الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاشونيستـا من جديد

19 يوليو 2016 23:06
مفهومُ الحُرية الشخصية تجاوز عتبة احترام المُتابِع في مُجتمعاتٍ عربية سِمتُها الاحترام والتقدير، ونرى تصدُراً وازدياداً لما يُسمى «فاشونيستا» ترويجاً لسلعٍ أو مواد إعلانية مُعينة بل أحياناً ترويجاً لجمال شخصيّ وامتلاك مهنةٍ من دون شروط للموافقة على من يمتهنُها، حيثُ الموظف هو المُدير لحسابه والمُقرر لما يتم تقديمه، إضافة إلى المبلغ المالي الذي يسعى للحصول عليه من دون الاكتراث بارتفاع السعر أو استحقاقه لما قد يحصل عليه. اتسعت بوابة الفاشونيستا وأصبح التنافُسُ فيها مُتسارعاً، وشتان بين من يتنافسُ على العطاء مُقدماً الصور المُلهمة التي تحُث المُشاهد على التغيير للأجمل وصورةٍ لا تُقدر المُشاهد بل تستخفُ به بل وتُطالبهُ بالتقييم الإيجابي دائماً، رافضةً كُل أنواع الانتقاد، حيثُ تتصدرُ الماديات أهداف أغلب الفاشونيستا على ساحة السوشال ميديا، وعلى الرغم من أن الحواجز أُلغيت بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح الناس أقربُ لبعضهم وأكثرُ رغبةً في التواصل من باب التقدير والصداقة والحصول كذلك على تقديرهم وصداقاتهِم، إلا أنّ هذا المبدأ لا يتم التعامل به بسبب الأهداف المادية الطاغية، على سبيل التوضيح سمعتُ عن إحدى المُتابعات رغبتها في دعوة إحدى «الفاشونيستا» لحفل زفاف لكنها فوجِئت برد الفاشونيستا وتلبية الدعوة حسب المبلغ المدفوع لها! أمام هذه الإجابة تُرفعُ الأقنعة ويتكلمُ الموقف! السؤال الذي يتطلبُ إجابةً واقعية واعية: «هل سيستمر عمل هذه الفاشونيستا من دون وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل بإمكانها تقديم عطاء يُضيف شيئاً لقيمتها واقعياً ويترُك أثراً»؟ طرحتُ تلك الأسئلة لسوء استخدام «الفاشونيستا» لوسائل التواصل الاجتماعي والقدوة غير الصحيحة التي تُقدمها للمُتابعين، ويعلم أغلبنا أن المُتابعين لهؤلاء الفاشونيستا «مُراهقون أو شباب» فأيُ نموذج يُقدمهُ هؤلاء لأبناء مُجتمعاتهم وكيف يُشجعونهم على العمل. لم تقف كلمة «فاشونيستا» على فئة عُمرية واحدة كما كُنا نظُن إنما سلبت الطفولة براءتها وغذّت عقولهم بالأفكار الفارغة من حُبٍ للشُهرة ورغبةٍ في الظهور المُستمر ونيل إعجاب من حولهم، أي تربية ستكون تلك المُنطوية خلف الشاشات مُركزّةً الاهتمام بالمظهر من دون الاستناد على ركائز التربية الأساسية التي تكون عميقة وفعلية على أرض الواقع من دون انتظار آراء الناس. نُريد جيلاً مملوءاً بالرغبة في حب العلم والمعرفة والاطلاع، جيلاً يُقدّر التكنولوجيا مُستخدماً إياها الاستخدام الصحيح، وحتى نصل إلى ذلك لا بُد من قُدوة طيّبة تُدرك أن المتابعين ليسوا من فئةٍ عُمرية واحدة، وأن ساحة السوشيال ميديا ملأى بالمُفيد الذي لا يُغريه مظهر وإنما يُقدم الجوهر. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©