العين (الاتحاد)
لم يخف زوران ماميتش، المدير الفني للعين، سعادته بالحصول على لقب دوري الخليج العربي، مع ترقب احتفالية رفع الدرع الثالث عشر الليلة، عقب مواجهة الظفرة، واصفاً رحلته مع «الزعيم» هذا الموسم بـ «الشيقة»، ومر خلالها بمحطات صعبة وأخرى جيدة للغاية، وعرف «البنفسج» كيف يتجاوزها بقوة المجموعة ووحدة الصف، والأهم من ذلك دعم الجماهير لتكتمل المعادلة اللازمة، من أجل حصد النجاحات الحالية التي لن يتوقف العين عندها، ولكن على العكس فإنها تجعله يريد أن يواصل البناء عليها.
وأشار زوران إلى أنه بدأ من «الصفر» مع العين، بعد رحيل زلاتكو، وذلك بوضع الإطار الذي يسمح لهم بالوصول إلى الأهداف المطلوبة في المباريات، رغم صعوبة المهمة، وقال: حرصت على تبادل الأفكار معه، بحكم خبرته عن الفريق والنادي، وشخصياً أميل دائماً لتكوين انطباعي الخاص عن كل لاعب، وسعيد للغاية للنتائج الممتازة التي حققها زلاتكو مع منتخب كرواتيا، لأنها محل تقدير كبير، خصوصاً أنه حظي بفرصة أن يكون مدرب المنتخب الكرواتي الذي يملك مجموعة رائعة من النجوم في أكبر الأندية الأوروبية، لكن هنا في العين بدأت من جديد، وقمت بعملية البناء من «الصفر»، من أجل الوصول إلى هذه المنظومة.
وأوضح المدرب أنه لا توجد «كلمة سر» في حصد اللقب، حيث إن التضحيات الكبيرة من الجميع، هي أساس الوصول إلى النهاية السعيدة، وقال: بدأنا الموسم في منتصف يوليو، وعملنا بجد وتركيز عالٍ طوال الموسم، وفي المقابل كان للمستوى الجيد الذي ظهرت عليه الفرق المنافسة دافع لنا لمواصلة الظهور القوي والمشرف في كل مباراة، من دون استثناء، وتعاملنا مع كل المباريات بالقدر العالي من التركيز والاهتمام، وكان هدفنا الفوز فيها جميعاً.
وحول ترشيحه لجائزة أفضل مدرب، قال: فخور بما تحقق وحتى على مستوى ترشيحي للفوز بجائزة الأفضل في الدوري، والواقع يؤكد أن المرشحين لنيل الجائزة يتمتعون بسمعة طيبة، علاوة على وجود كوكبة من المدربين الرائعين في دوري الخليج العربي، وسعادتي كبيرة مهما كانت النتيجة.
وأضاف: أعتقد أن وجود العين في دائرة المنافسة على 10 ?جوائز ?يبدو ?أمراً ?رائعاً ?للمنافسة ?على ?جميع ?جوائز ?الفئات، ?وباختصار ?السبب ?يعود ?إلى ?أن العين ?هو ?الفريق ?المتفوق ?هذا ?العام، ?فقد ?انتزع ?صدارة ?ترتيب ?جدول ?الدوري ?منذ ?بداية ?الموسم، ?وظل ?محافظاً ?على ?الصدارة ?حتى ?النهاية، ?ورغم ?وجود ?العديد ?من ?اللاعبين ?الكبار ?ضمن ?صفوف ?فرق ال?دوري، فإن ?لاعبي «الزعيم» الأفضل ?على ?الإطلاق، ?والدليل ?على ?ذلك ?هو ?نتائج ?الفريق ?في البطولة.
وأوضح زوران أنه تأكد من الفوز باللقب، بعدما أطلق الحكم صافرة نهاية مباراته أمام النصر، وفي الحقيقة إن الرغبة حاضرة في حصد الدرع، خلال مرحلة التحضير للموسم، والشعور بدا في كل لحظة يرى فيها رغبة وإصرار اللاعبين على الخروج بأكبر المكاسب خلال الجرعات التدريبية، وتحقيق أفضل النتائج في جميع المباريات.
