الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الإسرائيلي يعترف بارتكاب أخطاء في اقتحام «أسطول الحرية»

الجيش الإسرائيلي يعترف بارتكاب أخطاء في اقتحام «أسطول الحرية»
2 يونيو 2010 00:37
أكد الجيش الإسرائيلي امس ارتكاب أخطاء كبيرة في عملية الصعود على متن “أسطول الحرية”، معللًا ذلك بورود معلومات خاطئة واستخدام معدات خاطئة واتباع تكتيكات خاطئة. وعلى الرغم من أن الإسرائيليين وقفوا وراء منفذي العملية في وجه الغضب الأجنبي فإن الاتهامات التي وجهت على المستوى المحلي مثل “الإخفاق” و”الفشل الذريع” هيمنت على عناوين الصحف، وأشارت إلى تراجع في الثقة مما أعاد إلى الأذهان الانتكاسات التي واكبت حرب لبنان عام 2006. ودعا معلق إسرائيلي إلى عزل وزير الدفاع إيهود باراك. وتعهد أعضاء في الحكومة بإجراء تحقيق ولكن إصرارهم على أن استفزازات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين هي التي أدت إلى إراقة دماء وجد من يؤيده بين الجمهور الإسرائيلي المتحفز. وأشارت القوات الخاصة البحرية التي نفذت العملية إلى مشاكل في المعلومات الواردة. وقال قائد المجموعة التي صعدت على السفينة وهو ليفتنانت بحري طلب عدم الإفصاح عن اسمه أثناء مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي “لم نكن نتوقع مثل هذه المقاومة من نشطاء المجموعة لأننا كنا نتحدث عن جماعة للمساعدة الإنسانية”. وأضاف “كانت النتيجة مختلفة عما كنا نعتقده ولكن ينبغي أن أقول إن السبب الرئيسي في ذلك هو السلوك غير الملائم من جانب من واجهناهم”. وعلى الرغم من الحظر الذي فرضته الشرطة الإسرائيلية على نشطاء السفينة ما في مرمرة من إذاعة إفادات مضادة فقد أظهرت لقطات مصورة لأحد الركاب اثنين من الجنود يتعرضان للضرب بالهراوات والطعن لدى نزولهما إلى السفينة. كما أصدر الجيش الإسرائيلي لقطات التقطت بكاميرات للرؤية الليلية لبضعة أفراد من القوات الخاصة يتعاركون مع نحو 30 نشطا. وأثارت اللقطات حالة غير معلنة من عدم التصديق والعار في إسرائيل. فالمقاتلون الذين لهم سمعة بتحقيق إنجازات في البحر بدوا عند صعودهم للسفينة التركية غير مؤهلين لهذا العمل وبدا عددهم قليلا في مواجهة النشطاء الذين كادوا يتغلبون عليهم على الرغم من أنهم أفضل تسليحا. وحمل جيسون ألدريك خبير المواجهات العسكرية البحرية في معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية قوات البحرية مسؤولية عدم السيطرة على السفينة بصورة أكثر فاعلية. وقال “النجاح يبدأ بالتخطيط ومن خلال المعلومات الدقيقة.. لقد صعدوا على مثل هذه السفن من قبل.. هذه المرة لم يتحركوا بالقوة الكافية وبالسرعة الكافية وبأعداد كافية من أجل السيطرة الكاسحة” على السفينة. وحمل بعض الجنود بنادق تطلق كرات طلاء وهي غير فتاكة وتحدث إصابات وتستخدم للرد على الهجمات ووصم المشتبه بهم من أجل اعتقالهم في وقت لاحق. كما ارتدى الجنود أقنعة واقية من الغاز وسترات نجاة. وقال اللفتنانت جنرال جابي أشكنازي قائد القوات المسلحة الإسرائيلية للصحفيين “من الواضح أن معدات تفريق الحشود التي زودوا بها لم تكن كافية”. ولم يكن من الممكن إلغاء العملية بعد أن اشتبك أول جنود إسرائيليين مع النشطاء وبدا ضعفهم على الرغم من أن البحرية قالت إن بعض أفراد القوات الخاصة اختاروا الفرار من خلال القفز من السفينة. وعبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، عن أسفها الشديد لوقوع وحدة البحرية الإسرائيلية التي هاجمت الأسطول الإنساني المتوجه إلى غزة في “الشرك” وانتقدت فشل العملية بلهجة لاذعة أحياناً. وكتبت صحيفة “معاريف” على صفحتها الأولى، أن “كومندوس النخبة في الجيش الإسرائيلي أرسل لتنفيذ مهمة محكومة بالفشل”. وأضافت بلهجة اتسمت بالحدة “في هذه الأوقات الصعبة ليس لدينا رئيس وزراء ولا وزير خارجية ولا حكومة مؤلفة بغالبيتها من وزراء بائسين لا جدوى منهم، الذين تحتاج إسرائيل إليهم”. وعنونت صحيفة “يديعوت أحرونوت” صفحتها الأولى بكلمة “شرك” مكتوب بالأحمر. ودعا أحد كتاب افتتاحيات الصحيفة الشعبية إلى استقالة وزير الدفاع ايهود باراك الذي وصف بأنه المسؤول الرئيسي عن الفشل. وقال “إنه فقد هيبته لقيادة إسرائيل إلى النصر” مضيفاً إنه لم يستطع “إخفاء هذا الفشل”. ووضع كاتب الافتتاحية الشهير ناعوم بارنيا لائحة طويلة بجميع الأخطاء السياسية والعسكرية التي ارتكبت بحسب قوله أثناء العملية وخلص إلى أن “محور تركيا - إيران - سوريا - حماس سيخرج منها قويا”. وأضاف أن صورة إسرائيل تدهورت والضفة الغربية قد تشتعل مثل المجموعة العربية الإسرائيلية. آمل ألا تتحقق أي من هذه التنبؤات الكارثية. لكن ثمة أمر مؤكد أنه لن يخرج أي شيء جيد من هذه المسألة”. وعنونت صحيفة “إسرائيل اليوم” اليمينية التي تدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول “الجنود الذين تعرضوا للضرب”، وأضافت الصحيفة باسف “ارتكب أحد خطأ ودفع مقاتلو الكومندوس الثمن”. كذلك تحدثت صحيفة “جيروز اليوم بوست” اليمينية الصادرة بالإنجليزية عن “فشل”، متسائلة “لماذا استخف الجيش الإسرائيلي إلى هذه الدرجة بعدائية أولئك الذين وصفهم بالإرهابيين”. وعنونت أيضاً حول “الاستنكار الدولي” الذي تواجهه إسرائيل. وفي اليسار تحدثت صحيفة “هآرتس” المعارضة عن “فشل في عرض البحر” فيما عنون يوسي ساريد تحليله “سبعة حمقى في الحكومة الأمنية”.وحمل المقال الافتتاحي في صحيفة “هآرتس” عنوان “ثمن سياسة خاطئة”. وقال إن “الامكانية الوحيدة لاقناع الإسرائيليين وأصدقائنا في العالم بأن إسرائيل تأسف لهذه المواجهة ونتيجتها هي تشكيل لجنة تحقيق تابعة للدولة لتحديد من يتوجب أن يدفع الثمن لقرار هذه السياسة الخطرة”.
المصدر: القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©