الشاشات العادية. وحققت شركتا سوني وباناسونيك سبقاً كبيراً في هذا الاختصاص بحيث يصعب على منافساتهما اللحاق بهما بعد ذلك. وكانت «باناسونيك» سبّاقة إلى إطلاق شاشة تلفزيونية يبلغ اتساعها القطري 50 بوصة وتعمل بتقنية الاستظهار بالبلازما في الأبعاد الثلاثة وقالت مصادرها إن الشاشة الجديدة سوف تكون متوفرة في الأسواق العالمية عام 2010. ووصفتها بأنها متوافقة بنسبة مئة بالمئة مع التكنولوجيا المعيارية للاستظهار التلفزيوني للتصوير بتقنية الشعاع الأزرق ثلاثية الأبعاد. ويمكن لهذه التقنية التي ابتدعتها باناسونيك أن تستظهر الصور المتحركة بوضوح غير مسبوق يبلغ 1080 بيكسيل بالنسبة لكل واحدة من عيني المشاهد. وتستخدم النسخة الاختبارية لشاشة باناسونيك، تكنولوجيا الفوسفور الجديدة من أجل استظهار العمق الهندسي الفراغي للصور، وأيضاً لتظليل وإضاءة النقاط بحسب ما تظهر في الواقع من أجل زيادة مستوى وضوحها. وتعتمد في ذلك على سوّاقة للتحكم بتكنولوجيا الدائرات التكاملية لضمان عدم تداخل الصور ببعضها البعض. وبالرغم من أن شركة باناسونيك أحجمت عن الحديث عن سعر شاشتها الجديدة، إلا أنها أكدت أنها لن تكون مرتفعة الثمن بل ستكون في متناول مستهلكي الشاشات السائدة في الأسواق هذه الأيام. وقال مايوكي كوزوكا المدير التنفيذي لشركة باناسونيك إن شركته آثرت البحث عن التكنولوجيات التي يمكنها أن تحقق هدف الاستظهار ثلاثي الأبعاد للصور، وأن لا تكون مكلفة في الوقت ذاته. وقال رئيس الشركة فوميو أوهتسوبو: «تحرص باناسونيك على الاستمرار في اعتلاء مركز الريادة في هذه الصناعة». وشدد على أن الشركة تضع الصداقة مع البيئة في مقدمة أولوياتها. وقد تتفوق «سوني» في طموحاتها على تلك التي تتحدث عنها باناسونيك؛ فلقد اخترقت معرض «سياتيك» بثماني نسخ تصوّرية لشاشات ثلاثية الأبعاد، وقالت مصادرها إن هذه الشاشات الاختبارية سوف تتحول إلى نسخ إنتاجية جاهزة للعرض في الأسواق في وقت ما من عام 2010. وعرضت «سوني» أيضاً كاميرا للتصوير التلفزيوني ثلاثي الأبعاد يمكنها التقاط 240 صورة في الثانية وقالت إنها ستكون في متناول معظم المنتجين والمصورين التلفزيونيين الذين يعتمدون تقنية الاستظهار المجسّم للصور. وقدمت أيضاً جهاز الإسقاط الضوئي السينمائي الرقمي الجديد «إس آر إكس- آر 220 - 4كي» SRX-R220 4K المتوافق مع أجهزة العرض السينمائية الرقمية ثلاثية الأبعاد. وسجلت شركة توشيبا حضورها القوي أيضاً من خلال عرض الجيل المقبل من جهازها التلفزيوني الذي تراهن عليه في الأسواق تحت اسم «سيل ريجزا تي في» Cell Regza TV أو «تلفزيون الخلية»؛ والذي يبلغ الاتساع القطري لشاشته 50 بوصة وسوف يطرح في الأسواق خلال شهر ديسمبر المقبل بسعر مليون ين أو ما يقارب 11200 دولار. وبدا بوضوح وكأن توشيبا فضلت التركيز على تطوير شاشات الاستظهار بالبلازما والبلورات السائلة بأكثر من اهتمامها بتقنيات الاستظهار ثلاثي الأبعاد. عن صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©