وأعلن زوران تلقيه بعض العروض من دول الخليج بأكملها، وليس فقط من داخل الدولة أو السعودية، وقال إن الأمر غير مستغرب بعد الموسم الرائع مع الفريق، كما أن الجميع يعرفون أن عقدي مع العين ينتهي هذا الصيف، وأود أن أشير هنا أنه في كل مرة يتصل شخص ما بوكيل أعمالي أو بي شخصياً، أقول له الإجابة نفسها إنه لي الشرف أن أجيب طلبك، ولكن الأولوية للعين، وبعد أن أناقش الأمر مع الإدارة، يكون لكل «حادث حديث».
وأضاف: العين نادٍ كبير ويملك فريقاً رائعاً ويمتاز بالأجواء الأسرية والإيجابية، ولذلك أنا على يقين أنه تنتظرنا إنجازات أخرى تليق بسمعة هذا الصريح العريق.
وأشار زوران إلى محطات مهمة في مشوار الوصول إلى «اللقب 13» ?للعين ?بتاريخ ?الدوري، ?وقال ?إن ?الفوز ?على ?الوحدة ?في ?الذهاب، ?مروراً ?بالتغلب ?على ?الوصل ?في ?الإياب، ?وانتزاع ?الصدارة ?مع ?بداية ?الدور ?الثاني، ?والنتيجة ?التاريخية ?في «الديربي» ?على ?الوحدة ?6-2 ?من ?المحطات ?المهمة ?في ?مشوار ?الفريق ?للوصول ?إلى ?الهدف المنشود.
وقال إنه رغم الفوز على الوحدة مرتين، والوصل على أرضه، وشباب الأهلي دبي على ملعب العين، والجزيرة على أرضه، وغيرها من التحديات المهمة، فإننا لم نضمن الحصول على اللقب حتى أطلق الحكم صافرة النهاية لمباراة أمام النصر، وإذا لم نحقق الفوز على النصر، لبقيت الأمور على أرضية الملعب، ولما حسمنا اللقب، والمؤكد أن جميع الانتصارات التي حققناها ذات أهمية في مشوارنا إلى اللقب، والعين سعى في كل مباراة لـ «العلامة الكاملة» والخسارة جزء من اللعبة، وقناعتي بأن حدوث الخسارة يستدعي الاستفادة من الدروس ومعالجة الأخطاء حتى نعود أكثر قوة.
وأضاف: واجهنا «سوء الطالع» أمام الشارقة، وحصدنا نقطة من أصل 6 نقاط أمام المنافس، والمباراة التي جرت على أرضنا غريبة بعض الشيء، وتلقينا بطاقة حمراء في وقت مبكر، وبطاقة ثانية، وحافظنا على تقدمنا حتى الدقيقة 90، ?قبل ?أن ?يحقق ?المنافس ?التعادل ?من ?ركلة ?جزاء ?في ?الوقت ?بدل ?الضائع، ?وكانت ?مباراة ?غريبة ?بمعنى ?الكلمة، ?أما ?فيما ?يتعلق ?بالمباراة ?التي ?أقيمت ?على ?أرض الشارقة، ?فمن ?السهل ?تفسير ?ما ?حدث ?خلالها، ?لأننا ?لم ?نؤد ?بشكل ?جيد، ?وتلقينا ?هدفاً ?من ?ركلة ?جزاء ?غير ?صحيحة ?وظالمة ?بالنسبة ?لنا، ?ولا ?أنسى ?أيضاً ?المهارة ?الجيدة ?للاعبي الشارقة ?الذي ?لم ?يكن ?منافساً ?سهلاً، ?وأثبت ?ذلك ?على ?أرضية ?الملعب، ?وبطبيعة ?الحال، ?كانت ?هناك ?مباريات ?صعبة ?أخرى ?مثل ?مباراة ?الوصل ?في ?زعبيل، ?وتحديداً ?خلال ?الشوط ?الثاني، ?فضلاً ?عن ?مباراتي ?الوحدة ?ذهابا ?وإياباً، ?والشيء ?الجيد ?أننا ?نجحنا ?بالفوز.
وحول تصريحه بعد مباراة الريان، حول عدم أحقية قائد الفريق بنجومية المباراة، قال زوران: ربما بدا ذلك قاسياً بعض الشيء ولكن ذلك رأيي، وأعتقد أن «عموري» نفسه لم يكن يعتقد أنه يحصل على لقب «رجل المباراة»، لأنه لم يكن في مستواه، وفعلياً كان هناك من أفضل منه، وأنا لا أرى مشكلة في ذلك التصريح، لا أحد من اللاعبين يكون دائماً هو الأفضل في كل مباراة، كما أنه لا يوجد رياضي من هذا القبيل في العالم أجمع، ولكن هذا لا يعني أنني لا أحترم عمر كلاعب، وكذلك على المستوى الشخصي، كما أن لاعبين كباراً مثل ميسي وكريستيانو رونالدو وليبرون جيمس وفيدرر وبولت، جميعهم عاشوا لحظات لم يكونوا هم الأفضل فيها، وهذا لا يقلل من قيمتهم وروعة أدائهم.
