عمر الحلاوي (العين)
بدأت بلدية مدينة العين تنفيذ أول مشروع بالمنطقة للأرشفة الإلكترونية الذكية المبتكرة لمخططات البناء ثلاثية الأبعاد، من خلال تحويلها إلى واقع افتراضي تحت مسمى «مشروع الواقع الافتراضي لمدينة العين».
يأتي ذلك تماشياً مع إستراتيجية الحكومة الإلكترونية للدولة في تقديم خدمات حكومية مبتكرة تدعم التحول الذكي للدولة. وتعتبر العين أول مدينة علي مستوى العالم تنفذ مخططات متكاملة لجميع المباني التجارية والحكومية والسكنية والزراعية وحتى المشاريع والشوارع بمجسمات إلكترونية ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع، وتحدد كل تفاصيل المباني ونوعية الأبواب والجدران والمنافذ وحتى عمر المبنى.ويعزز مشروع الواقع الافتراضي لمدينة العين خدمة حكومة المستقبل، وخدمات الحكومة الإلكترونية الذكية والمبتكرة، وجميع أهداف ومشاريع البلدية، والأزمات والطوارئ، والدفاع المدني والإسكان، والمكاتب الاستشارية والمقاولين وملاك المباني والعقارات.
وتستمر مدة تنفيذ المشروع حوالي 24 شهراً، ويتضمن إضافة أول جهاز للمسح الأرضي (الليدار) من خلال سيارة، ويقوم بتحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، بتكنولوجيا استشعار عن بعد مرئية باستخدام نبضات من الضوء، عادة ما تكون أشعة ليزر، ويتم عن طريقها حساب المسافات أو خصائص الأهداف المرصودة، وتساعد هذه التقنية على إصدار بيانات مكانية ثلاثية الإبعاد لواجهات المباني، والتدقيق على المخططات التنفيذية، وفحص الطرق وقياس خصائص الطريق، وحساب كميات الحفر والردم، والمسح الثلاثي الأبعاد للأنفاق، ومسح ثلاثي الأبعاد لخطوط نقل القوى وتحديد ارتفاعاتها، ومسح المناطق الصحراوية لأغراض التخطيط الحضري.
وقال المهندس سهيل ثاني المهيري، المدير التنفيذي لقطاع تخطيط المدن ببلدية مدينة العين، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر البلدية: «إن فكرة المشروع جاءت من خلال الكم الكبير الذي يتملكه قطاع تخطيط المدن والمساحة من مخططات البناء لمدينة العين، وإلى كثرة الطلبات المستمرة عليها، حيث إن عددها يقدر بـ 500106 ملفات تقريباً، وتطلب بشكل مستمر من قبل الملاك أو الاستشاريين أو المقاولين لإنجاز معاملات البناء أو من قبل الجهات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، مما كان يمثل عبئاً كبيراً على القطاع، لتوفير هذه الخدمة بالسرعة والدقة المطلوبة».
ولفت إلى أن البلدية أكملت دراسة الوضع، وكان الحل بأن يتم العمل على الأرشفة الإلكترونية لهذه الملفات، حيث لم يتم الاكتفاء بذلك بل تولدت أفكار لربط هذه المخططات بالعنصر المكاني أيضاً، ثم اكتملت الفكرة بأن تكون هذه المخططات التي ستؤرشف إلكترونياً وفق الواقع الافتراضي، ما يساهم في توضيح أفضل وأسهل لمتلقي الخدمة من حيث توفير جميع المعلومات في شاشة واحدة وبدقة وسرعة.
وأكد المهندس المهيري أن المشروع يضمن سرية وأمن المعلومات وحفظها من العبث والتلف، ويوفر الجهد والوقت المبذول في عملية الأرشفة اليدوية سابقاً، وإتاحة الاطلاع على الملفات بواسطة العديد من الموظفين في وقت واحد، وسهولة البحث عن المخططات وربطها بالأنظمة، وسهولة استخراج التقارير من خلال تحليل المخططات وتفريغ بياناتها في جداول الوصف، وسهولة تبادل المخططات بين الإدارات.
عدد اليوم
