الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الصيد بالصقور.. رياضة تتوارثها الأجيال

الصيد بالصقور.. رياضة تتوارثها الأجيال
4 يونيو 2017 23:04
أبوظبي (وام) تعتبر الصقور رمزاً للقوة والرفعة والصبر والشجاعة للشعوب العربية، خاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حتى أصبحت شعاراً للكثير من الدول العربية، ومنها الإمارات، وتم اعتماده شعاراً للدولة في 9 ديسمبر عام 1971، ورسمت الشعار الفتاة الإماراتية ظبية خميس من أبوظبي. وتعد هواية رياضة الصيد بالصقور أو«البيزرة» - وهي كلمة مشتقة من اسم طائر الباز وهو من أشهر أنواع الصقور - أو الصقارة من أشهر وأقدم الرياضات التي عرفتها الشعوب العربية، وكانوا يمارسونها لاصطياد الأرانب البرية وطيور الحبارى كوسيلة لتوفير الغذاء، إلى أن تطورت فيما بعد لتصبح رياضة تقليدية مقننة بضوابط قانونية. ويعتبر العرب أول من عرفوا هذه الرياضة، وقد توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وبعد ذلك انتقلت إلى البلدان الأخرى. وتحظى رياضة الصيد أو القنص بالصقور بشعبية كبيرة، وتعد من الرياضات المحببة في الإمارات، وتنال اهتماماً خاصاً من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، كونها جزءاً لا يتجزأ من التراث العريق للدولة. وبرع أهل الإمارات -خاصة أهل أبوظبي- منذ قديم الزمان وحتى الآن في معرفة حسن آداب وتدريب وترويض الصقر ومعاملته، وتوارثوها جيلاً بعد جيل، وأصبحت لهم وسائل خاصة بهم في التدريب تعتبر من أحسن الطرق بين مثيلاتها عند أصحاب الهواية والممارسين لهذه الرياضة في العالم، حيث وثق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» العديد من القيم والمبادئ التي قام على أساسها تراث الآباء والأجداد، ومنها رياضة الصيد بالصقور. وعرف عنه «رحمه الله» حبه وعشقه لهذه الرياضة والتي تعد أقدم الرياضات التي انتشرت منذ القدم في الدول العربية، حيث قال عنها: «إن الصيد بالصقور رياضة مهمة ووسيلة من الوسائل التي تعلم الصبر والجلد والقوة، كما أنها تعتبر لوناً من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة، وكيف أن هذه الرياضة تظهر ابن البادية بما وهبه الله من فطرة ومقدرة على تأنيس هذا الطير الجارح وتأديبه، يأمره فيطيعه، ويناديه فيحضر مسرعاً إليه»... وكان خبيراً بأنواعها وخصائصها وطبائعها. وتم عقد أول مؤتمر دولي للصيد بالصقور في أبوظبي عام 1976، حضره حشد كبير يضم نخبة من علماء التاريخ والأطباء المتخصصين في الطيور والأساتذة المهتمين بالطيور وعلماء المتاحف، وكل المهتمين بتربية الطيور على اختلافها، لبحث كيفية تطوير هذه الرياضة والحفاظ على الصقور ومعالجتها وإثراء قوانين هذه الرياضة وتقاليدها، إضافة إلى تبادل الخبرات في كل ما يتعلق برياضة الصيد بالصقور. وتم تأسيس نادي صقاري الإمارات عام 2001 لدعم أساليب الصيد المستدام، وأطلق النادي عدداً من المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الصقارة لأجيال المستقبل. وخلال عام 1999 تم افتتاح «مستشفى أبوظبي للصقور»، وهو أول مستشفى يعنى بتقديم الرعاية الصحية العامة للصقور في دولة الإمارات وأكبرها على مستوى العالم، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور الجارحة.. كما يقدم المستشفى العلاج البيطري ووسائل الوقاية من الأمراض لجميع أنواع الحيوانات الأليفة، بما فيها الطيور والكلاب والقطط، من خلال مركز رعاية الحيوانات الأليفة. جدير بالذكر أنه يعيش في الإمارات نحو 100 نوع من أصل 250 نوعاً من الطيور المتكاثرة في شبه الجزيرة العربية، كما أنها تستضيف سنوياً أسراباً من الطيور الزائرة، لوقوعها على مسار مهم لهجرة الطيور بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©