وأضاف: عمر هو قائد ونجم الفريق، وأثبت مراراً وفي أكثر من مناسبة قيمته بالنسبة للجميع، وأنا على يقين أنه سيستمر في إثبات موهبته المذهلة ومهاراته لفترة ليست بالقصيرة، وفخور أن يكون بين عناصر الفريق لاعب بقيمة وإمكانات «عموري».
وقال زوران: هناك مقولة في كرواتيا مفادها أن لدينا 4.5 ?مليون ?شخص ?و4.5 ?مليون ?مدرب، ?ولكل ?شخص ?فريقه ?الخاص ?به، ?وكل ?واحد ?يعمل ?على ?تغيير ?لاعب أو ?لاعبين ?أو ?أكثر، ?يمكنه ?كذلك ?إجراء ?تبديل ?أو ?استخدام ?تشكيلة ?مختلفة، ?وببساطة ?إنها ?كرة ?القدم، ?والسبب ?في ?أنها اللعبة ?الأكثر ?شعبية ?في ?العالم، ?وأؤكد ?هنا ?أنه ?لا ?يمكن ?أن ?أظهر ?أي ?نوع ?من ?مظاهر ?عدم ?الاحترام ?للجماهير، ?لأن ?كرة ?القدم ?لا ?معنى ?لها ?دون ?وجود ?جماهير، ?ونبذل ?قصارى ?جهدنا ?دائماً ?لنرسم ?الابتسامة ?على ?وجوههم، ?في ?كل ?مباراة، ?ولهم ?الحق ?المطلق في التعليق ?على ?مواقع ?التواصل ?الاجتماعي، ?وفي ?كل ?مكان ?آخر، ?أو ?الموافقة ?أو ?عدم ?الموافقة ?على ?القرارات ?التي ?يتخذها ?أي ?مدرب.
وأضاف: يجب ملاحظة أن المدربين يتخذون القرارات، وهذا هو صلب مهمتنا، وفي النهاية نحن نتحمل المسؤولية تجاه تلك القرارات، والواقع يؤكد أنه ليس هناك مدرب في العالم كله دائماً يتخذ القرارات الصحيحة فقط، ولا يمكننا أن نتعلم إلا من الأخطاء، وحتى الآن أستطيع أن أؤكد أن قرارتي الصائبة أكثر من الخاطئة، ولن أقول إنني انتقدت من يخالفني الرأي، وهذا لم يحدث أبداً وحقيقة الأمر أن لمشجعي الفريق الحق بنسبة 100% ?أن ?يقولوا ?إنهم ?لا ?يحبون ?أو ?أنهم ?لا ?يوافقون ?على ?أي ?قرار ?اتخذته، ?هذا ?جزء ?مهم ?في ?كرة ?القدم، ?ولكنه ?في ?نهاية ?المطاف ?الشخص ?الذي ?يتخذ ?القرارات ?ويتحمل ?المسؤولية ?عن ?ذلك، ?وإذا ?ما ?اتخذت ?أنا ?أو ?أي ?مدرب ?آخر ?القرارات ?الخاطئة ?ولمرات ?عديدة، ?الكل ?يدرك ?ماذا يحدث.
التقدير التام لـ «الإعلام»
ونوه زوران إلى أهمية احترام الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام، وقال إنه لا يستطيع التأكيد أن علاقته ليست جيدة مع الإعلام، لأنه متمسك بمبدأ الاحترام للجميع، وكل شخص يقوم بعمله ضمن إطار كرة القدم بكل تفانٍ، ومهمة وسائل الإعلام تغطية أخبار مباريات الكرة واللاعبين والمدربين وكل ما يلاحظونه ويعتبرونه ذا أهمية لتطوير اللعبة، وقال: أقدر المهنة، وأتفاعل بالقدر الإيجابي مع وسائل الإعلام، ولم أرفض الإجابة على أي سؤال يوجه لي من الإعلاميين.
عدد اليوم
