بنوك الاستثمار العالمية تتدافع لاكتساب موطئ قدم في الخليج

تسعى العديد من البنوك الاستثمارية الغربية لاكتساب موطئ قدم لها في منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط، وكأنها تبحث عن ملاذ آمن من الإعصار المالي العالمي، إلا أن أعمالها التجارية حتى في هذا الفردوس الجديد عانت أيضاً من الإحباط· فبنوك الاستثمار العالمية لم تتمكن من تحقيق سوى 366 مليار دولار كإيرادات من المنطقة في النصف الأول من العام الجاري وفقاً لإحصائيات مؤسسة ''ديلوجيك''، على الرغم من السوق المزدهر لعمليات الاكتتاب العام في المنطقة· وهو مبلغ يقل كثيراً عن ما حققته في النصف الأول من عام ،2007 والذي قدر بحوالي 631مليار دولار، (علماً بأن هذه الأرقام لا تتضمن إيرادات أسواق الأسهم السعودية حيث يصعب تتبع البيانات الخاصة بهذه الأسواق)· ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع في الإيرادات إلى أن هذه البنوك بات يتعين عليها أن تناضل من أجل التنافس مع اللاعبين المحليين والبنوك الراسخة في المنطقة من أجل الفوز بالتراخيص والتوكيلات· وفي نفس الوقت استمرت الرسوم التي تتقاضاها هذه المؤسسات في الانخفاض وسط منافسة شرسة بين البنوك الاستثمارية العالمية كما يشير المحللون، وفي ظل أسعار النفط المرتفعة هذه الأيام أصبحت منطقة الخليج العربي تتمتع بطفرة في الانفاق والاستثمارات، بما يناقض الضعف والتباطؤ الذي تشهده اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا، لذا اندفعت البنوك العالمية لإرسال أطقمها ومستخدميها إلى المنطقة· وكانت مؤسسة سيتي جروب قد ذكرت في وقت مبكر من العام أنها سوف تنقل مقرها الرئيسي المشترك لأعمالها الاستثمارية من لندن إلى دبي، أما مجموعة ميريل لينش آند كومباني فقد قامت من جانبها بتعيين فارس نجيم نائب رئيس مجلس الإدارة السابق لمصرف بير ستيرنز كرئيس لأعمالها التجارية في منطقة الشرق الأوسط· وشهدت منطقة الشرق الأوسط -حتى منتصف يوليو الماضي- 43 عملية اكتتاب عام بقيمة بلغت 12,5 مليار دولار وفقاً لموقع زاويا· كوم المعني بخدمة المعلومات التجارية في منطقة الشرق الأوسط· ولكن معظم البنوك العالمية واجهت العديد من المعوقات أمامها بعد أن استبدلت بالشركات المحلية أو المشاريع المشتركة مع البنوك الأوروبية الراسخة والناشطة منذ وقت طويل في المنطقة· وهيمنت مجموعة سامبا المالية السعودية على إدارة نحو 5,27 مليار دولار من الاكتتابات العامة في هذا العام، بينما تضمنت قائمة منافسيها من على مسافة بعيدة كلاً من مجموعة كريدت اجريكول السعودية المشتركة إلى جانب فرعين من بنوك اتش اس بي سي هولدينجز والبنك المصري ''إي اف جي - هيرميس''· وهو الأمر الذي يتناقض كلية مع ما حدث في العام الماضي عندما احتل ''دويتشة بنك'' و''ميريل لينش'' المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي في قائمة أكبر المستفيدين من طفرة الاكتتابات العامة· وتقوم كبريات البنوك الاستثمارية مثل ''يو بي اس'' و''كريدي سويس'' و''دويتشة بنك'' بنقل كبار التنفيذيين فيها إلى الرياض بعد أن أصبحت المملكة ثاني أكبر سوق في العالم لعمليات الاكتتاب العام في النصف الأول من العام الجاري بقيمة بلغت 6,8 مليار دولار وفقاً لإحصائيات مؤسسة ريناسياس كابيتال· وهذا المبلغ يشكل حوالي 10% من الإجمالي العالمي لعمليات الاكتتاب العام في هذه الفترة، (علماً بأن الولايات المتحدة الأميركية قد شهدت اكتتابات عامة بقيمة 23 مليار دولار إلا أن هذه الأموال تعود بشكل رئيسي إلى مبلغ الاكتتاب العام لمؤسسة فيزا في مارس والذي بلغت قيمته 17,9 مليار دولار)· عن وول ستريت جورنال