الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقيا الماء «شربة جميلة»تعكس روح التكافل

سقيا الماء «شربة جميلة»تعكس روح التكافل
10 أكتوبر 2009 00:33
منذ القدم ساد في المجتمع الإماراتي والخليجي، ما يسمى في اللهجة المحلية «ماء السبيل»، حيث تمثل الأسبلة فرعاً من أفرع العمائر المدنية في العمارة الإسلامية، التي تندرج تحت ما يمكن أن يطلق عليه اصطلاحاً اسم «العمائر أو المنشآت الخيرية»، ويقصد بها الأبنية التي أنشئت رغبة في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأملاً في ثواب الآخرة، ومن ثم أوقفها أصحابها سبيلاً لله تعالى. كما أنها تعتبر عناصر مادية معمارية تتلاءم في تشكيلها مع جوهر ومضمون الدين الإسلامي، وتعكس روح التكافل الاجتماعي ونكران الذات والكرم وحب الخير، فهي مبان وجدت لاستيفاء أغراض وظيفية نبيلة هدفها خدمة المجتمع، وتقديم العون له، ومحاولة لإبراز القيم السامية التي اختصت بها العناصر المعمارية في المجتمع الإسلامي القديم الشاهدة على أن للعمارة دائماً دوراً مهماً في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع، وكما أنَّها وسيلة، فهي أيضاً انعكاس وتعبير مباشر عن خصائص وسمات وقيم المجتمع. من هذا المنطلق ركزت الأمانة العامة للأوقاف بالشارقة على مشروع «سقيا الماء»، ليتواكب في شكله ومضمونه مع جمال السقاية القديمة التي شكلت بحق، أحد المعالم المعمارية الإسلامية، وقد جذب جمالها انتباه معظم الأجانب الذين زاروا أماكن تواجدها في القرن الماضي، لذا سيكون انتشار هذه الأسبلة في الشارقة، محافظة على هذا التراث الإسلامي الجميل، وإحياء لهذه السنَّة، مما يعود بالنفع على الإنسان مهما كان جنسه أو دينه، من خلال توافر المياه العذبة للشرب، في أماكن جذابة وجميلة، وصحية قبل شيء. المشروع عبارة عن عدد من المنشآت العمرانية ذات الطابع الإسلامي الجميل، هي بمثابة الأسبلة المعروفة على التاريخ الإسلامي القديم، توفر المياه العذبة الباردة للمارة بأسلوب حضاري مميز، توزع في أماكن مختلفة وتختلف أحجامها باختلاف مواقعها والحاجة لها، مع إيجاد جهة عليا مشرفة على تصميمها وتنفيذها وتوزيعها وصيانتها وجمع الأموال من الواقفين لها، مع العمل على تجديد القديم منها. أما أهداف «سقيا السبيل» بوجهه الجديد فهو تعميم هذا المشروع في البلاد بهدف نشر الصدقة الجارية، وإيجاد جهة اختصاص واحدة للتكفل بالأسبلة، وتخفيف بعض مما تعانيه الآسر المحتاجة داخل البلاد، من عدم التمكن من شراء أجهزة تبريد الماء، أو شراء العبوات الباردة وذلك بوضع هذه البرادات بين المنازل وأماكن التجمع ليستفيد منها أكبر عدد من الناس، وإعطاء الوجهة الحضارية اللازمة للبرادات المقامة حالياً في الأحياء، وإحياء للتراث الإسلامي (العمارة الخيرية) والمحافظة على الأسبلة بتعهدها بالصيانة الدائمة. ويتوجه المشروع حسبما يؤكد محمد عبدالشافي، مسؤول التبرعات بأوقاف الشارقة، للعديد من الأماكن التي يتم وضع برادات «ماء السبيل» فيها، لتصل إلى جميع طبقات المجتمع، ويستفيد منها أكبر عدد من سكان المناطق، وبخاصة في مساجد المنطقة لتصل إلى المصلين في المساجد، الحدائق العامة في المنطقة، والأماكن العامة في المناطق، كأماكن التجمعات وأماكن تجمع العمال، «عمال البناء». أما تمويل المشروع فهو يعتمد على طرح فكرة أسهم وقفية ضمن مشروع متكامل، وفي هذا الصدد يشير عبدالشافي إلى أن: «قيمة المشاركة في مشروع سقيا الماء روعي بأن تكون متاحة لجميع الناس بكافة مستوياتهم، حيث تم طرح كوبونات بقيمة 5 و10و500 درهم، بينما تتراوح قيمة بناء السقاية الواحدة بما يقارب 35 ألف درهم، ويمكن للمتبرع أو صاحب الوقف اختيار تصميمه الخاص من سلسلة تصميمات هندسية وافقت عليها واعتمدتها الأمانة العامة للأوقاف بالشارقة. ديمومة المشروع تضمن الخطة السنوية لمشروع «سقيا الماء»: • إيجاد إحصائية سنوية لأماكن جديدة تتسم باحتياجها للسقيا. • إيجاد إحصائية سنوية لاحتياجات الأماكن القديمة لاستبدال البرادات وإحلال السقيا مكانها. • عمل حملة إعلامية سنوية لضمان إيجاد متبرعين دائمين للمشروع. • عمل تقرير سنوي مصور كدليل لأماكن السقيا وأسمائها، وأسماء الواقفين لها وشرح مبسط لفن المعمار المطبق. • طرح نماذج مقترحة للأسبلة الملحقة بالجدران، كما هو الحال مع الأحياء السكنية والمساجد الصغيرة الحجم، مع إضافة بعض لمسات فن العمارة الإسلامية الأصيلة
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©