الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الفايز: سندباد الشعر الكويتي 2/2

7 أكتوبر 2009 00:38
حفلت التجربة الشعرية للشاعر الكويتي محمد الفايز بالقصيدة العمودية وبشعر التفعيلة من حيث الشكل بكثير من الاتجاهات والأبعاد المختلفة والمتعددة من حيث المضمون، ما جعله بحق رائد المرحلة الوسيطة في شعر الفصحى الكويتي المعاصر. ورغم أنَّ الفايز لم يعمر كثيراً في دنيا الناس، إلا أنَّ حياته كانت بحق ملحمة في حب الوطن، ولد الفايز في عام 1932 ولم تدم حياته سوى 59 عاما اختتمها بيوم أن تحررت الكويت من الغزو العراقي في الثامن والعشرين من فبراير من عام 1991. ولعلَّ الفايز أحد أبناء الكويت المبدعين الذين عبروا بحق عن معاناة من كابدوا المشاق في أعماق البحار بحثاً عن الرزق، واستطاع بإحساسه المرهف أن يصوغ المتاعب التي كان يكابدها مع زملائه في قصائد عبرت عن ما يلاقيه من يبحث عن الرزق في البحر، حيث يقول في مذكرات بحار الأولى: في القاع و»الرماي» خلفك كالخفير يترصد الغواص. هل ذقت العذاب؟ مثلي وصارعت العباب أمسكت مفلقة البحار؟ في الفجر مرتجفا لتكتمل القلادة في عنق جارية تنام على وسادة ريشية في حضن سيدها في ديوانه الأول تفجرت موهبة الفايز، ولفتت أنظار النقاد والمبدعين، وهنا غادر الفايز اسمه الاختياري القديم «سيزيف»، عايش الفايز هموم من سبقوه وأحاديثهم عن الغوص والسفر وفقر الحياة، وشهد تفجر النفط في الكويت، وما صاحبه من تبدلات اجتماعية كان لها الأثر الأكبر في فكره. «مذكرات بحار» هي أهم وأشهر ما كتب الفايز من شعر وفيها يقول: البحر أجمل ما يكون لولا شعوري بالضياع لولا هروبي من جفا مدينتي الظمأى وخوفي أن أموت عريان في الأعماق أو في بطن حوت إني أحاذر أن أموت آه لما أفكر أن لي بيتا ولي فيه عيال آه لما أحس بأن في الدنيا جمالاً، للفايز أحد عشر ديوانا بدأت بمذكرات بحّار، النور من الداخل، الطين والشمس، رسوم النغم المفكر، بقايا الألواح، لبنان والنواحي الأخرى، ذاكرة الآفاق، حداء الهودج، خلاخيل الفيروز، تسقط الحرب، خرائط البرق. وقد صدر الديوان الأخير عقب وفاته وبه قصائد متفرقة لم تُنشر. وله أيضاً مجموعة قصصية بعنوان «الأرض والتفاح»، وملحمة شعرية بعنوان «خالد بن الوليد»، ولم يضمهما إلى أعماله الكاملة التي صدرت عام 1986م. إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©