الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة السيارات والطائرات أهم المستفيدين من تراجع أسعار النفط

1 أغسطس 2008 22:41
ماذا لو استمرت أسعار النفط تسجل تراجعاً ملحوظاً ؟ هذا السؤال أخذ يفرض نفسه بشدة في أذهان الكثيرين في الأسبوع الماضي، عندما بدأت أسعار الخام في الانخفاض بحدة وأغلقت عقود تسليمات أغسطس على 129,29 دولار للبرميل في نيويورك يوم الثلاثاء ليصبح إجمالي الانخفاض لثلاثة أيام متصلة 15,89 دولار في البرميل، أي بنسبة مقدارها 10,9 في المائة· وعلى الرغم من أن القليل من المستثمرين يراهن على انخفاض مستدام في أسعار النفط فإن العديد من القطاعات والشركات سوف تجني العديد من المكاسب بعضها أكثر من الآخر، كما أن البعض سوف يحقق الفوائد بقدر أكبر مما هو متوقع، فالنفط الأقل تكلفة من شأنه أن يساعد معظم الشركات لأي من الأسباب الثلاثة الآتية أو كلها مجتمعة· إذ أن النفط المنخفض التكلفة سوف يضع المزيد من الأموال في أيدي الزبائن كما سيؤدي الى تخفيف الضغوط الخانقة على البنوك المركزية من أجل رفع أسعار الفائدة بالإضافة الى خفض أسعار المواد الخام· ولكن توبياز ليفكوفيتش كبير استراتيجيي التمويل في سيتي جروب في الولايات المتحدة الأميركية لاحظ أن هذه الفوائد سوف تتنزل بشكل أكبر وأخص على صناعات معينة من أهمها قطاعات الخدمات والنقل والضيافة· ففي ظل انخفاض التكاليف سوف تتمكن شركات الطيران من تحقيق الاختراق المطلوب وبشكل سيساعدها كثيراً على تحسين مواردها المالية من أجل المزيد من الانطلاق والتوسع· أما صناعة السفن العبارة فربما تحقق فوائد أكثر من ذلك لأنها الصناعة التي ظلت غير جاذبة لأولئك المتحفظين والأكثر حذراً في إنفاق أموالهم· وسوف تصبح هذه الصناعة واحدة من الأعمال التجارية المستفيدة الى جانب تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق وصناعات التسلية والألعاب التي عادة ما تنشط وتزدهر في أوقات انخفاض الأسعار، كما يقول لينوكوفيتش· وهنالك قطاعات أخرى من المتوقع أن تحقق المكاسب من تدني أسعار النفط ولكن بدرجة أقل مثل صناعة إدارة النفايات وصناعة التخزين والمستودعات بالإضافة الى قطاعي النقل بالشاحنات والنقل بالسكك الحديدية وقطاع التعدين· ويتفق بين إنكر مدير تخصيص الأصول في مؤسسة جي إم أو لإدارة التمويل أيضاً مع الرأي القائل بأن شركات الطيران بالإضافة الى الشركات المصنعة للسيارات سوف تحقق العديد من الفوائد بمجرد تراجع أسعار النفط، إلا أنه وبسبب الحساسية المفرطة في هذين القطاعين فإن الأمر يحتاج الى الوثوق والاطمئنان أولاً بأن هذه الأسعار سوف تستمر الى انخفاض على الأقل في المدى المتوسط وسوف تستقر في نهاية المطاف في هذا المستوى المتدني· ويوضح وجهة نظره قائلاً ''في حال إن استقرت أسعار النفط عند مستوى 130 دولاراً ولم يحدث تغير آخر ملحوظ في هاتين الصناعتين فإن هذا الأمر لربما لن يؤدي الى أية نتائج ملموسة· أما إذا ساد اعتقاد بأن النفط سوف ينخفض الى مستوى 80 دولاراً فإن صناعتي الطيران والسيارات ستسرعان لتغيير الطريقة التي تدير بها أعمالهما وتشعران بكثير من الارتياح''· وهنالك صناعة أخرى يمكن أن تدخل ضمن قائمة كبار المستفيدين وهي صناعة تكرير النفط التي ظلت غير قادرة على الاحتفاظ بهوامش أرباحها عندما ترتفع أسعار الخام لأنها ببساطة لا تستطيع رفع أسعار منتجاتها النهائية مثل الجازولين بنفس النسبة التي ارتفعت بها أسعار النفط· وعلى العكس من ذلك فهنالك صناعات أخرى تستهلك كميات كبيرة من النفط ولكنها تجد من السهل عليها تمرير التكاليف العالية على أكتاف زبائنها· وأكبر مثال على ذلك شركات الكيماويات بالإضافة الى بعض الدول· فالعديد من الاقتصادات الآسيوية النامية تعتبر من أكبر مستهلكي الطاقة بينما تراجعت أسواق الأسهم في هذه الدول بمجرد أن ارتفعت أسعار النفط بالرغم من أن ارتفاع النفط لم يكن السبب الوحيد في انهيار الأسهم· ولكن الطاقة المدعومة في معظم دول هذه المنطقة جعلت دافعي الضرائب يتجهون لاستثمار جزءاً من أموالهم في هذه الأسواق، لذا فإن انخفاض أسعار الطاقة ليس بمقدوره أن يساعد هذه الأسواق بالقدر الذي يمكن أن يأمل فيه البعض· أما بالنسبة للاقتصاد الياباني وسوق أسهمه الأكثر نضوجاً فإن الآثار الناجمة سوف تتسم بالكثير من التعقيدات، فالنفط الأقل تكلفة سوف يساعد كثيراً نسبة لأن الطاقة تمثل معظم الواردات في الدولة، ولكن انخفاضاً شديد الحدة في أسعار النفط من شأنه أن يتمخض عن انكماش حاد من النوع الذي جعل النمو الياباني في أدنى معدلاته طوال حقبة التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة· عن ''انترناشيونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©