الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل مراد: مخزوني الثقافي والتراثي كوّن لي كنزاً من الفن والخيال

أمل مراد: مخزوني الثقافي والتراثي كوّن لي كنزاً من الفن والخيال
11 أكتوبر 2009 23:21
تفردت مصممة الأزياء الإماراتية أمل مراد بخيالها الواسع وأفكارها الغنية، التي تعكس شغفها غير المحدود بالفن والموضة، موظفة موهبتها الفتية في تقديم رؤية مختلفة للعباية والشيلة الخليجية، ضمن إطار عصري مبتكر، معتمدة على البساطة في القصّات والانسيابية في الخطوط، مع الشك والتطريز اليدوي المتقن على كل قطعة. ورغم دراستها للرياضيات البعيدة كل البعد عن الفن والتصميم، وانشغالها برعاية أسرتها الصغيرة، إلا إنها لم تجد نفسها فعلاً إلا بعد أن عادت إلى عشقها القديم وهوايتها الحقيقية في الرسم والتصميم والفن بشكل عام، وعن هذا تقول مراد: «نشأت في جو فني، وكان لوالدي الفنان التشكيلي عبدالعزيز مراد أبلغ الأثر في تشكيل شخصيتي الفنية، فبدأت هوايتي باللعب بالريشة والألوان منذ الصغر، ثم أخذت محاولتي في تصميم الأزياء تتبلور أكثر فأكثر مع السنوات اللاحقة، فصممت للأهل والصديقات ما زاد من ثقتي بعملي وموهبتي، ولكني لم أصل إلى مرحلة الاحتراف فعلياً إلا منذ أربع أعوام تقريباً». حنين إلى التراث لأنها خليجية ومن الإمارات تحديداً، فهي تملك رصيداً ثرياً من التراث القديم، الذي يمدها بآلاف الأفكار والصور عن زمن الماضي الجميل، وكل ما يحتويه من فنون وزخارف وتطريزات جامعة لسحر الشرق وغموضه، مما ساعدها على تحديد هويتها وحدد لها اختيارها الذكي للتخصص في تصميم الشيلة والعباية، وهي تعّبر عن هذا المعنى، فتقول: «ربما لجذوري الشرقية وحبي للتراث والأصالة بالغ الأثر في كوني اخترت أن أتخصص في العبايات تحديداً، فكوني محاطة بكل هذا المخزون الثقافي والتراثي الذي رسخ في ذاكرتي على مدى سنوات فكوّن لي كنزاً من الفن والخيال». ولتتفرد في عملها كمصممة عبايات ارتأت مراد أن لا تتقيد بخامة معينة فتحدد نفسها في ما هو متعارف عليه فقط من أقمشة العباية التقليدية، بل أطلقت لنفسها الحرية لتختار كل ما يجسد لها رؤيتها العصرية في التصميم، من أقمشة (الحرير، الكريب، الشيفون، الدانتيل) معتمدة البساطة في القصّة والخفة في الشك والتطريز الناعم غير المبالغ فيه، لتوازن ما بين رغبتها في المحافظة على مظهر الوقار والحشمة الذي يميّز تصميم العباية الخليجية، وبين سعيها الحثيث وراء أناقة المرأة العصرية، وجاء تطويرها للشيلة والعباية ليحقق الفكرتين، تقول مراد: «أنا لا أحب أن أتقيّد بالخامات الكلاسيكية المعروفة في تفصيل العباية أو الشيلة، بل أعمد إلى التجديد والحداثة وألجأ للأقمشة المطواعة التي تمنحني حرية في إظهار تفاصيل القصّة وانسيابية الحركة، مع البساطة والخفة في التطريز والشك، ولكني أرفض بشدة المبالغة في (بهرجة العبايات، تضيقها، أو تخصيرها) بشكل لافت يجعلها أقرب للفستان ويخرجها من طابعها الوقور المحتشم». وتكشف أعمال وعروض المصممة أمل مراد على مدى المواسم الماضية، عن أسلوبها المبتكر في تقديم الشيلة والعباية، عبر نسيج بديع من الأقمشة الهفهافة المطرزة بألوان دافئة ومعبرة، وربما يلاحظ أيضاً حركة التغير التي صاغتها المصممة بأكثر من أسلوب وتفصيل، وكأنها ترسم لوحات مستلهمة من زمن الماضي الجميل ولكن بإطار عصري جديد ومتفرد. مشوار نجاح في مجموعتها الأخيرة التي عرضتها خلال أسبوع دبي للموضة والمكونة من 24 قطعة لخريف وشتاء 2009-2010، تحت عنوان معبّر باسم «Elegant Thunder»، أي دويّ الأناقة، والتي نفذتها بخامات مثيرة من الجورجيت، والكريب، والكروهات، والتويد مع الكشمير المنسوج بالحرير الذي جاء لينسجم مع أجواء البلاد المناخية الخاصة، وعزز حس المصممة بالأناقة العصرية لتقدم العباية النهارية العملية للمرأة الموظفة والطالبة الجامعية، ولم تخلو روح المجموعة من الحس الشتوي المدروس سواء لناحية الألوان أو الملمس. وعبرت المصممة عن هذا الاتجاه بقولها: «لقد عملت على المجموعة كوحدة واحدة، محاولة من خلال اللعب بالألوان والقماش أن أحقق الأناقة التي أنشدها في كل قطعة، وأكدت رؤيتي من خلال تطعيم العبايات النهارية بخامة الكروهات والتويد لتكون عملية وأنيقة، وميّزت العباية المسائية للمناسبات بإضافة نوع من الترف والغنى عليها، سواءً بشكل التطريز والشّك أو بحركة القصّة والموديل». وعن إنجازاتها وما أهم حققته خلال مشوارها في عالم التصميم، تقول: «كانت مشاركاتي في معارض العروس في كل من دبي وأبوظبي والدوحة وأيضاً في فعاليات أسبوع الموضة الأخير في دبي ناجحة وفعالة، وحققت لي نوعاً من الظهور الإعلامي وفرصة للتعرف إلى جديد الأسواق، ولكن مع ذلك تحّز في نفسي قلة المشاركة من المصمم الإماراتي والخليجي، مقارنة بعدد المصممين الآسيويين الموجودين بشكل لافت وغير مبرر في كل فعالية، وربما تكمن المعضلة في عدم وجود جهة رسمية وطنية داعمة للعنصر الإماراتي بالذات لينطلق من بلده دون أن يُصدم بعراقيل ومنافسة كبيرة من بقية الجنسيات الأخرى». وتتساءل مراد: «لماذا لا نستفيد من التجربة الأسترالية في هذا المجال، حيث تولت الجهات الرسمية هناك رعاية واحتضان المصممين الشباب ومساعدتهم على تأسيس قاعدة لصناعة الأزياء بماركات محلية تسوق داخل وخارج أستراليا، ونحن في الإمارات نملك من الإمكانات المادية والبشرية ما يؤهلنا لهذا النوع من الصناعة». وتختم أمل مراد حوارها، مؤكدة رضاها التام عن ما وصلت إليه من نجاح معقول في زمن قياسي، واعتزازها باختيارها مؤخراً كعضوة ضمن لجنة تحكيم مسابقة تصميم العبايات التي أطلقتها قناة (mbc).
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©