الوهَبية.. فن المعاني الأصيلة

تنتشر الفنون الشعبية في كل مناطق وإمارات الدولة، وثمة فنون تزدهر في منطقة أكثر من غيرها لصلة تلك الفنون بالبيئة الصحـراوية أو البحرية أو الريفية· فمن أشـهر الفنون الأصيلة المتصلة بسكان منطقة القرى الساحلية، يأتي فن ''الوهَبية'' الذي يرصد علاقة إنسان الإمارات بالأرض والبيئة والحياة في هذا الجزء من الدولة· وقد أشار الباحث عبيد راشد بن صندل، في فصل البيئة البحرية من كتابه ''ملامح من تراث الإمارات'': ينتشر فن ''الوهَبية'' الساحلي بشكل ملحوظ في البيئة الريفية، وفي القرى الساحلية وخاصة في إماراتي رأس الخيمة والفجيرة وبالتحديد في المناطق التي تنتشر فيها زراعة النخيل· وفن ''الوهبّية'' بحسب ''شبكة الرحال الإماراتية للتراث''، يسمى ''الوهابية'' عند أهل منطقة الجبل والنخيل (الإمارات الشمالية) وهو يشبه فن ''العيالة'' كثيراً، وفيه يستعرض الفريق المؤدي معاني الأصالة والشجاعة والرجولة· يعتمد أداؤه على الطبول القديمة المصنوعة من قطعة واحدة من جذع النخلة، بينما حالياً تصنع الطبول من المعدن بحيث تفرغ يدوياً من الداخل ثم تثبت على طرفيها جلود الأغنام وتشد بحبال من الصوف، وتشترك أربع أو أكثر من هذه الطبول في العرض· حركة المؤدين فيه وئيدة وقورة تميل إلى البطء، وتشتمل عدة أنواع من الحركة، حركة المشاركين في الصفين وحركة ضاربي آلات الإيقاع، وحركة المبارزين بالسيوف واستعراض الأسلحة (حالياً تتم الحركة الراقصة باستخدام عصا الخيزران)· أيضاً، للحركات هذه أصولها وتقاليدها المرعية والمتوارثة، فهم يتحركون في وحدة وتجانس وتوافق مع حركة ضاربي الطبول الذين يحددون نوعية الحركة التي يجب على المشاركين في الصفين تأديتها، كما أن حركة الاستعراض بالسيوف مرتبطة بحركة ضاربي الطبول وحركة المشاركين في الصفين، ونوع شلة الغناء أو قصيدة الشعر التي يرددها جميع المشاركين''· يذكر أن فن الوهبية- الوهابية الشعبي، يقام في المناسبات الوطنية والدينية كعيدي الفطر والأضحى، والمناسبات الاجتماعية كالأفراح والأعراس، وأحياناً للتسلية والترفيه عن النفس، أو بمناسبة قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير للمنطقة·