معتز الشامي (دبي)
من جديد، أثبت البرازيلي جرافيتي مهاجم الأهلي، أنه هداف من طراز فريد، ويسجل الأهداف، وكأنه يعزف على الكمان، ويملك الإمكانيات التي ترفع من قيمته، وتزيد من أهميته في تشكيلة «الأحمر»، خاصة خلال الأوقات الصعبة، ورغم أهمية «القاطرة البشرية» لدى الجهاز الفني لـ «الأحمر» بقيادة كوزمين، إلا أن الهداف الخطير لم يلعب أساسياً، رغم أهمية المباراة، وجلس على «دكه البدلاء» قبل أن يدفع به كوزمين في الدقيقة 22 أمام الوصل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مباراة حسم اللقب، خاصة بعدما تقدم «الفهود» بهدف مبكر في الدقائق الأولى، ووضح مع مرور الوقت، عدم قدرة الهجوم «الأحمر» على تشكيل الضغط اللازم على الضيوف، لإدراك التعادل وتعديل النتيجة.
وكان الحل في «السوبر ستار»، ودفع المدرب الروماني بالبرازيلي «الداهية» الذي «قلب موازين» المباراة، وسجل الهدف الثاني لفريقه، ونجح في إزعاج «الدفاع الأصفر» طوال 68 دقيقة لعبها مع زملائه، كانت بمثابة القطعة الأخيرة التي رسمت اللوحة الكبيرة، بأغلى الألقاب.
والمفارقة أن البرازيلي جرافيتي الذي سجل حتى الآن 18 هدفاً في الدوري هذا الموسم لم يغيب عن تشكيلة الفريق إلا للإيقاف فقط، حيث خاض معظم مباريات الموسم بين كأس الخليج العربي أو كأس صاحب السمو رئيس الدولة ودوري أبطال آسيا ثم دوري الخليج العربي، وهو العامل المشترك دائماً في جميع الإنجازات خلال الموسمين الماضيين مع الأهلي وخلال الموسم الجاري أيضاً.
وعن شعوره، وهو على الدكة في «مباراة الحسم»، قال «عادة لا أجلس على «الدكة»، خاصة في المباريات المهمة، ولكننا مقبلون على مباراة مصيرية أيضاً أمام الهلال السعودي في جولة حسم أيضاً بدوري الأبطال، وشعرت بالإرهاق، نظراً لتقارب المباريات وضغطها بهذه الصورة خلال الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت أداء مباراة كل 4 أيام، ما بين محلية وخارجية، وفي كل الأحوال، الهدف من مباراة الوصل هو اللعب على الفوز أو التعادل لحسم سباق الدوري، وعدم انتظار جولة أخرى، وهذا هو المهم».
وأضاف «رغم تأخرنا بهدف وعدم وجودي في الملعب، إلا أنني كنت على ثقة في حسم المباراة لمصلحتنا، وذلك لثقتي في زملائي اللاعبين، وفي قدرتهم على تخطي أي موقف صعب، وتأخرنا المبكر وإصابة اللاعب سالمين خميس، أثرت على شكل الفريق، وكانت مبررات كافية أمام الجهاز الفني لاختياري للنزول، ومحاولة مد يد المساعدة لزملائي اللاعبين، وهو ما حدث بالفعل، ونجحنا في الفوز، وتحقيق حلم حسم اللقب مبكراً».
وأشار جرافيتي إلى أن الدقائق الـ22 التي حصل خلالها على فترة راحة، قبل أن يلعب أساسياً أمام الوصل، تعتبر كافية بالنسبة له لاستعادة عافيته الفنية خلال المرحلة المقبلة، وقال «أعرف أن الفريق في مرحلة صعبة، والموسم لم ينته، وبالتالي يجب أن نكون في قمة الجاهزية الفنية، ونعرف أن أنصار القافلة الحمراء ينتظرون منا الكثير، وأن نحقق المزيد من الألقاب والإنجازات، وهو ما ندركه تماماً كلاعبين، ونعمل خلال الفترة المقبلة، من أجل السعي لتحقيق ذلك وإرضاء الجماهير الوفية».
وعلى الجانب الآخر، أشاد الروماني كاتلين المدرب المساعد بصفوف الجهاز الفني للنادي الأهلي بالقدرات الفنية التي يملكها البرازيلي جرافيتي وبروحه «التواقة» دائماً لحسم الألقاب والمنافسة عليها ومساعدة الفريق في أصعب المواقف، وأشار إلى أن الهداف البرازيلي يعاني الإرهاق، من جراء الاعتماد عليه في جميع المحطات السابقة، وفي كل البطولات التي قاتل فيها الأهلي، وقال «جرافيتي لم يخذلنا دائماً ، وهو يقدم أفضل ما لديه، ويعتبر من أكثر اللاعبين بذلاً للجهد والعرق، وهو أكثر «الفرسان» ركضاً داخل الملعب، ويقطع مسافات طويلة وبشكل مستمر، وهو ما يعني أن اللاعب يملك روح قتالية مرتفعة، ويعرف كيفية الحفاظ على قدراته وما لديه من إمكانيات، وعلاقته بجميع اللاعبين أكثر من ممتازة، وهي كلها مميزات تجعله لاعباً مؤثراً في أداء الفريق، رغم أن الجهاز الفني يلجأ إلى سياسة اللعب الجماعي، ولا يعتمد على أي لاعب مهما بلغت إمكانياته، ولكن جرافيتي مؤثر بشكل مستمر».
من جهة ثانية، وصف عدنان حسين لاعب الأهلي زميله جرافيتي بالقائد والقدوة داخل الملعب وخارجه، وأشار إلى أن جرافيتي له دور كبير فيما وصل إليه الفريق من أداء ومستوى فني، فضلاً عن دوره الدائم في رفع معنويات زملائه.
وأوضح أن المنافسة على لقب الدوري صعبة وكانت تتطلب وجود أصوات خبرة بصفوف الأهلي، وهو الدور الذي قام به جرافيتي بالإضافة إلى هوجو وبشير سعيد، وجميعهم لديهم القدرة على تهدئة زملائهم في الأوقات الصعبة خلال المباراة، بجانب قدرتهم في إشعال حماس جميع اللاعبين أيضاً في وقت الحاجة والضرورة.
ولفت عدنان إلى أن جرافيتي محبوب من جميع عناصر الفريق، مشيراً إلى إن شعار «الفرسان» على قلب رجل واحد، تحقق بشكل عملي وواقعي هذا الموسم، حيث كان جميع اللاعبين «سواسية»، وهدفهم هو حسم اللقب، لذلك كان يفوز الأهلي بأي 11 لاعباً داخل أرض الملعب.
عدد اليوم
