مديحة يسري: عبدالوهاب اختار لي اسمي

مديحة يسري سمراء الشاشة منتجة جريئة وواحدة من علامات صناعة السينما في مصر ونائب سابق في مجلس الشورى المصري· تكشف مديحة: ''اسمي الحقيقي هنومة حبيب خليل علي ومولودة في حي شبرا بالقاهرة، في 3 ديسمبر ،1921 عشقت الفن منذ صغري وكنت أحب الذهاب إلى السينما· وبعد المشاهدة أقلد أمام المرآة بطلة الفيلم في حركاتها وطريقة كلامها· وكانت والدتي تنزعج من هذا السلوك لكنها راحت تشجعني وتنمي فيّ حب الفن· وفي مدرسة الفنون الطرزية كنت بطلة حفل نهاية السنة الدراسية ومثلت مسرحيات عديدة''· وعلى الرغم من ذلك ''دخولي الفن جاء بالصدفة''، تقول وتشرح: ''كنت مع زميلاتي نتناول الآيس كريم وفوجئت بشخص يقول لي ''عيونك جميلة قوي''، ثم قدم لي نفسه فكان المخرج محمد كريم· وسألني: ألديك مانع في أن تشاركي بتصوير اغنية لمحمد عبدالوهاب؟ وافقت وكانت الاغنية الشهيرة ''بلاش تبوسني في عينيَّا''· وبدأ المشوار· وأذكر أن عبدالوهاب هو الذي اختار لي اسم مديحة يسري''· تزيد: ''أول بطولة لي كانت عام 42 في فيلم ''احلام الشباب'' للمخرج الراحل كمال سليم، وأذكر أن والدي كان يعارض بشدة استمراري في الفن وطلبت من المنتج أن يضع شرطاً جزائياً كبيراً إذا توقفت عن التصوير، وتقاضيت 120 جنيهاً· وبعد الفيلم وصل الصدام مع والدي إلى طريق مسدود لدرجة أنه ضربني''· تعترف مديحة يسري بأنها تزوجت من أول أزواجها المطرب محمد أمين لكي تتحرر من السجن الذي فرضه عليها والدها: ''تصورت أن الزواج سوف يجعلني حرة في التعبير عن موهبتي أو أنه طوق نجاة من قيود أبي، لكن الانفصال حدث بعد أربع سنوات لعدم وجود تكافؤ عاطفي· وفي عام 48 تزوجت بالمخرج والممثل أحمد سالم، الذي رحل في حادث مأساوي، فهو الرجل الوحيد الذي أحبني بإخلاص ولم يخني· كان ابن أكابر وأول طيار مصري يحلق بطائرته من لندن إلى القاهرة· وكان يمتلك طائرة خاصة كنا نسافر فيها إلى الاسكندرية· وكان رومانسيا إلى أقصى درجة''· وتروي مديحة قصة زواجها من المطرب الراحل محمد فوزي، والد ابنها الوحيد الراحل عمرو: ''كنا نصور فيلم ''قبلة في لبنان''، وبعدها عدنا إلى القاهرة وطلبني للزواج، وطلبت مهلة سنة للتأكد من مشاعرنا· وتم الزواج عام ·1951 وتتذكر مديحة: ''بعد يوليو 52 تم تأميم العديد من الشركات والمصانع الاجنبية والخاصة ومنها شركة ''مصر فون'' التي يمتلكها فوزي، وعشت سنوات صعبة جداً اضطررت خلالها إلى بيع فيلتي والإقامة في مكتب الشركة، وخسرت كل أموالي التي كانت في المصارف، إذ شملها التأميم، واضطررت إلى بيع شبكتي وجواهري كي لا أمد يدي إلى أحد· تجاوزت تلك الازمة بصلابة· لا تنضب قصص مديحة التي تضيف: ''في شهر العسل في باريس سألني فوزي ''هل ينقصك شيء؟''، فأجبته: ''شيء واحد· لقد اشتقت إلى سماع القرآن الكريم''· وجلسنا في مقهى في الشانزليزيه وخلع حذاءه وقرأ لي سورة من القرآن· واستمر زواجنا حتى عام ·58 ووقع انفصالنا عندما عرفت أنه على علاقة بأخرى، وطلبت الطلاق وخجل من مواجهتي وتم الاتفاق على الطلاق، وبقينا صديقين وكنت أرسل إليه ما يطلب من طعام أجيد إعداده حتى بعدما تزوج من أخرى· ولم أفكر في الزواج لكن الصدفة جعلتني ألتقي الشيخ ابراهيم سلامة الراضي، شيخ الطريقة الشاذلية، وكان رجلاً فاضلا لم يفرض عليّ اعتزال الفن أو الحجاب· وكان يحترم فني ولكني قررت الاعتزال وشاركته العمل في مجال الدعوة وتعلمت منه الكثير· وكان يناديني ''الهانم''، ولكن زواجنا لم يستمر إلا اربع سنوات''· تعشق مديحة الرسم وظهرت موهبتها فيه مبكراً ولكنها تفرغت للتمثيل حتى عاودها الحنين إليه، وتلقت دروسا على يد الفنان صلاح طاهر، الذي قبلت أن يرسم لها بورتريه تضعه في بهو منزلها· أدركت مديحة، كما تفصح، باكراً أن ''الجمال وحده لا يكفي''، فحرصت في أفلامها على التأكيد أنها ''صاحبة رسالة''، وقدمت ''ابن الحداد'' و''المصري افندي'' و''العــامــل''، و''الافوكاتو مديحة''، و''تحيا الستات'' وغيرها· وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات في مصـــر والخارج وأدت بطـــولة 130 فيلماً و35 مسلســـلاً تليفزيونياً و30 مسلسلاً إذاعيا وأنتجت 18 فيلماً·