السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انهيار جولة الدوحة يثير تساؤلات عن جدوى أسلوب كل شيء أو لا شيء

31 يوليو 2008 22:10
أثار انهيار محادثات منظمة التجارة العالمية انقسامات في الرأي حول ما إذا كانت جولة الدوحة تحاول ببساطة التصدي لقضايا أكثر من اللازم في وقت واحد· ويرى بعض المفاوضين أنه من الممكن استخلاص سلسلة من الاتفاقات الأصغر نطاقاً من بين حطام جولة الدوحة التي تستهدف فتح الأسواق العالمية على مصراعيها أمام السلع الغذائية والصناعية بالإضافة إلى الخدمات عبر الحدود، لكن آخرين يصرون على أن السعي لإبرام صفقة شاملة كان ضرورياً لتلبية احتياجات الجميع· وقالت سوزان شواب الممثلة التجارية الأميركية في مؤتمر صحفي أمس الاول بعد يوم من انهيار المحادثات في جنيف: ''أعتقد أن التاريخ لم يشهد قط مفاوضات دولية بمثل هذا التعقيد''، وأضافت أن مجالات معينة من محادثات الدوحة واسعة النطاق بدت جاهزة للتوصل إلى اتفاق بشأنها حتى رغم أن أعضاء منظمة التجارة العالمية البالغ عددهم 153 عضواً أخفقوا في التوصل إلى اجماع على اتفاق كلي لخفض الحواجز التجارية أمام تجارة المواد الغذائية والسيارات والمنسوجات والهواتف· وتساءلت شواب قائلة: ''لماذا يتعين التوصل إلى اتفاق بشأن كل شيء في نفس الوقت تماماً؟''، وقالت: إنه من الممكن الخروج من جولة محادثات الدوحة المستمرة منذ نحو سبع سنوات باتفاقات جانبية لتعزيز التجارة في السلع البيئية، وإصلاح قواعد المنافسة في التصدير ومنح الدول الفقيرة مميزات الإعفاء من الجمارك ونظام الحصص· وأضافت: ''هناك دائماً وسائل للمضي قدماً بالاتفاق على أجزاء، وإذا كنا سنقول إننا لن ننجز شيئاً إلا بإنجاز كل شيء فسيستغرق الأمر وقتاً أطول''· وقد أخفق وزراء التجارة على مدى تسعة أيام من المفاوضات في الاتفاق على تنازلات تجعل التوصل إلى اتفاق لجولة الدوحة أمراً مستساغاً للاقتصادات الكبرى خاصة وذلك مع عجز الهند والولايات المتحدة في تسوية خلافاتهما بشأن الحواجز في أسواق المنتجات الزراعية· وأصر وزير التجارة الهندي كمال ناث أمس الأول على ضرورة احتفاظ جولة الدوحة باسلوب ''كل شيء أو لا شيء'' لكي تحصل الدول الفقيرة على أفضل صفقة ممكنة عند استئناف المحادثات· وقال: ''منظمة التجارة العالمية ليست مأدبة طعام مفتوحة لكي تنتقي منها ما تريد وتذهب''، ويتفق اورو كينياتا نائب رئيس الوزراء الكيني مع ناث في أن من الخطر تفتيت المفاوضات الى قضايا منفصلة لأن ذلك من شأنه إقصاء بعض الدول، وقال في مؤتمر صحفي: ''لا يمكننا فصل القضايا عن بعضها البعض· لابد أن يأتي كل شيء في حزمة واحدة من أجل تلبية احتياجات كل الأعضاء''· وشبه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي السعي لابرام اتفاق في جولة الدوحة ببناء كاتدرائية على الطراز القوطي حيث تمثل قضايا معينة - مثل تخفيضات الدعم والرسوم الجمركية التي تضر بالصادرات - الأعمدة الرئيسية التي يمكن البناء عليها· وأشارت شواب إلى هذا التشبيه قائلة إن التصميم الهندسي لجولة الدوحة ربما يكون السبب في انهيارها، وقالت: ''ربما يكون·· تعقيد الكاتدرائية التي بنيت خصيصاً لجولة الدوحة هو ألد اعدائها وسبب انهيارها''·
المصدر: جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©