الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات مرفوضة

2 أغسطس 2008 22:48
مع الانفتاح الكبير في السوق، وهذه الأفواج التي تتقاطر علينا من كل حدب وصوب، ومع حالة الرفاه التي تعيشها أغلب الأسر في الإمارات، يقضي الكثير من الأفراد جل أوقاتهم في المجمعات التجارية الكبرى، بينما يجد الأطفال ضالتهم في الدكاكين الصغيرة المنتشرة في الأحياء، وكأنها حمى شراء تجتاح الجميع· وبين الحاجة وعدمها كذلك للبقاء في الأسواق فترات زمنية طويلة، تبرز سلوكيات غريبة للأفراد لعل أسوأها تلك التي تشاهد فيها مجموعة من السيدات يتجولن في المحال لشراء حاجاتهن يرافقهن سائق خاص مهمته دفع العربة التي يضعن فيها المشتريات، ولكم أن تتخيلوا ماذا تشتري المرأة من أشياء أقل ما يقال عنها إنها نسائية جدا، لكنها في زمننا هذا أصبحت عادية تماما، للدرجة التي تجعل المرأة تناول السائق ما يخصها شخصيا ليضعه في عربة التبضع· ولطالما دارت في ذهني أسئلة كثيرة وأنا أرقب مثل هذه السلوكيات وأشاهدها عن قرب، وكثيرا ما ساءلت نفسي لم يحدث ذلك؟ خاصة وأنا أرى أمامي فتيات يافعات مع والدتهن، وهذا الرجل الغريب بينهن يراقب ويشاهد كل ما تمتد إليه أيديهن من حاجات نسائية، ألم يكن باستطاعة إحداهن دفع العربة التي لا تتطلب كثيرا من العناء لتسير بكل يسر وسهولة في السوبر ماركت؟ هل وصل البرود واللامبالاة ببعض الأسر إلى هذا الحد المرفوض والمخجل في آن معا؟ وإلى أين نمضي ونحن ننشئ جيلا لا يعرف من عاداته وثقافته وأصالته إلا القليل؟ في الجانب الآخر تجد أسرة تتجول في المجمع التجاري تاركة ابنة صغيرة برفقة السائق يلاعبها، ويداعب خصلات شعرها، ويأخذها من يدها ليتجول معها حتى عودة الأم من جولتها التسوقية، هذه الوقائع أشاهدها بأم عيني، وأتحسر كثيرا على براءة طفلة لا تعرف من الحياة إلا الطهر وهي بين يدي سائق يحاول أن يسليّها حتى حضور الأم التي تتسلم الأمانة، لتسلمها في المنزل إلى يدٍ غريبة أخرى تربّيها، إنها عجائب البشر الجديدة· شيخة الجابري qasaed@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©