السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي بن تميم: ثقافـة النشر العربية يحكمها الاستسهال والعجلة

علي بن تميم: ثقافـة النشر العربية يحكمها الاستسهال والعجلة
30 ابريل 2018 01:19
عبير زيتون (أبوظبي) انتقد سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، ثقافة النشر التي تشهدها المنطقة العربية، ووصفها بأزمة السُخرية وهي تلهج بلسان ثقافة استسهال النشر والعجلة على حساب المحتوى الرصين الذي يحترم ذائقة القارئ العربي. وأكد ابن تميم أنها ثقافة أزمة حقيقية تضر بجهود ورصانة الكثير من مشاريع النشر الكبرى التي ظهرت في العالم العربي، وتقوم بها قطاعات حكومية مثل «شركة أبوظبي للإعلام»، و«دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي» والشارقة وسواها من المشروعات الجادة والهادفة التي تحترم أصول النشر والتوزيع، وتراعي ثقافة الآخر، وتسعى جاهدة إلى الارتقاء بوعي قارئها كمّاً ونوعاً. الرسالة النوعية وقال ابن تميم في مداخلته الفكرية خلال حضوره فعاليات جلسة الحوار حول «سمات الجمهور السعودي في عيون قطاع النشر الإعلامي ـ شركة أبوظبي للإعلام أنموذجاً»، واستضافتها الملحقية الثقافية في جناح المملكة العربية السعودية، مساء أمس الأول، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب: «يجب علينا عبر جهود مؤسساتنا الحكومية مقاطعة تلك الثقافة والتصدي لها بفعل المقاومة والتعرية والكشف، حمايةً للرسالة النوعية التي يقوم بها قطاع النشر الجاد في الإمارات العربية، وحرصاً على الوعي الثقافي للقارئ العربي، واحتراماً لمبادئ عملية الثقافة والمعرفة برمتها، وهذا يحتاج إلى العمل على خلق وتوسيع مشاريع النشر والتوزيع عربياً وخليجياً والتعاون مع بعضها البعض، وفق استراتيجيات نوعية وجادة تتجاوز في مرتكزاتها التحديات والمعوقات السطحية التي تقف دون تحقيق هذا الطموح الذي تسعى إليه جاهدة «شركة أبوظبي للإعلام» عبر مشاريعها الرائدة في النشر والترجمة والتوزيع عربياً وإقليمياً. وأشار مدير عام «أبوظبي للإعلام» ضمن حديثه إلى عمق العلاقات والروابط الأخوية التاريخية التي تجمع بين الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، والتي تعتبر أنموذجاً فريداً في المنطقة العربية . وقال في هذا السياق: «شركة أبوظبي للإعلام لا تستطيع النظر بعيون محايدة إلى الجمهور السعودي الشقيق، خاصة أن الذائقة المعرفية بين الشعبين يرفدها الإرث، وروابط الدم، والمصير المشترك، وثمة أفق كبير نتطلع إليه في تجاوز ضعف عملية النشر والتوزيع، والتي تحول دون انطلاق شاحنات وأساطيل ضخمة للنشر نطمح إليها بين البلدين، تتجاوز بمضمونها النوعي، وغنى محتواها الفكري، الحجج الواهية التي تقف حجر عثرة في طريق وصول هذا المحتوى الإعلامي الذي تتميز به اليوم «أبوظبي للإعلام» إلى الجمهور السعودي، رغم وعينا بالتحديات الكبيرة، والمتمثلة بوجود محتوى منافس كما يتبدى في مجلات المؤسسة مثل «زهرة الخليج» و«ناشيونال جيوغرافيك»، وهذا ما نعمل عليه اليوم عبر إعادة النظر بمرتكزات التوزيع وطبيعة المحتوى، واستغلال فراغ التحولات التي يشهدها قطاع النشر والتوزيع، وصولاً لتحقيق طموحنا المشروع في الوصول إلى كل قارئ عربي في المنطقة». وكانت الجلسة الحوارية الأخوية ثرية بحوار متبادل بتجارب إعلامية شابة مثلها ضيوف الجلسة وهم: حمد الكعبي المدير التنفيذي لدائرة التحرير والنشر بالإنابة في «أبوظبي للإعلام»، والسعد المنهالي رئيسة تحرير مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» العربية، وبشاير المطيري رئيسة تحرير مجلة «زهرة الخليج»، وقدمها د. محمد المسعودي، الملحق الثقافي السعودي في الإمارات. وقد ساهمت الجلسة إلى حد كبير في تأطير حجم المعوقات والصعوبات، ورسم الطموحات التي تتطلع إليها «أبوظبي للإعلام» في توقها الجاد للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع السعودي الذي يتميز- حسب ضيوف الجلسة - بالثقل الديمغرافي الشاب، والذائقة الثقافية المشتركة، بما يحقق طموحات الشعبين في المزيد من التكامل والتقارب الثقافي والمعرفي الفريد بعمقه التاريخي بين البلدين الشقيقين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©