الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معزوفةُ العَـدَمْ

6 ابريل 2011 21:40
كفـّاك صرختا إلهٍ لحظةَ الندَم أو لعنتان يصطلي بنارها الألم كفـّاك حين تغضبان تطلقُ الرعود وتهزجُ الأمواجُ كالنيران في إرم تسفـّهُا الأجسادُ طلقاً ساعةَ الضَرَم فيشتهي وليدَها من شوقِهِ الوجود وتمتحان من سرابٍ في المدى البعيد كالرملِ متعبَ العينين لفـّهُ الهجير دمعُ الربيعِ حفــّهُ وصيفـُها الجديد ولادةُ البشرى صدىً من صرخةِ النذير فتستبيحُ شوقَ قلبي فرحةُ الذهول ورعشةٌ مفتونةٌ تصافحُ الصخور كرعشةِ العذراء في ليلةِ الدخول يا ليتَ رباتِ النذورِ تسألُ السماء وشهقةً فشهقةً تستنزلُ الغيوم تعانقَ الأشجارَ في منازلِ الضياء فأطلقتْ صوتا ترددهُ النجوم معزوفة العدم عدم عدم عدم تطاولَ الظلامُ والنجومُ كالسفين تكفكفُ الرياحُ من دمعها اللجين أصداءُ صوتِ طفلةٍ أخافها الظلام تبكي أباً مهاجراً يجتاحها الحنين فما يمرُّ العمرُ من ستارة الغمام وأمُّها أنى لها أن تحرقَ الشموع في فرحة الرجوع وإذ تنوحُ أمُّها في حضرة القباب تنأى بها آهاتُها وحرقةُ الدموع تشقُّ في ثيابِها كي يسكرَ العدم كأن خريجا فقيرا يحرقُ الكتاب مستهزئاً بالعِلـْمِ والعلم ويسألُ السماءَ حين تـُسرَقُ النـِعَم عَدَمْ، عَدَمْ، عَدَمْ أتبصرينَ أيَّ ضوعٍ ينثـرُ العدم؟ وكيف تعزفُ الأعاصيرُ إذا انهزم؟ وكيف يرسفُ الغريبُ فيهِ بالعذاب بلا اشتهاء ـ كاللظى المذاق ـ كالغياب كالليل في الغابات، كالجوعى هو العدم وإصبعاك بي يجوبان مع العدم فليت أبراجَ الخليج تطلقُ الرعود كي تغسلَ العراقَ بالغيوم والنوار يا ليتها تخبُّ كالغروب فينثر الفجرُ عليها من ردىً غبار أصيحُ بالعراق: يا عراق يا شهوةَ الآحلامِ والصحراءِ والشذى يلفني الصدى كأنهُ احتراق يا عراق يا شهوة الأحلام والشذى هناك ينزف العراقُ، جُرْحُهُ النواح ويملأ القفارَ بالأنواءِ والضِرام وإذ تفيضُ في القلوبِ شهقةُ الزؤام تهتاجُ في وديانِها الرياح كي تصرعَ الألم هناك أبصرُ الحياضَ تلبسُ السقـَم وألمحُ الثرى يبوحُ، ألمحُ النساء على خدودهنَّ بالكفوف لاطمات أرى الرجالَ تصطلي كواكب السماء عدم، عدم، عدم تعودَ سابحات فيغسلُ البترولُ فيه أضلعَ البلاد لتشربَ الجرذانُ والصِّلال فتغرقُ القيعانُ والأجَم ندىً يمورُ في الحقول... حولها رِمَم عدم عدم عدم وهلْ بكينا لحظة الوداعِ في القلوع ثم انتبهنا ـ ليتنا نصيحُ ـ بالعدم عدم عدم في ليلةٍ جئنا صغارا، كانت الحقول تفيضُ بالنفوط فيعشبُ العدم في كلّ يومٍ ـ حين ينبعُ الثرى ـ نموت هل جاء يومٌ والعراقُ ليسَ فيهِ موت عدم عدم عدم في كلِّ سكرةِ من العدم زرقاءَ أو سوداءَ في إطلالةِ الظـُلـَم وكلّ صرخةٍ علتْ تبكي لها السماء وكلّ حسرةٍ بقتْ تمورُ في الصدور فهي احتدام في انهزام ظلمةٍ قرور أو صوتُ طفلٍ ضاحكٍ لينثـَر العبير في صحوة السنا الشهيّ فالقِ الضياء عدم عدم عدم فلتطلقوا العراقَ من عدم أصيحُ بالعراق: يا عراق يا شهوةَ الأحلامِ والصحراءِ والشذى يلفني الصدى كأنهُ احتراق يا عراقُ يا شهوة الأحلام والشذى ويهجرُ العراقَ من شبابه الكثير حيث البحار، شهوة القفار، والصخور فالكلُّ يعدو في رحيلهِ إلى البعيد كم من سفينةٍ نأت تجوبُ في البحار في لعنة الرياح والهدير فما رأى شراعُها تلويحةَ الحدود في لحظةٍ مجنونةٍ غاصتْ إلى القرار حيث الردى يخبُّ في المحيط عدم عدم عدم في كل سَكرةٍ من العدم زرقاءَ أو سوداءَ في إطلالة الظـُلـَم وكلِّ صرخةٍ علتْ تبكي لها السماء وكلَّ حسرةٍ بقتْ تمورُ في الصدور فهي احتدام في انهزام ظـُلمةٍ قرور أو صوتُ طفلٍ ضاحكٍ لينثـرّ العبير في صحوةِ السـَنا الشهيّ فالقِ الضياء فلتقتلوا العدم (هذه القصيدة معارضة لقصيدة الشاعر العظيم بدر شاكر السياب “أنشودة المطر”في تفاصيلها كافة لذا وجب التنويه)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©