قوات عباس تعتقل 37 من حماس في الضفة

اعتقلت قوات الامن الفلسطينية أمس 37 ناشطاً من حركة ''حماس'' في الضفة الغربية، في أحدث جولة من حملات الاعتقالات التي تشنها ''فتح'' ضد الحركة المنافسة لها· وأكد أقارب المحتجزين أنباء الاعتقالات، وذكر شهود عيان أن أربعة محاضرين في جامعة النجاح كانوا من بين من احتجزتهم قوات تابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح· وامتنع مسؤولو الأمن الفلسطينيون أمس عن التعقيب على الاعتقالات التي جرت في مدينة نابلس· واتهمت ''حماس'' أمس أجهزة الأمن الفلسطينية أمس بمواصلة ملاحقة عناصرها وقالت في بيان لها: إن الاعتقالات جرت أمس الأول في مدن نابلس وسلفيت وطوباس وطولكرم والخليل وبيت لحم· وعلى صعيد الاتهامات المتبادلة، وصف ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة ''التحرير'' ممارسات ''حماس'' في غزة بأنها ''سياسيات طالبانية'' في إشارة إلى حركة طالبان في أفغانستان· وقال في تصريحات إذاعية أمس: ''إن هذه الحركة في الواقع لا تستطيع التعايش مع القوى والتيارات الأخرى؛ لأنها تنطلق من فرضية أن وجودها يلغي ضرورة وجود التيارات الأخرى''· وتابع: ''بالتالي لا أرى أفقاً للحوار الوطني ما لم تتخذ الجهة الداعية للحوار موقفاً واضحاً يتفق مع قرارات القمة العربية، وضرورة أن تكون الأولوية لإنهاء الانقلاب بكل ذيوله ونتائجه''· إلى ذلك، أعلن رئيس مكتب القناة الأولى بالتلفزيون الألماني ''إيه· آر· دي'' في إسرائيل صباح أمس إطلاق سراح مصور القناة الذي اعتقلته حركة ''حماس'' في قطاع غزة· وذكرت القناة الأولى بالتلفزيون الألماني ''إيه· آر· دي'' مساء أمس أن قوات الأمن التابعة لـ''حماس'' في قطاع غزة أطلقت سراح مصور القناة بعد مرور أربعة ليالٍ على اعتقاله· وأعلن ريتشارد شنايدر مدير مكتب القناة في إسرائيل أن المصور سواح ''أبو سيف'' في ''حالة سيئة للغاية'' ويتلقى علاجاً في المستشفى· وأوضح أن ''حماس'' كانت تريد أن تعرف كل شيء عن طاقم العاملين والمراسلين، ولماذا تبث المحطة الألمانية تقارير ''سلبية للغاية'' عنها· وقال: ''ابو سيف تعرض للتعذيب'' خلال احتجازه· وانهم أبلغوه انه ''يستدعى مرة أخرى وانه تحت المراقبة''، مشيراً إلى أن العاملين مع ''ابو سيف'' تعرضوا لحملة ''ترويع وترهيب''· وكانت القناة الألمانية قد أعلنت أمس الأول إغلاق مكتبها في غزة ووقف العمل في قطاع غزة بشكل كامل احتجاجاً على اعتقال ''أبو سيف''· وعلقت على مدخل مكتبها في غزة لافتة تفيد بإغلاقه حتى إشعار آخر· وكان ملثمون من القوى الأمنية لـ''حماس'' اعتقلو ''أبو سيف'' في يوليو الجاري بعدما اقتحموا منزله في غرب غزة وصادروا الكمبيوتر الخاص به وهاتفه المحمول بحجة أنه مناصر لحركة ''فتح''· من جهته، دعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أمس عباس إلى إسكات كل الأصوات وإلجام الأجهزة الأمنية ووقف الاعتقالات في الضفة الغربية· وندد بالعملية ''الإجرامية'' التي استهدفت عدداً من المقاومين على شاطئ غزة يوم الجمعة الماضي وراح ضحيتها ستة فلسطينيين بينهم طفلة· ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق تتبنى الشفافية والوضوح تحدد الطرف المسؤول عن هذه الجريمة وإعلان النتائج أمام الشعب الفلسطيني· وقال خريشة: ''كنا قبل جريمة غزة نحضر لاجتماع يضم 6 نواب من فتح و6 من (حماس)، عبر الفيديو كونفرانس، لتفعيل دعوات إطلاق الحوار، ومن ثم نقله تحت مظلة جامعة الدول العربية· إلا أن التفجير الإجرامي في غزة، نسف هذه المحاولة''· وطالب خريشة الرئيس عباس بإصدار قرار بإطلاق جميع الرهائن المحتجزين في سجون السلطة في الضفة المحتلة، واحترام الإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أن كل الذين اعتقلوا في الضفة من نشطاء العمل العام وهم أكاديميون وليسوا أطرافاً في الصراع· واستنكرالطريقة التي تم بها اعتقال مفتي محافظة طولكرم الشيخ عمار بدوي، واعتقال الدكتور عبدالستار قاسم ، داعياً إلى إعطاء هامش للحريات العامة في الضفة· وحول دور المجلس التشريعي قال: إن المجلس جزء من الواقع ويعيش حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة الفلسطينية· وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانفجارات الأخيرة في غزة وطالب بتحقيق محايد من قبل المجتمع المدني الفلسطيني مؤكداً التزامه سلفا بنتائج ذلك التحقيق· ونفى عباس في مؤتمر صحفي عقده أمس قبيل مغادرته تونس أن يكون هناك فيتو دولي او محلي يمنع المصالحة الوطنية الفلسطينية· وقال: ''نحن أحرار في قرارنا و حريصون على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والأمل معقود على أن يؤدي حوار القاهرة الوشيك الى تحقيق المصالحة الوطنية''· وأشار الى أن مصر تتولى التفاوض بين حماس وإسرائيل بشأن اطلاق الجندي جلعاد شاليط، مؤكدا أن على أجندة السلطة قضية 11 ألف أسير فلسطيني ينبغي اطلاق سراحهم بصرف النظر عن قضية الجندي الإسرائيلي شاليط·