الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبعيني سوري يحكي قصة العيش على خط النار في جوبر

سبعيني سوري يحكي قصة العيش على خط النار في جوبر
29 ابريل 2018 22:17
 أمضى مُسن سوري يُدعى محمد المصري (75 عاماً) سنوات الحرب في بيت وصفه بأنه على خط النار مع الموت.  فعلى مدى سنوات القتال والحصار، الذي دمر منطقة جوبر في الغوطة الشرقية وفرغها من سكانها، بقي المصري في بيته الذي بلا سقف جزئياً والمليء بخيوط العنكبوت على خط النار التابع للحكومة السورية.  وقال المصري (أبو أحمد) لتلفزيون رويترز «الموت ما حدا بيهرب منه إن كان تحت القذايف وإن كان برات القذايف. الموت موت. بس قلت لك أنا كنت طخي (أنحني) هيك مثلاً أنظف أكنس أقول هلق (الآن) بتيجي بظهري. هي قلتها كتير. وأجاني مدة شهر أنام بحذائي، أنام بالحذاء بالملابس الكاملة. استنفار يعني».  ويوضح المصري أن كثيرين اتهموه بالجنون لبقائه على خط النار رغم هروب الجميع.  وقال «كتار، كتار، كتار، لك شو قاعد عم تساوي لك ليش قاعد ما ظل كله هرب».  ومع انسحاب مسلحي المعارضة من جوبر تحت وطأة ضربات الجيش السوري مدعوماً بالسلاح الجوي الروسي، بدأت بعض ملامح الحياة كما كان يعرفها أبو أحمد تعود للحي المهجور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 1600 قتلوا في تلك الحملة العسكرية.  واليوم استُبدل دوي قذائف المورتر، التي كانت تهز المكان بشكل مكثف حول بيت المصري، بأصوات الناس.  وبينما يصل إلى مسامعه صوت فتيات سوريات ينشدن أغنيات تقليدية سورية قال المصري «استمع».  وبدأ السكان السابقون يعودون ببطء إلى ضواحي جوبر ليروا ماذا فعلت سنوات الحرب الضروس ببيوتهم.  وحول سر تمسكه بالبقاء وعدم الفرار أثناء المعارك قال المصري «عمي هاي بلدي، هاي بلدي، إذا أنا بدي أستهتر، والثاني يستهتر، والثالث يستهتر، تخرب على بكير».  وقرب بيت المصري يصيح جنود في أطفال ومراهقين لكي يتوقفوا عن محاولة استكشاف الحواجز والخنادق ومخلفات الحرب التي لم يكن مسموحاً لهم بالاقتراب منها من قبل.  لكن معظم جوبر ما يزال غير مأهول بالسكان. وما تزال شوارع، يصنفها الجيش السوري باعتبارها مناطق أمنية، في جوبر تعج بمبان مدمرة وذخائر ومواد ناسفة.  وتحت الأرض، ما زال الجيش يستكشف شبكة أنفاق كان يستخدمها مقاتلو الغوطة الشرقية والمهربون أثناء سنوات الحصار.  وكان منزل المصري آخر نقطة مأهولة على خط النار.  وتعرض البيت، الذي كان يشاركه فيه ابنه مع زوجته في بعض الأحيان، للقصف ثلاث مرات. وأصابت قذيفة ابنه بجراح في إحدى المرات.  وأحاطت قوات الأمن السورية ببيت المصري. وأوضح الرجل المُسن أنه لم يتخذ خطوة من جوبر موضحاً أنه في الأيام الأولى للصراع كان خائفاً وقلقاً بشأن ما يمكن أن يحدث.  وتبعد جوبر نحو 500 متر عن ساحة العباسيين ثاني الساحات الكبرى في دمشق. ومثل الغوطة الشرقية التي كانت تشكل أكبر معقل للمعارضة المسلحة فإن جوبر شكلت نقطة التماس الأولى لدمشق وقد دخل النزاع لها منذ العام 2012، وكانت هدفاً للنظام لمنع تسلل المسلحين إلى قلب العاصمة.  وعلى الرغم من أن دمشق ظلت، إلى حد كبير، بعيدة عن المعارك طوال الحرب المستعرة منذ سبع سنوات فإن قرب مناطق كانت تخضع لسيطرة مسلحي المعارضة مثل جوبر من العاصمة معناه أن الصواريخ قتلت وأصابت أناساً بالمدينة في بعض الأحيان.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©