موفاز يؤيد استمرار المفاوضات غير المشروطة مع سوريا

دعا وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز أحد أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في زعامة حزب كاديما أمس الى استمرار مساعي اسرائيل للسلام مع سوريا من دون شروط مسبقة بعد أن يترك أولمرت منصبه· وقال في مؤتمر صحفي في واشنطن: ''وجهة نظري وهدفي هما مواصلة الحديث مع السوريين دون شروط مسبقة والسبيل هو السلام مقابل السلام''· ويعارض موفاز وهو وزير دفاع سابق أي خطط لأولمرت لاعادة الجولان· بينما يقول اولمرت انه لم يقدم اي تعهد من هذا القبيل للسوريين في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين البلدين برعاية تركيا حيث من المقرر أن تستأنف هذه المفاوضات في وقت لاحق الشهر الحالي· وقدم موفاز الذي شن حملة صارمة على انتفاضة فلسطينية اندلعت عام 2000 عندما كان رئيساً لهيئة اركان الجيش الاسرائيلي نفسه باعتباره صانع سلام محتملا· وقال إنه كأب له ثلاثة اولاد يخدمون في الجيش يريد لهم السلام، واضاف ''سأبذل قصارى جهدي لتحقيق السلام مع جيراننا·· أولويتنا يجب ان تكون الفلسطينيين لكن هناك بعض المشاكل وبعض العقبات ''(في اشارة اساساً الى سيطرة حركة حماس على غزة في عام 2007)· وجاء كلام موفاز فيما ذكرت صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية أن اتفاق سلام إسرائيلي- سوري أصبح في متناول اليد، وذلك نقلاً عن فريق التفاوض الإسرائيلي غير المباشر مع سوريا، الذي عاد من جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة التي عقدت في تركيا· وحسب تقرير ''معاريف''، فإن الجانبين قد توصلا إلى صياغة مسودة الاتفاق وأعلما الوسيط التركي بأن كلا البلدين مستعد لدفع ثمن استحقاقاته والتي تتمثل بالنسبة للجانب السوري بقطع علاقاته مع إيران· وتتضمن المسودة عدة بنود· ووفقاً للفصل الأول العام يتوجب على البلدين إنهاء حال الحرب بينهما، وتأسيس سلام قابل للحياة، بما في ذلك تبادل للسفراء وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين· ويرسم البند الثاني من الاتفاق الخطوط العريضة لشروط التطبيع بين البلدين· أما الفصل الثالث فيتعامل مع الاتفاقيات الأمنية وسيتضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من هضبة الجولان وتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح· ووفقاً للتقرير سيحدد الفصل الثالث أيضاً خفضاً كبيراً في حجم تواجد الجيش السوري المتمركز بين الجولان ودمشق إضافة إلى تشييد نقطة عسكرية تديرها قوات دولية في جبل حرمون· وأضاف تقرير ''معاريف'' أنه لا توجد أي طريقة لمنع سوريا من إقامة علاقات مع إيران، لكن ومع ذلك فان الاتفاق يحظر على دمشق تقديم أسلحة أو إيواء ممثلين لمنظمات أو دول تهدد إسرائيل· ونقل عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات قولهم إن السوريين أعربوا عن إدراكهم للمطالب الإسرائيلية ولم يرفضوها· وقال المسؤولون أيضاً إن المفاوضات انتزعت ثمناً من الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بالعلاقات مع طهران· غير أن ''معاريف'' أكدت أن ضعف رئيس الوزراء إيهود أولمرت سياسياً قد يكون حجر عثرة بوجه دفع المحادثات مع سوريا قدماً· حيث أشارت نتائج استطلاع للرأي العام أجرته الصحيفة إلى أن أكثر من 55 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن أولمرت لم يعُد يتمتع بالشرعية اللازمة لقيادة دفة المفاوضات السلمية فيما تبقى من ولايته· وذكرت الصحيفة أن حزب شاس وهو من العناصر المتشددة في الائتلاف الحاكم سيعارض على الأرجح أي اتفاق قد تفضي إليه المفاوضات مع سوريا في عهد أولمرت· في وقت نقل موقع ''ديبكا فايل'' الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المسؤولين الأتراك الذين لعبوا دور الوساطة بين إسرائيل وسوريا أبلغوا رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان أن المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل باءت بالفشل واستنفذت دون تحقيق نتائج· ومن جهة أخرى، قال موفاز إن إيران في سبيلها لتحقيق تقدم كبير في برنامجها النووي· ورأى أنه بحلول عام 2010 سيكون لإيران خيار بلوغ (انتاج اليورانيوم) مستوى عسكري· لكن موفاز قال إنه يؤيد الدبلوماسية وتحدث عن الخيارات الأخرى باعتبارها ملاذاً اخيراً· وقال: ''إنه سباق مع الوقت والوقت يفوز''· وقال موفاز إنه ستكون هناك حاجة هذا العام الى قرار في مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة إذا لم تف إيران بالموعد النهائي للرد على عرض القوى الغربية مطلع الأسبوع المقبل· وقال: ''يجب أن نصر على أن تفي إيران بالجدول الزمني الموضوع والخط الأحمر يجب أن يكون ''انه لا تخصيب لليورانيوم على الأراضي الإيرانية''·