رينو تحيي ذكريات فورمولا-1 في جنوب أفريقيا

أعلن رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ''فيا'' البريطاني ماكس موزلي أنه سيكشف قريبا عن الجهة التي أوقعته في ''خدعة ملفقة'' بعد الفضيحة التي نشرتها صحيفة ''نيوز اوف ذي وورلد'' البريطانية· وقال موزلي لصحيفة: ''جازيتا ديللو سبورت'' الايطالية اليومية: ''قريبا ستعرفون من هو المسؤول عن الخدعة الملفقة''· وكانت المحكمة العليا في لندن أصدرت يوم الخميس الماضي حكما على الصحيفة الإنجليزية الزمتها فيه بدفع 60 ألف جنيه استرليني كعطل وضرر لموزلي التي كانت نشرت الفضيحة في شريط فيديو على موقعها الألكتروني واصفة موزلي بأنه يمارس طقوسا ''نازية''· ورغم الأصوات الكثيرة التي طالبت باستقالته من منصبه اعتبر موزلي أنه لم ''يفكر أبداً بالاستقالة''، ورأى أن رياضة الفورمولا-1 ''لم تخسر أي مشجع'' بسببه· وكانت العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبورج قبل أيام على موعد مع حدث مثير تمثل بعرض قام به فريق رينو الفرنسي المشارك في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 وتابعه 60 ألف متفرج من عشاق الرياضة الميكانيكية في البلاد التي سبق لها أن استضافت أكثر من 20 سباقا ''رسميا'' ضمن بطولة العالم للفئة الأولى أولها في 29 ديسمبر 1962 على حلبة ''ايست لندن'' حيث توج البريطاني جراهام هيل خلف مقود سيارة ''بي ار ام''· ويدخل الحدث في اطار برنامج ''رود شو'' الذي بدأته رينو قبل شهر تقريبا بعرض مماثل في العاصمة الفرنسية باريس، قبل الانتقال إلى جنوب أفريقيا حيث اقيم العرض نفسه في اقليم جوتنغ الواقع ضمن جوهانسبورج التي اعتادت استضافة أحداث من هذا النوع، آخرها في العام الماضي، عندما تجمهر أكثر من مئة ألف عاشق لرياضة المحركات للاستمتاع بهدير محركات سيارات الفئة الأولى· وقال مسؤول المال والاقتصاد في حكومة اقليم جوتنج، بول ماشاتايل: ''بالنسبة لنا، نحن حكومة جوتنغ، فإن التعاون مع فريق رينو للفورمولا-1 يمثل فرصة للكشف عن قدرات الاقليم على المستوى الدولي''· وأضاف: ''هذا التعاون من شأنه دعم جهودنا للترويج لجوتنج كمكان خصب للاستثمار وكمقصد سياحي فريد، ونسعى من خلال تعاوننا مع رينو إلى تفعيل القطاع الرياضي في اطار اقتصاد الاقليم، والذي نعتبر أنه قادر على خلق فرص عمل كثيرة وعلى المساهمة في رفع دخلنا، كما أن هذا التعاون يشير بوضوح إلى رغبتنا في دعم قطاع صناعة السيارات في الاقليم''· وكان حلم عودة جنوب أفريقيا إلى جدول بطولة العالم للفورمولا-1 طافيا إلى السطح في الأشهر الأخيرة وذلك بعد طول غياب عنها، ورغم أن الآمال المعقودة على تلك العودة بلغت حداً كبيراً من التفاؤل الا أن جهات سياسية في البلاد لعبت دورا في دفن ''المشروع الوليد'' في مهده· وبحسب ما تناقلته وسائل الاعلام في جوهانسبورج، فان ''كونسورتيوم'' المستثمرين الذي عملوا في اتجاه بناء حلبة جديدة تمهيداً لدخول بطولة العالم مستقبلا، لم يلق الدعم الكافي والصريح من قبل الجهات الحكومية· ويذكر أن تكلفة المشروع قدرت بحوالي 480 مليون دولار كان من المنتظر أن تصرف على بناء حلبة جديدة بالقرب من مطار مدينة كيب تاون، الا أن العائق تمثل في كون الحكومة المحلية لم تحسم موقفها ازاء طلب المستثمرين الحصول على قطعة الأرض المنوي انشاء الحلبة عليها· وتعتبر جنوب افريقيا رائدة في عالم الفئة الأولى اذ نظمت سباقات عدة ابتداء من عام 1934 الا أنها استضافت أول سباق ''رسمي'' ضمن بطولة العالم في ،1962 ويعود السبب في عدم الظهور الدوري لجنوب أفريقيا في روزنامة البطولة إلى مفاعيل الحرب العالمية الثانية من جهة، وإلى سياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في البلاد من جهة ثانية· السباق الثاني اقيم في 1963 على حلبة ''ايست لندن'' التي استضافت السباق الأول ايضا، قبل أن يغيب الحدث عن البلاد في العام التالي، ليعود في 1965 و1966 الا أن النسخة الأخيرة لم تحتسب ضمن بطولة العالم، وفي 1967 انتقل السباق إلى حلبة ''كيالامي'' حيث نظم حتى 1985 الا أن نسخة عام 1981 منه لم تحتسب هي الأخرى كجولة ضمن بطولة العالم بسبب الخلاف الكبير الذي كان قائما حينها ما بين الاتحاد الدولي لرياضة السيارات واتحاد فورمولا واحد للصانعين· وغاب السباق من 1986 حتى 1991 قبل أن ينظم عام 1992 مجدداً في ''كيالامي''، وللمرة الأخيرة في 1993 على الحلبة نفسها حيث توج الفرنسي الان بروست سائق وليامس رينو·