معادلة صعبة وأرقام لا تقوى أي حاسبة مهما اتسعت شريحتها على احتوائها، إنها عملية معقدة لا تخضع لأي قانون ولا يستطيع فك شفرتها الرمزية ليوناردو دافنشي، معانيها ضائعة لا يضمها قاموس لغوي، يقاس امتدادها بامتداد الكرة الأرضية التي تلتقي نهايتها مع بدايتها.
هذه هي الحياة، فهل حاول أي منا أن يقوم بفك شيفرتها ليعلم كم بقي له من الأيام، وماهي الساعات المتبقية في رصيد حياته، وكم هي اللحظات التي شعر فيها بالسعادة، وماهي الثواني التي اعتصر فيها ألما وحزنا على شيء فقده؟
إنها موازين وأرقام تعجز أي آله حسابية عن حصرها وعدها واستخراج معدل سنوي لكل تلك الآلام والآهات الممزوجة في بعض الأوقات بشعور الفرح والسعادة لمواقف مررنا بها.
البعض يقيس حياته بعدد الشعيرات البيضاء التي غزت رأسه على غفلة، والبعض الآخر يفضل قياسها بمعيار مختلف يميل إلى عدد الإنجازات التي تم التمكن من تحقيقها خلال السنوات الماضية ومنها كم عدد الأبناء الذين أنجبهم، وتوفير مسكن، وحجم الثروة.
غريبون نحن بطبعنا ومختلفون بطبائعنا، متصنعون في أوقات وطبيعيون في أوقات أخرى، ننتظر المستقبل ونبكي على الماضي، صروف الدهر تحولنا من فاعل إلى مفعول به ومن جار إلى مجرور ومن منصوب إلى مكسور، حججنا الجازمة تضرب بالجزمة وأفعالنا الراسخة تقيد بالنفي.
وحتى يتوصل أحدنا لفك تلك الشيفرة ويصل لرقمها الصحيح تظل الحياة سرا إلهيا. لايعلمه إلا الخالق عز وجل.
ريم البريكي
عدد اليوم
